الجمعة، 14 سبتمبر 2018

حك ظهرك بظفرك أنت!

لا أعرف كيف ألتقيك .... أشاهد الأطياف من بعيد بلا ملامح، أقول في نفسي "يارب يكون طيفك منهم" !

لا يحك ظهرك مثل ظفرك ....

عندما تظلم الدنيا فجأة، من الجميل أن يضيء أحدهم الشمعة، أن يشعل المدفأة، أن يعطيك غطاءًا ناعمًا ...
تلك اليد التي تتجلى بها ألطاف الله عليك ...

الله لطيف بعباده ...

الله رحيم .... 

ثم يأتي نهار أول ليلة .... يد اللطف تمتد إليك بالقوة ... يد اللطف التي منحتك المدفأة والغطاء ... تلسعك بالبرد والعوز ..

فتعوزه وحده ...

وتبكي وحدك!

لتعرف أين الجرح في قدمي روحك العاجزة عن السعادة المستمرة ... ولتعرف أنه عليك أن تذهب للطبيب الآن!

لا أحد يجب أن يكون هناك!

لا يجب أن يكون لآحد ساعد في حملك .... احمل نفسك ... حك ظهرك بظفرك أنت

الله .... اللطيف لا يريد لأحد أن يكون له عليك منة وفضلا .... لا يريد أن يكون لك عوز إلى أحد سواه!

يرشد إلى ألمك بإيقاف كل تلك المسكنات ونفضها عنك 

يأخذك إلى الغربة التي تليق بك .... الغربة التي تجعلك تفيق إلى جرحك ... لا أن تشعر بالألم فقط!

الغربة التي تجعلك وحدك فقط .... أنت والليل البهيم وجرحك النازف 

الله يضعك أمام جرحك .... الله يفتح لك سبيل العلاج ... يرشدك للطبيب .... يرشد الطبيب إلى ثغرك .... يطهر الجرح ويقطبه
يترك الجرح أثره البين لعينيك أنت فقط

فيصبح هذا الجرح هو قوتك التي كنت تدفنها تحت العوز والبكاء

وصحبتك التي كدت تفقدها في الوحدة

ووطنك الذي استوحشت منه في الغربة

ويظل هناك نور يخرج من قلبك لدربك أنت ....

لا تنظر إلى الخدش يومًا إلا وقلت لقلبك .... الله الصمد .... الله لطيف بعباده يا صديقي!

انظر إلى الله ... إلى قلبك ... إلى جرحك ... سترى الطريق!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق