السبت، 22 سبتمبر 2018

في مثل هذا اليوم ...

كنت بأريحية تامة أضع قائمة أمنياتي .... كنت لا أعرف إن كنت سأحصل عليها أم لا .... قرأتها أنت ولم تكن معني بشيء وقتها، قرأتها، وقدمت لي أجمل خطاب مكتوب بخط يدك، أنفقت الكثير من الأوراق يومها لأنك لم تكن تعرف ماذا تكتب وماذا تقول!

قدمت لي خطابك في العام التالي، قدمته بعد فوات يوم ميلادي، قدمته بلا مناسبة، وقتها قلت لي أريد أن أرى عينيك وأنت تقرأين!

في العام الذي تلاه، في يوم ميلادي، كنت بعيدًا، كنت تخشى أن تخلف موعدك معي ولا تأتي، كانت كل أمنيتي وقتها فقط أن أراك!

في الطريق قدمت لي الخطاب الثاني .... مكتوب بسرعة، عليه توقيع بنهاية الصفحة .. " هيكون مين غيري" 
وقفت في منتصف الطريق، في مكان للانتظار حالفنا الحظ بقربه منا، وقلت لي لا تقرأي حتى أتفرغ من القيادة وأنظر إليك
كنت لا أحتمل الانتظار، كنت سعيدة، كنت مندهشة، لم أطلب منك أن تكتب لي شيئًا، لكنك فعلت، كلامك ساخر، وناعم ولطيف، كلامك مثل المعطف في البرد، مثل القهوة التي تشرق عليها صباحاتي، مثلا الشيكولا الساخنة التي تلملم جنوني وعبثيتي لسياق مهندم وجذاب!

نظرت إليك ... كادت عيني تدمع، كنت سعيدة بحق، كنت أريد أن أشكرك بطريقتي الطفولية ... لكن حذر الكبار دائما يحضرني!

كنت سعيدة، وكل شيء كان سعيدًا، أتأمل اليوم ما فعلناه في تلك الليلة للاحتفال بيوم ميلادي، لم نفعل الكثير، ذهبنا إلى مكان هاديء، لم يكن الأفضل وفكرنا في تغييره، لكنه لا وقت، أمامنا ساعة فقط ... المهم أن مساحة من الوقت والمكان تجمعنا ... هذا كل شيء!

أعجبك فستاني، وارتديت القميص الذي أعجبني كذلك .... كنا بحق مثيرين ... وكان شغف طفولي مجنون يتقافز حولنا!

لم تنفك تذكر أن هذا الفستان يعجبك جدًا، تريدني أن أستدير نصف دائرة، وكأنك تدعوني للرقص

لماذا لم تتح لنا فرصة الرقص سوية؟ #أندريه ريو يا عزيزي 

اليوم ... في سلة الذكريات، كان هذا المنشور الذي ذكرني بكل شيء 

اليوم .... كنت أبحث عن قائمة أمنياتي فلم أجد ... ولم أكتب ... ولم أتمنى!

منذ أسبوعين، أتسوق بشكل عشوائي .... أشتري لنفسي أشياءًا أحبها ... واشتريت فستانًا أعجبني بشدة دون التفكير في رأيك لأول مرة!

اشتريت اسطوانتين لاثنين من الفنانين اللذين أعشقهما
وبحث عن موسيقى الجاز التي تدب في قلبي بعض الأمل

اشتريت أشياءًا تسعدني .... تبسطني ... تجعلني أهتم بنفسي ... أشياء أقول فيها لنفسي لا تخافي أنا هنا، وأريدك سعيدة وأريد أن أراك سعيدة!

اليوم، لأول مرة لا أطلب هدية من احد،، ولا أكتب قائمة أمنيات، وعندما كتبت هذا على سبيل المزاح على صورة لكوب شاي مسحته، خفت أن يأخذه أحدهم على محمل الجد!

لأول مرة يعرض على أخي شيء أحتاجه منذ فترة ليس بالضرورة الوقتية، ولكنه ضروري، وأجده مازال رفاهيا أن أنفق عليه هذا المبلغ، عرضه على سبيل هدية عيد ميلادي .... لم أجب، كنت أرفض بشكل منمق، اعتبر رفضي مهينا، أعلق الأمر لأني حقا لا أعرف!

لكني مرتاحة بأني لا أنتظر أمنياتي من أحد .... أتمنى أن تصلني أمنية منك، لكني لن أفكر فيها، ولن أكتبها، ولن أنتظرها

بدأت أعتاد الهدوء والوحدة .... يمد لي اللطيف بعض مؤنساته ... يحررني من هذا الأسر للتعلق ... يجعل الحب بقلبي فقط، لا بقلبي وعقلي وعلى رقبتي ومكبل لأقدامي مثلما اعتاد أن يكون! 

اليوم .......... لا لي ولا علي ... خفيفة عن الهم والثقل ووجع الفقد وألم الانتظار .... ترى هل كبرت فجأة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق