الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

تلك الشجاعة التي لا أعرفها!

في الظلام قضيت أوقاتًا كثيرة ... وطويلة ... صادقت الوحشة، وكنت أحادث طواحين الهواء

الله .... هذا النور الذي لا ينطفيء في قلبي .... يخفت ... ولا ينطفيء 

وعطايا الجميل ... كانت مثل النجوم المتفرقة في شدة العتمة ... عتمة الليل البهيم

أحب السماء .... لا أجد تفسيرًا لذلك .... هناك عالم آخر يجذبني كي أطيرد 

السحاب ... كأن السحاب مركبة اعتدت القفز فوقها ... ألعاب طفولة لم توثّق بالصور وفقط ... لكنها موثقة بروحي

المطر .... أحب المطر ... يلمسني .... يحيي قلبي مثلما يحيي الأرض 

أشعر بدبة الحياة في هذا الصغير

في الظلام ..... كنت أنتفض من صوت الرعد، وكنت أبكي لنزول المطر، وكنت لا أعرف في كثير من الاوقات هذا بكاء سعادة أو شجن؟

تلك التي تكورت في ركن غرفتها، وركن قلبها، وكوّرت الأشياء معها في الخفاء، متى خرجت إلى الشمس تعاتب غيابها؟ ومتى قالت للفراشات أن تعود؟ ومتى سخرت من الشجر الباسق كأنما يسابق النخيل إلى السماء؟

من هذه ومن تلك؟

ومن أنا بينهما؟

أجريت اختبارًا منذ أسبوعين لأعرف منه من أنا؟

أخرج الاختبار تلك الشجاعة من غرفتها .... 

عجيب أمر هذا الإنسان ...... عجيب خلقه .... والأعجب تدبير الله في كل ذاك!

امرأة أخرى ..... تصول وتجول منتصبة القامة، رغم قصرها .... باسمة الوجه رغم اضطراب القلب .... وثابتة الخطوة رغم نوبات القلق .... ورائقة الحلم رغم تشابك الشعور والأمنيات!

أنت شجاعة، تواجهين، تضعين النقط فوق الحروف ... أنت حاسمة ... لك رأي .... مستقلة .... لا تخضعين لقانون أحد ... تحترمين رأيك ..... وتدمنين المعرفة ..... وتحفظين العلاقات .... وتقدسين الجمال!

وفي اختباري أنا

أنا أريد أن أكون بمفردي ..... لا مواجهة ولا صمت ولا اضطرار .... لا وجود ولا غياب ... ولا شيء!
مازلت أتكور بداخل قلبي .... أقول أني أريد اللاشيء .... العودة إلى نقطة العدم الأولى حيث الوضع الجنيني لن يفيد إذا جاء المخاض! 

ومازلت أريد أن أجوب الأرض، أن أصفع أحدهم ليفيق، أن أدهس الغباء، وأن أطلق النكات والضحكات بقلب خفيف، أتجول بفستان الفراشات، وأراقص الطيور صباحًا، وأهتف في وجه الجلاّد بلا ذرة خوف، أو بكل الخوف، وأن أسير مع النساء الثائرات لحقوقهن، وأن أعود لبيت صغير أخبز فيه بعض الكعك، وأن أكتب أكتب أكتب بلا نهاية، وأن آكل الكتب، وأن أجالس الفراغ باللاشيء، وأن أعتزل كل هذا الزخم إلى مشهد البحيرة الرائق، أو أرتحل إلى المحيط .... وأن أقفز بين السمك

لماذا لا تنبت لي بعض الخياشيم؟ فأعيش وسط الموج بلا إزعاج؟

ولماذا لا أعرف لغات البشر رغم أننا نتحادث يوميا؟

أفقد شيئا من شجاعتي، أفقد أشياء من خوفي وجبني .... 

فجأة أقف وأتكلم وأكتب وأنهض وأسير منتصبة الظهر .... أنا متكومة هناك في ركن حجرتي ... أنام بالسااعات ولا أقابل أحدًا ..... من تلك الصاخبة التي تملأ الدنيا ضحكًا ونكاتًا؟

تلك الشجاعة التي لا أعرفها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق