الجمعة، 23 أغسطس 2013

العنصرية ....... العنف ........ العفونة



سأبدأ بالعنصرية والعنف الطائفي ( المذهبي ) أولا ...

العنصرية والعنف الطائفي ليس أصلا في السلوك المصري .... ضمن مشاهداتي البحتة كلامي ليس علميا ولا بناء على إحصائيات ولكن بناء على المجتمع الذي نشأت فيه بأطيافه .

نشأت في أسرة مصرية عادية ... لدي جيران من المسيحيين ( النصارى ) وكلمة النصارى معناها الذين نصروا السيد المسيح عندما تخاذل عنه الآخرون فهي ليست سبة ولا شتمة .... كان أبي يتركني معهم ... لم تقل لي أمي يوما لا تأكلي عندهم ... ولا من أكلهم أبدا !!! لم تحتقر فاكهة معينة فتقدمها لهم ! وتقول متمتمة ( التفاحة الوحشة دي للولية المسيحية جارتنا ) على الإطلاق لم يحدث .... التعليق الوحيد على الأكل كان في رمضان وأنا صغيرة ( إوعي يا سارة حد يضحك عليكي ويقولك على حاجة مش بتفطر كل الأكل بيفطر خلي بالك ) هذا النوع من التنبيه كان عام على كل الناس ولن أنس يوما مشاغبات عم فانوس ( سارة اليوستفندي مبيفطرش :D )
 يا سلاام ؟ لأ طبعا كله بيفطر ماما قالتلي كده .... فين كوكو ؟ ( وأدخل كالعادة ألعب مع بغبغائي العزيز ... هو بتاعهم بس صاحبي ...

بدأت أشهد العنف والعنصرية الطائفية بشكل محتلف ينقله بشكل برييء الأطفال عندما نجلس سويا ونتناقل الكلمات البسيطة التي كان يعتبرها البعض عجيبة لأنهم لم يتعاملوا أبدا مع أم نجوى ولا عم فانوس !

تعلمت يوما فيوما أن لي ديني ولهم دينهم وهذه كانت أشهر كلمات أمي عن الأمر ... لم أشعر يوما بهذا العنف سوى من أناس عنيفين أصلا ضد شركاء الدين

العنصرية ...... إن وجدت ضد المسيحيين بشكل واحد فهي مورست قبلك تجاه مسلم وملحد ويهودي بشكل أكبر منك مليون مرة ! اهمد

اليوم ... وبعد 24 عاما ... وجدت أن العنف الطائفي ليس مقتصرا على النصارى وفقط ... وإنما امتدت من المتشددين من كل دين تجاه الآخرين
اسمحولي ... قرأت كلاما طائفيا على مواقع مسيحية يشكك في القرآن بلا دليل .. بل يقص من كلمات المفسرين ويلصقها ويدعي زورا على ديني ! #متشدد ... متعصب ... عنصري
قرأت كلاما على موقع إلحادي ضد ديني وضد المسيحية وطلبت من المشرفين الكلام بصورة جدية في الأمر بدلا من السباب ومناقشة أصحاب العقائد !! لم أجد لا أنا ولا المسيحي رد منهم !!!
سمعت مناقشات من زملاء مسلمين ضد عقائد أخرى بصورة فجة ومستفزة وبلا فائدة وعندما عارضتهم ظنوا أني أميل للإلحاد !!!

العنصرية يا سادة هي عنف ... يخرج بصورة سلمية أحيانا ... كلمات صاخبة وجارحة وكذابة .... تجنب إنسان .. النظر إليه بصورة شاذة .... التحدث معه بأسلوب قميء العنصرية هي تعميم الفكر السلبي عن متطرف لتشمل كل جماعته ... تعميم العنف ضد مسيحي عنيف لتشمل كل المسيحيين تعميم العنف ضد مسلم متطرف لتشمل كل المسلمين ... وتعميم المظهر المصاحب للجماعة

يبدأ الأمر .... بالشعور الداخلي بالأفضلية والتميز ... التميز السلبي الذي يجعل كل من دونه يفقد جميع الحقوق !

العنف .....

هو ممارسة العنصرية علنا .... يخرج الأمر عن نطاق التفكير .... يبدأ الأمر بالشعور القهري ... أو الشعور بالأفضلية ومن دوني عبيد ... يبدأ العنف يرتكز على التمييز السلبي على العنصرية ... كبداية وأساس له ... العنف وليد التفكير العنصري الطبقي أنا أفضل ! أنا أقدر .. أنا أقوى .. أنا أغنى .. أنا أشرف ... ثم .. أنا أقهر ! وتبدأ ممارسات القهر .. عنف

بدأت موجة من العنف تنتسب للإخوان المسلمين ... أنا لست بصدد الحقائق حتى توافق أو تدافع
أنا بصدد ردود أفعال الناس على هذه الحملة !! لم يكن التصدي للعنف بسلمية .. ولكن التصدي للعنف بموجة أكثر عنفا !! أتدرون لماذا ؟ لأن العنف بداخلهم تولد من ضياع الحق .. إنها العدالة المفقودة .. إنها العنصرية التي جعلت فلان ابن فلان ياخد حقه تالت ومتلت وجعلت فلان الفلاني يدور كعب داير في المحاكم بحثا عن حقه فلا يجده

الناس أصبحوا يريدون أي طرف ضعيف يمارسون عليه تفريغ حالة القهر السياسي والمجتمعي والطائفي ( الطائفي الديني والسياسي معا )

العفونة ....... وهي حالة متأخرة

وصل إليها الشعب المصري .......... (عامته وليس الكل )
والعفونة هي الحالة الفكرية المتعفنة المليئة بأفكار شاذة من عنصرية وطائفية وعنف ، هي تلك المرحلة التي يستبيح فيها الإنسان قتل أخيه بدم بارد
هي تلك المرحلة التي يصير صاحبها مغيبا تماما غن الوعي ، لا يرى الحقائق مهما أثبتها له ولا يدافع عن الحق مادام هذا الحق لا يوافق هواه ،
هي حالة من التعفن الفكري التي يكون على رأسها حالة تعميمية للفكر القذر يتبعها تعميم السلوك العنيف بشكل فج

فيبدأ في الحكم على المحجة أنها إخوانية ، ويبدأ الحكم على الملتحي أنه إرهابي ، وعلى غير المحجبة على انها كافرة وأن جميعهم يستحق القتل لمجرد أنهم مختلفون عنه !!!

هنا في هذه المرحلة لا داعي للنقاش حيث لا فائدة ولا يجدي نفعا ، حيث إلغاء جميع البديهيات الإنسانية في التعامل مع الأمر ، حيث لا حقوق ولا واجبات ، حيث التعصب سمة واضحة ، حيث لا تثنيه شهادة الحق ولا كلمة الحق ولا العدالة عن موقفه ، حيث تصبح العدالة والمظلمة كلماد مجردة من معانيها لديه ولا قيمة لها

حيث يقف أحدهم عندما أقول له هذه عربية سيدات فقط فيرد ساخطا (كإني أنا اللي حرقتله الكنيسة ) هو عشان انتي لابسة حجاب بقى هتتكلمي ولا إيه ؟ في موقف المدافع عن نفسه بشكل طائفي رغم أن كلامي لم يعتمد على ديانته بالأصل لكن هو يراني كذلك ! مسلمة إرهابية  #حدث_بالفعل في مصر معي شخصيا !

