الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021

 في ليالي الشتاء الباردة، أتمنى لو كنت هنا، لو كنت لي.

سوف تخرج بذراعين عاريين وعضلات مفتولة بلا جهد لتجمع بعض الخشب، ترفع فأسك وتقطعه بأشكال متباينة ومتشابهة، تلقيه في النار فلا أدري أيهما يشتعل أسرع، المدفأة أم قلبي.
سوف أحضر مشروبًا ساخنًا، وسوف تختار موسيقىً هادئة، وتقول لي بحسم متخذ قرارٍ يسعى للتنفيذ: تلك الرواية بدأتها، كلماتها جميلة، أعتقد أنها مناسبة لليلة تمامًا.
ستقرأها لي؟
تبتسم وأنت تتخذ مجلس الحكواتي.
سوف تعيش في الرواية، وسوف أنام على الدثر، وسوف تنتبه بعد حينٍ حين تعلق على جملة ولا يأتيك مني رد، تبتسم ابتسامة الواثق من حدوث هذا، شعوري بالدفء، غوصي في الرواية، مزج صوتك بالحلم، ثم أن أغط في نوم عميق مثل القطط.
لا شيء سيتغير في الليلة التالية، غير أنك قد تستبدل الرواية بالشعر، أو أصرّ أنا كالطفلة المدللة على مشاهدة فيلمًا من أفلام عيد الميلاد، لا أحد يشيخ على أفلام عيد الميلاد!
ستنام أنت أمام الفيلم، وسأكمله للنهاية، وأعتبر هذا الانتصار رد شرفٍ أمام كل الليالي التي غلبني فيها النوم على صوتك الراوي.
لن تكون الحياة مثالية، أنا أعي هذا، لكن لطالما أحببت فخذ الدجاجة وأحببتَ الصدر فنحن على وفاق!
أنا أخوض في الحياة بكل حماسة، أتقافز كالصغار، وأنت تخطو بثبات شديد، ويكأنك لا تبالي، أنا أخاف كثيرًا من القرارات السريعة، القرارات الجاهزة-المعلبة، أفكر وأفكر وأفكر، أكون مملة أحيانًا، وأنت لا تتوقف عن التفكير، تعرف ما تريده جيدًا، تصدر القرارات كأنها النكات الصباحية، كيف لا تخشى شيئًا هكذا؟ ومن أين تأتيك كل هذه الثقة.
بكل الأحوال، لا بأس من جنوني وعبثيتي، عندما تقابل اتزانك وتريثك، لا بأس من البعثرات، عندما تلتقي بجميع الأشياء المنمقة، ولا بأس بقليل من العشوائية، لاثنين تائهين يهيمان على وجهيهما، بلا طريق، بلا وجهة، لكنهما يأنسان، وهذه هو المهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق