الأربعاء، 15 ديسمبر 2021

متى؟

 بالطبع أذكر أول لقاء بيننا، بالطبع أذكر بعض التفاصيل، مثل لون ملابسك، بسمتك الهادئة، جلستك الواثقة، كأن الكون يدور حولك، أقول في نفسي متعجرف، لكنك تقترب بهدوء، ترمي إلي بطرف الخيط كي نتبادل الحديث، فأجد الكثير والكثير من المرح في صوتك وكلماتك....

متى عبرت السنون وانتهينا هنا؟ ومن أين يأتي هذا الشعور الذي يفتقدك، ويطمأن عليك، ويبتسم لمجرد ظهور اسمك على الهاتف؟

متى دخلت بين أفراد عائلتي؟ ومتى جعلتهم جميعًا يسعدون بك، بلقاءك، بكلماتك، بروحك الطيبة!

لا أعرف كيف يغير الزمن قلوب البشر، لكني أعرف أني تغيرت كثيرًا، حتى أني أقابلك بكل الوجوه التي عرفتها عن نفسي، ولا أخجل، ولا أخاف، كنت أظن في البداية أني أفعل لأني لا أعيرك اهتمامًا، لكني وجدتك لطيفًا إلى حد مقبول، وغبيًا إلى حد مريح، تقسم لي في كل مرة أنظر فيها مباشرة إلى عينيك وأقول: حذارِ! تضع يدك على صدرك بعفوية شديدة وتقول: أقسمت لك من قبل وأجدد القسم والوعد.

لم تكن يومًا في قائمة أصدقائي، ولا أنت قريب لعائلتي من قريب أو بعيد، متى انشقت السماء وألقت بطائرك الأبيض فوق نافذتي؟

الغربة تغير الحياة، تجعلها أبسط وأوضح، تجعل الخطوط أكثر استقامة أو أشد تعقيدًا، كلانا اختار الاستقامة، أقول لك لا وقت لدي للعبث ولا صحة ولا طاقة، تسخر وتكمل بكلامك عن مسكنات الألم والفولتارين.

وجدت فيك كل مخاوفي التي أفزع منها، وأهرب، تلك التي أعرف أنها خطوط متوازية لن تلتق بي، ولن ألتقِ بها!

متى تقاطعت سبلنا؟ فجمعنا فنجان قهوة، فأغنية، فعرض مسرحي، فحفلة، فمتحف؟

ومتى صارت سخريتنا من الآخرين هي وصف دقيق لحالنا معًا! أصبحنا ذات النكات التي أطلقناها بفظاظة!

وأعترف أني على وشك أن أصبح تلك الفتاة "المسهوكة" التي تنتظر مكالمتك ليلا! رغم أني أخبرتك بكل شيء، بأني انتهيت من كلمات الحب الجوفاء، بأني لم أعد تلك الفتاة العشرينية اللطيفة، وأني بومة سوداء أكثر من فتاة مرحة!

فلماذا في كل مرة تلمع عيناك وتخبرني بأن هناك "مستخبي"

متى رأيت كل "المستخبي"

ومتى اقتربنا وكل منا يود أن يهرب "وحيدًا" إلى آخر الدنيا!

بنهاية الأمر، لا أعرف متى خالجني شعور الأنس، ومتى افترست تلك الابتسامة ملامحي الجادة حينما أراك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق