الأحد، 24 أبريل 2016

والموت واحد!

ماذا يضير الشاة  بعد ذبحها؟ سلخها هل يضيرها؟

ماذا قد يضير المرء إن انكسرت آخر قطع الروح التي تبقت لديه؟

لا شيء يعدو في رأسي مثل الهرب ... الخروج من هنا ... من هذا الوكر العفن ...

قلبك يوجعني ، وحدتك وأنا هنا على بعد خطوات منك توجعني، وحدتي وأنت هناك على بعد كلمات مني توجعني!

ولا أعرف ماذا نريد وما الذي قد يريح كلينا،  لكن ما أعرفه حقاً أنا نموت ببطء إذ نشاهد أوجاعنا تنزف ولا نقدر على الحديث

إذ يحتاج كل منا أن يلقي بنفسه في حضن الآخر ولكن .... لا نلقي أنفسنا حتى في حضن الكلمات فأسمع صوتك وأرتاح من صخب الوقت!

الأمر الذي لا نفهم كيف نشرحه هو أننا صديقين قبل كل شيء!

تبا للحب الذي يفسد علي صداقاتي!!!!!

وأنت لست صديقي وفقط، أنت تعرف ماذا أنت ومن أنت وكيف أنت!

كنت أظن أنه علي التخلي عن كل شيء، كنت أعرف جيداً روحك التي تغمرني بالنور، فيوضات الحب من عينيك تشبعني من الدنيا فلا يبق هناك فرق بين الحياة والموت ، أزهد فجأة في كل شيء بحضرة دفئك .....

وأنت .... ليتني رأيتك حبيباً لأول مرة ، كنت سأعرف كيف أتخلص منك! فقط أوصال الصداقة هي التي تعطل الأمر إن اختلطت به، ولكن، صورة الحبيب التي يحصرون أنفسهم بها تسهل كل شيء، فأتخلص وأستطيع التخلص والتخلي والمرور بلا التفات!

لكن .... الأمر هنا يشبه الموت حقاً

لماذا تنتزع روحي انتزاعاً !!! كنت أعرف أني أحبك ليس مثل شيء، ومثل كل شيء،

تلك الأطعمة التي كنت تعرف أني أهواها، أنا صرت أزهدها بشدة، طعمها في فمي تغير،

المخملية الحمراء هل تذكر؟ مفضلتي دوماُ، منذ قرابة الخمسة أشهر لم أطعمها، كان هناك بعض الكعك منها على الطاولة، مررت بجانبه وكأن شيئا حقيراً متوسطا إياها بلا قيمة!

لم يعد لي تلك الشهية، أتأمل حالي! لماذا؟ لا أعرف غير أن الطعام أكثر الأشياء إسعاداً لي فقط لذته، لعله فقد نكهته الخاصة التي كانت تضفيه  تعبيرات وجهك أثناء المضغ!

لا عليك!

أتعرف كم أريد الحديث؟ كم أعرف من عمق قلبك أنك تريده!

كنت أعرف مدى قسوتك، لماذا دوماً أغامر وأقامر بالحصان البطيء؟ والأكثر وفاءً؟

أعرفه أنه سيأتيني بنهاية السباق ولكن بعد الوقت

لا أعرف كيف يصبح الأمر هكذا بيننا؟

كيف كنا ومن نحن وماذا يحدث؟

إن هذا الأمر لا أعيه ولا أفهمه!!!

وأنت أيضا لا تفهمه!

لماذا يأسرك الابتعاد؟ هل صرت تخاف من القرب إلى هذا الحد؟ أم صرت تكرهني؟ أم تريد نزع امتيازاتك من قلبي وامتيازاتي من قلبك؟

حسناً لك هذا!!

لكن ...... بربك دلني كيف الطريق؟

وصرنا ...... من كل شيء إلى اللاشيء؟ كيف هذا؟ هل كان ما يوقظك طوال الليل من أجلي هراء؟ هل كان من يخلع قلبي اضطراباً حتى عودتك إلى البيت سالماً هباء؟

كيف ينخلع المرء منا عن كل شيء في لحظة، ولا يلق لها بالاً؟

ثم إنك لست حبيبي لتفعل هكذا، لتهجرني، وتهجر نفسك، وتغلق الأبواب كلها، وأنزوي انا بعيداً لأبكي ...

لكني أشجع منك .... بكيت أمامك ولم أخاف، وأخبرتك بما يعتمل في قلبي ولم أخف، وصرخت في وجهك ولم أكذب ولم أفرط، وعندما شعرت أنك تبعدني قلت لك ما شعرت، وأنت ؟

أنت يا عزيزي صامت كالموت!
وأنا أموت في كل يوم ، لأني .... لأني لا أجيد التظاهر بما تجيد أنت التظاهر به!

ولا أجيد التعايش بنصف الأشياء أو ظلها أو أشباح فكرتها، أنا أخاف الأشباح ، وأخاف الكوابيس وأنت تعلم ذلك، وأخاف عليك ، لأنك طفلي مهما حدث.

وأخاف بدونك، لأني لم أعد أفتح قلبي مثلما كنت لأحد، وأنت تعلم، وقلبي رغم ثرثرتي معبأ وصار يوجع ويؤلم وينقبض، صوتك في وسط النهار يبث الأمن في الأنحاء كأصداء أغنية عذبة، كتضرعات أنشودة، كخشوع آية تذكرني برب العالمين!

ثم!

إن الموت واحد يا عزيزي، لا فرق بين أنفاس أتبادلها مع الهواء، وأفكار أتبادلها مع القبر!
صرت أفكر، كيف أموت، وهل أستبق أنا الأمل أم أتمهل؟ هل تراه يأتي على مهل أو على عجلٍ؟ لا أعرف!
السكين أفضل؟ أم حقنة الهواء؟ أم جرعة زائدة من أي دواء أتناوله الآن من تلك المحظور فيها تناول قرصين يومياً؟

لماذا لا يقتلني الحزن وهو يسبب لي انقباض القلب وتشنج المرء ونشاط السعال والصداع النصفي ليومين آخرين؟
لماذا لا أهرب من هنا؟

هل أخبرتك أني أبحث الآن عن السفر ؟ أني سوف أسافر وأنا أخاف الطرقات والبلاد الغريبة لأهرب من نفسي@

لأني صرت لا أحتمل أي شيء؟
ولا أرتاح لصديق مهما كان عطفه ومساعدته التي قد تبلغ السماء؟

أبتسم له \ لها ممتنة وأمضي لا أفكر سوى بك!

لا أعرف كيف أصف الامر لك.... كيف أشرح نفسي ربما!

كيف صرت بنظرك الآن؟ كيف كنت؟ هل سأبقى أم أني متّ بعينك..... ثم هل يفيد إن كنت حية مازلت إن كنت لا أسمع من صوتك سوى تأوهات القلب الحزين!

هل تظن بي أني سعيدة بالأمر ومرتاحة!

أموت مثل أم موسى التي ألقت ابنها في اليم! وأدعوا الله، فأراك تختنق أكثر وتنعزل أكثر وتبتعد أكثر ......

هل يصح أن أقول أني أموت أكثر؟ أتوغل في الموت واليأس والألم والحزن والكآبة

حدّ أني لا أستطيع فعل أي شيء!

أريد أن أخبرك بالكثير، أستوضح أمرك وأوضح أمري، أن أخبرك أني لا أريد مفارقة الدنيا بهذا الوضع الذي نحن عليه وأني لا أرى فرقا كبيرا بين حالي وبين مفارقة الدنيا

أنا أشعر أني لست على الأرض أني شبح من الأشباح بين الموت والحياة

لا هو حضور كامل يثري ولا مفارقة كاملة تريح

هل تظن أني لا أعرف اليأس الذي يتخللك؟ والوحشة التي تقتلك، والعناد الذي تتغذى عليه؟

هل يريحك موتي؟

فلأمت!

صدقني ... أبيت في انتظاره وأصحو بالأمل، وأرى الحزن في عينيك، فأنتظره من جديد

لا فرق بين الحقنة والسكين، ولا بين الانتظار للأجل المقدر أو الإقدام إليه في الطريق

لا فرق بين الموت حزناً وألماً والموت بقضاء الله وقدره،

تعددت الأسباب والموت واحد

إذا ما ضنّت علينا الحياة بأنفاسها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق