تعبت من التظاهر
نعم ... لقد تعبت من التظاهر
طوال الوقت أني بخير ، أني متعايشة تماما وقوية ، أني لا أعبأ بتلك الضغوط التي
تحيطني ، أني أستطيع المحاربة في جميع الإتجاهات طوال الوقت
نعم لقد تعبت
وعلي الآن أن أعترف ، وعليكم
أن تقدروا هذا الإعتراف وقبل الحكم فكروا بين أنفسكم !
أما آن لنا معشر البشر رجالا
ونساء أن نعترف باختلافنا كليا ! باختلافنا لدرجة مفجعة ؟ أما آن لنا أن نحترم
أنفسنا ! ولو لمرة ! أن نصدقها !
أعترف بكامل كل شيء أظهرت ضده
تلك الفترة الأخيرة
أعترف أني ...... أحبك ! نعم
أحبك وأن الحب هبة المولى وأنه لا دخل لنا وأنك كنت أحد أهم أسباب ذلك !
أن أعترف أن المسافات التي
تغير كل شيء لم تغير شيئا ، أني ما زلت أراك بعين الطفلة رغم كل شيء ، أني لو فكرت
فيك كامرأة لوقفت كالنساء الماكرات أنسج كل خيوط العنكبوت حولك حتى أجذبك فأنتقم
لي أو أخنقك !
أعترف أني مللت التظاهر بأنه
لم يلمس أحد قلبي ! لأن مجتمعي لا يقبل الحب ، ولأن مجتمعي يرى كل حبيب كذئب ،
ولأن مجتمعي يرى كل عاشقة كساقطة ! ولأنك أنت أيضا لم يعجبك هذا الحب !
أعترف ........ أني مللت
التظاهر أني بنت بمائة رجل !
كلا ........... أنا لست بنتا
......... ولست بمائة رجل !
أنا أحتاج الآن بشدة لرؤية رجل
! لرؤية معاني الرجولة التي قرأتها علي الأميرة في قصص ما قبل النوم فكنت أرى
فرسانا في أحلامي وعشت أهوى كل شيء يتحدث عن بطولات وأخلاق وشجاعة ونبل وإخلاص
الفرسان ! لأني آمنت أن الفارس رجلا وأنه ما يجب أن يكون عليه الرجل ! وعرفت الآن
لماذا يقولون فارس الأحلام وليس محارب الأحلام !
أعترف أني مللت تقمص دور الرجل
لغياب الرجل ، تعبت مبارزات الفرسان لغياب
الفرسان وأحتاج للراحة قليلا ! أما يحق لي !
أعترف بأني مللت التظاهر بأني
لا أشعر بوجود الأنثى بداخلي تعبت من كثرة كبحها وتجاهلها تعبت من كثرة الحذر ،
تعبت من الجري خلف العمل والعلم وبناء كل شيء كل شيء
تعبت من التفكير مثل الذكور من
الإضطرار للنزول للدفاع بنفسي عن كل شيء ، تعبت من دور الخادم والحارس والمحارب
والكناس والعامل والطالب والمعلم ، وأحتاج أن أعود كما كنت أظن ....... أن أخلو
بنفسي كما تفعل الملكات لأن كل من حولها يدرك تماما ما عليه فعله !
أعترف !
بأنا نحن النساء نحتاج الرجال
في تلك الحياة المريرة ، نحتاج أن يمارسون أدوارهم العصيبة برجولة وشهامة ، نحتاج
أن نرى رجلا في المواصلات يقوم تلقائيا لامرأة عجوز لأنا منهكات جدا من العمل ولا
نحتمل الوقوف لنصف ساعة ضريبة للرجولة والخلق النبيل الذي نقدمه فوق طاقتنا ! لأن
المخنثين حولنا ينعتون أنفسهم رجالا !
بأنا نحتاج من يحمل الأشياء
الثقيلة ويمد يده الطويلة لمناولتنا الأشياء العالية !
بأنا نحتاج من يحارب ويناضل
ويصرخ بصوت قوي ضد الظلم وضد التحرش وضد الفساد !
معشر الرجال والله والله من
غير المعقول أن أحارب من أجل إنجاح ذاتي كإنسان فاعل في الحياة ومن أجل إنقاذ
الوطن ومن أجل بناء الوطن ومن أجل الفساد الذي يهدد الوطن وأعمل من أجل بناء
الإنسان الذي أتمنى وأنا أربيه " وهذا الإنسان لا تطيقونه في البيت نصف ساعة
فقط من الرغي أو الصراخ أو الأسئلة الحلزونية المعضلة التي تعجزون وتخجلون عن
الإجابة عنها أوقاتا كثيرة سواء كان طفلا أم طفلة " أن يساعدني في بناء هذا
الوطن و يحمل عن كاهلي ! ومن غير المعقول في خضم كل هذا أن أتعرض لسخريتكم ،أتعرض
لانتقادات لاذعة بأني مش بنت ! وأني لا أعرف عن الأنوثة شيء ! وأني مجردة من
الدلال ! وأني لا أعرف كيف التغنج ! بالله كيف ! وإذا ارتفعت ضحكتي في شارعكم
تفرستني أعينكم ولن تتورع الأيدي عن نيل نصيب من هذا !