حيث إحدى المدافعات المحترمات عن حقوق الأقباط في مصر تصرخ وتشكو لليوم الذي نسيت رقمه من كثرة ما قرأت كلماتها من حرق الكنائس وكل يوم لا ترسل سوى إحصائيات القتل والحرق وتقول أن هذا عنف طائفي
وعندما حاولت إيضاح الصورة لها أن سلوك العنف في مصر لم يعد طائفي على أساس اختلاف ديني ولكنه أصبح أعمق وأخطر من ذلك لم يعجبها كلامي رأت أن كلامي مستفز ... وعندما برهنت لها أن هناك حرق لممتلكات الإخوان وأن هذه الموجة من العنف لم نشهدها من قبل وسيصبح أقرب شيء لمعارضة الآخر هو العنف ضده ، سواء كانت المعارضة سياسية أخلاقية دينية أن الدائرة العنيفة تتستع لتشمل الجميع .. أن العنف بدأ يأخذ منحى أكثر خطورة ... اتهمتني أني ادافع عن الإخوان !!!!!!!! يا للعار أيتها المناضلة المتسترة بالحقوق وأنتي لا تعرفين سوى حقوقك وفقط !
وأكملت أني ضد حرق الكنائس وأني كتبت فور سماعي الخبر أن حرق الكنيسة والجامع والدير والصومعة حرام !
قلت لها القضية ليست كذلك .... القضية أن أخاك لو كان ملتحيا ولا يعلق صليبا ولم يدق صليبا على يده سوف يتعرض للعنف الشديد لمجرد كونه ملتحي ! بالنهاية ! السيدة المحترمة لم تأخذ من كلامي إلا الحديث عن حرق ممتلكات الإخوان ! والحديث عن أن دائرة العنف تتسع ولم تعد قضية الأقباط وحدهم !

قلت لها وسأقولها بالحرف ثانية ..... تولع الكنيسة ويولع الجامع في سبيل حياة بني ادم ! يارب نفهم يارب نفهم يارب نفهم !

كان لي أن أقبل بهذا التعصب من أي إنسان مسيحي عادي باع عقله للتليفزيون .. نسي صداقاته مع المسلمين .. نسي تاريخه في هذا البلد ... نسي حادثة القديسين وماسبيرو التي كانت إنتاج وأخراج الدولة ! لكن من سيدة تعتبر نفسها حقوقية وتدافع عن الحقوق جميعا ! عفوا أيتها المتعصبة ! ليست هذه هي القيمة التي تدعينها ! سقطتي ..

العفونة أصبحت تتوغل بشكل قذر في عقول الجميع

كلنا بلا استثناء لدينا رواسب عنصرية .. وعنف .. وعفونة

ولكن القضية إلى أي مدى تؤثر هذه الأشياء !
التقيت بعض المتعصبين النصارى
والتقيت بعض المتشددين المسلمين
وبعض العصبيين الملحدين
ولكني مازلت أجاهد نفسي حتى الرمق الأخير أني لن أمد يدي لأساعد أحدا وأنا أنظر ليده هل بها صليب فأقبض يدي أم لا فأستمر في مساعدته
ولن أبتسم لطفل فأجد أمه متقبه وأباه ملتحيا فأقضب جبهتي
ولن أقد مساعدة لإنسان فأجده ملحدا فأندم أني ساعدته !

أختلف عقائديا عنهم .... لكن عقيدتي تأمرني باحترام الإنسان أولا !

إن كنت لا تدرك هذا اذهب وراجع إنسانيتك ... ثم بعدها تكون مؤهلا لاعتناق دينا !  

هناك 7 تعليقات:

  1. المجتمع أصابه السوس لا شك
    و لكنه الآن ينهار و انهياره أمل
    عساه يومًا ما يُبنى من جديد على مبادئ و على حق!

    ردحذف
    الردود
    1. عساه صديقتي

      عسااااااااااااااااااه

      حذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. أتفقك معاك في كل حرف
    سيدنا الحسن تنازل عن الخلافه لمعاويه حقا لدماءءءء
    الجهاد لأجل إعلاء كلمة حريه " وجب الحرب لمنع الإعتداء على دين الإسلام من أن يدعى له أو إقامة شعائره و ليس لنشر الدين فلم يكون هناك رغبه بحكم بل رغبه بحريه نشر الإسلام بالأخلاق .
    إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
    مسلم نصراني ملوش مله دي روح

    ردحذف
  4. مرحبا سارة .. حبيت اترك تعليق على " ليس حنينا " لكني لا استطيع ذلك .. لا تظهر عندي إرسال تعليق .. وهذا نفس الشيء مع كل بوستاتك التي ليس عليها تعليقات .. أما التي عليها تعليق فاستطيع اضافة تعليق عليها .. هل تعرفين السبب ؟؟

    ردحذف
  5. مرحبا يا جميلة :)

    لا أنا مش عارفة السبب !! خليني أشوف انا بعتذر عامة :)

    ردحذف