من غير المعقول أن أربي وأهذب
أطفالكم ، أن أهذب تفكيركم بسلمية ، أن أدافع عن قضاياكم ! أو لتقل قضايانا
المشتركة ، وأنا أدافع أيضا عن نفسي ضد تحرشكم بي ! أعيروني عقولكم !
أيتها المرأة الشقيقة ! لم
نقتحم الحياة كي يقدرونا ويحترمونا ونثبت لهم اننا قادرات لأننا قادرات !
أما اشتقتن للحظات الدلع !
قد يراني البعض الآن ساقطة
والبعض مرفهة
والبعض حالمة !
لنكن صريحات ! من منا تستطيع
مقاومة الاسترخاء في صالون تهذب فيه أظافرها أو تغير فيه لون شعرها دون أن تجلس
طوال الوقت وهي تفكر في البحث الذي لم ينته في الوقفة الإحتجاجية في ضرورة
الإعتصام لتنفيذ مطالبنا في ضرورة التسوق في أنها تحتاج ثياب جديدة ولا تجد وقتا
في أنه ولابد من وقفة حاسمة ضد العنف والتحرش والمنادون بنبذ المرأة والذين يبيحون
دمها والذين يرونها جثة والذين يرونا مزة والذين يرونها ماكينة تدور في ساقية ولا
تتعب والذين يرونها فرخة تبيض ذهبا ويجب أن يلقي عليها المزيد من العمل أليست هي
التي تقول بأنها تتحمل وهي متحمسة تماما للعمل ؟
ماذا أفعل في زميلي البصباص ؟
كيف أتعامل مع مديري المستغل وصديقتي الوصولية وزوجي الذي لا يقدر وطفلتي التي على
وشك البلوغ وتمارس أفعالا لا أعرف كيف أنكرها ولا كيف أقبلها ولا كيف أربيها بعد
ذلك ؟ ماذا أفعل في شيخ الدين المتطرف الذي يستمع إليه ابني ! متى يسترجل أحدهم
ليقف أمام هؤلاء الذكور مصححين الوضع !
معشر النساء ! أنتن قادرات ،
لكن والله لنا أشياء لن يقدر الرجال على فعلها
معشر الرجال ! أنتم أقوياء ،
لكن والله لكم أشياء نقاوم حتى نفعلها لأن باتت السخرية منا شغلكم بدلا من
معاونتكم إيانا
دعونا نبرم اتفاقا صغيرا !
لماذا لا نلعب عودة الأدوار ؟
لماذا حتى لا نتقاسم الأدوار ؟ لماذا لا يمثل كلا منا دوره في المجتمع بشكل صحيح
وصادق ؟ لماذا لا يمارس الرجل رجولته في كل وقت ! لماذا لا يستخدم شهامته طوال
اليوم ؟ وليس عندما يريد " تظبيط " فتاة ؟
لماذا لا تمارس المرأة أنوثتها
؟ لماذا لا تعود إلى الحلزونة الجميلة ! التي تمنحنا الدفء عندما نستمع إلى قصيدة
حب مهداة من أحدهم فيحمر وجهنا خجلا بدون خوف ولا حرج ؟ لقد بتنا نتعيب على أنفسنا
الحياء ! لأن الذكور فهموه ضعفا ! لماذا لا تخجل الفتاة بدون أن يحسب عليها ضعف؟
لماذا لا تتدلل بدون أن تفهم أنها شمال
أقسم بالله دي فطرتنا والشمال
في جامعة الدول ! وزميلتك في الشغل مش مومس بعد الضهر !
أتدرون لماذا هذا التضارب في
الأدوار ! لأننا اتخذنا الندية سبيلا
رغم أن خلقنا للتكامل !
أننا اتخذنا المنافسة منهجا من
يسبق الآخر ومن أقوى ! الرجل أقوى بلا شك والمرأة أكثر تحملا J
الرجل دافيء بلا شك ! والمرأة
تحركها العاطفة !
الرجل عاقل بلا شك ! والمرأة
تمتلك الدهاء !
الرجل شهم ومدافع عن المرأة
بلا شك ! والمرأة تصمد وتدعم وتقوي وتشجع
الرجل يحتاج أن تدلـله المرأة
كالطفل ، والمرأة تحتاج أن يحتويها كأب !
الرجل يحتاج ساعد المرأة
الروحي ، والمرأة تحتاج ساعده المادي
الرجل قادر على حماية البيت ،
والمرأة هي الوحيد القادرة حقا على إقامة البيت !
الرجل قادر على الدفاع عن
أسرته ، والمرأة قادرة بسحرها على جمع شمل أسرتها
الرجل يزرع الشجاعة ، والمرأة
تغرس النبل
الرجل يزرع القوة ، والمرأة
تغرس الرحمة
الرجل يزرع الإقدام ، والمرأة
تغرس المثابرة
الرجل يزرع المروءة ، والمرأة
تدعم جميع القيم التي تجعل طفلها رجلا !
الرجل يهتم بأولويات أسرته ،
أما المرأة فتغزل تفاصيلهم
الرجل يحتاج إلى التدعيم ،
والمرأة تحتاج إلى التقدير
وكلاهما قادر بامتياز على منح
الآخر ما يحتاجه تماما !
لكن في مجتمعي أبى كل واحد إلا
التقوقع حول ذاتيه ! أما آن لنا أن ننضج
لأدوارنا بعد !