الأربعاء، 20 أبريل 2016

ثم تبقى وحيداً .... !

حتى فنجان القهوة التي كان يشاركني الصباح عاد يؤلم معدتي وقلبي، عاد يوجعني، فيجعلني أحسب ألف حساب له قبل أن أحتسيه!

نظر في عيني مباشرة وابتسم!
ما بك؟
لا شيء فقط أكملي!
حقاً؟
أكملي أرجوكِ!

بين كل تلك الترهات تأخذني عينيك التي طالما اختبأت عنهما، كيف لم ألحظ كل هذا الحب فيك؟ كيف؟ وكيف يهزمني كل شيء، لتصبح أنت اليد التي تغتالني أخيراً؟

هل تطبخ حقاً؟
نعم... بإمكاني أن أطبخ لك
:)
هل تقبلين العشاء عندي وسوف أطبخ لكِ ما تشائين؟
هل نقيم حفلة غداء هنا؟
أعتقد أنك لم تفهميني... ( يتمتم بها) لا .. لا أظن... حسناً لا بأس أكملي ما كنت تقولين؟
-- تتجاهل!

في وسط كل تلك الأشياء تأتي بسمة عينيه لها.... تبتسم.... رائحته التي تغزوها...رائحتها التي تملؤه...يتجاهلان ويبتسمان كالأغراب لبعضهما وتمضي!

هل لي أن أهديك شئياً؟
كلا.. أشكرك
حقاً... اطلبي ماذا تريدين
أنت لطيف جدا... لكن شكراً!
ألا تريدين أي شيء من ************ ( ماركة عالمية نسائية)
كلا :) فقط كن بخير!
تصبحين على خير :*
تتظاهر بغضب طفولي! وتصمت
ويصمت!

تلك الأشلاء التي تتناثر حولها وتتعثر بها، أجد صورتك وصوتك ودفئك ورائحتك وعطرك ولمسة يدك، ولمسة شفاهك، وتعاريج وجهك التي تحفظها أناملي، ضحتك النصف مكتملة ونظرة المكر في عينيك حينما تنوي أن تفعل أي شيء طفولي بي، أتحسس أذنك، مروراً بتعاريج الوجنة، ثم باقي الوجه، اقترابا من شفاهك التي تباغتني بقبلة ناعمة.... ثم أنسى كل شيء! أخبر نفسي أنه حلم، وأنها الأطياف، كيف حدث كل شيء بسرعة، وكيف اختفى فجأة، وكأن شيئاً لم يكن؟

أحضرت لك الشيكولاتة
الله ... تبدو شهية
يجب أن تأكليها مع الخبز هذه هي طقوس هذا النوع من الشيكولاتة!
خبز؟ ... هل لي بقطعة الآن؟
كلا...قلت لك مع الخبز ولربما بعض الزبدة
.... لكني جائعة، لم أحضر معي أي حلوى اعتماداً على حلواك
إذن فلتكن قطعة صغيرة... لا بأس
شكراً ^_^ ....
لذيذة؟
جداً
أعرف :)
يأخذهما الحديث ... مازحة تقول
لو أنك أخبرت أي فتاة مصرية أنك تطبخ وتنظف وتهدي الشيكولاتة سوف تفوز بها فوراً
لقد دعوتك للعشاء ولكنك ..... ( يشيح بيده أسفاً وتعجباً)
تتجاهل .....
وأحضرت لك الشيكولاتة!
تبتسم... ثم تعود للاشيء!

في غمرة الحب مع أشعر أني أطير... كلا أسير... كلا ... أشعر أني أحبك ... أحبك وفقط... وامتليء أمتليء كلما امتلأت برائحتك وحضنك!

ينطق بكلمة بشكل خاطيء..
تضحك بشدة
يستغرب ... ماذا
تكاد تسقط من الضحك
يبتسم وينتظر
لا شيء ... فقط ذكرني خطؤك في الكلمة بموقف لصديق كان يتظاهر وكان البوليس يطارده فتذكرت الموقف وضحكت
لا تسخري مني أرجوك!
كلا... آسفة لم أكن أسخر منك... عفواً .... لا تسيء فهمي
لا بأس ... على الأقل جعلتك تضحكين.... على الأقل رأيت ضحتك!
اتسمت ... سأحاول الاحتفاظ بهذا الضحك حتى نهاية اليوم على الأقل!

أود لو أرتمي بحضنه وأبكي ..... ذاك الغريب؟ ... نعم .... جداً ..... أخبره عنك ... كيف تركتني في مهاوي الريح ... أخبرته أنك قلت لي يوما أنا لا أراهن على الحب .... تصنعت التبسم .... تأسف لما حدث، حزن صادق كسا وجهه.... ثم عدلنا وجهة الحديث حتى لا يتذكر كل منا ألمه .. الحقيقة .. لم أعد أتألم منك .... بل من ذاك الورد الذي ترك لي الأشواك ورحل!

حسناً ... هل تستطيعين السفر في أي وقت؟
نعم .. بالطبع أستطيع
لا أعرف ... ظننت أنك لسبب ما قد لا تكونين حرة في ذلك
هل تقصد العائلة؟
كلا أقصد النظام
كلا ... أستطيع.... لا تقلق
حسناً ....
سوف أهرب من هنا يوماً .. لعله قريب... سوف أصلي من أجل ذلك
لماذا تفقدين الأمل هكذا... في بلاد أخرى كان الوضع أسوأ بكثير...والآن انظري لهم
أنا فقط لا أريد تنشئة أبنائي في هذا المناخ !
نعم! ... أفهمك ... لكن لا تفقدي الأمل ... أبداً ... لا تفقدي الأمل!


هل كان يجدر بي قبول دعوته على العشاء؟ الجلوس إلى الطاولة ومساعدته في المطبخ؟ تذوق طعامه والإطراء عليه أو انتقاده؟ الاقتراب منه أكثر والسماح له بأن يهمس في أذني كلما راق له ذلك؟ الدخول في ذاك الممر الذي لن يصبح يوماً أشدّ سواداً مما مررت به من قبل؟ لا شيء أخسره هنا .. فلم لا؟ هل أسمح له بالجلوس أمامي أم بجواري؟ يمسك يدي ويرفعها ويقبلها... وأعلن بصمتي قبولي لتلك التداعيات الأخرى؟ الرجل الأسد شديد الولع والرومانسية والفتنة.... أفكر كأنثى؟ أم أفكر كنفسي؟ ......... أختار نفسي المعذبة بالنهاية!

لم أكن أريد أن أخبر بما لست أملك ... لكني !
صدقني يا سيدي أي أبواب للصداقة مغلقة لدي .. أنا لست على استعداد لتقبل أي شخص حتى ولو قطة!
لكنك لا تفهمين ... أعرف أنك تحتاجين الوقت كي تثقي في ... أمهليني .. امنحيني فرصة ... فرصة ولو من بعيد!
ثم ماذا؟
ماذا؟
ما المقابل؟
لا شيء ... الصداقة!
لا أريد ... ما المقابل للصداقة؟
لا شيء...ليس كل شيء بثمن
بلى ... كل شيء بثمن ... وأنا مفلسة!
لماذا تعاملينني هكذا لقد ظننت بالأمر بعض الأمر .. ظننت أنه الوقت!
سيدي.. لا تصعب الأمر... لقد صادقت وأحببت بما يكفي...وأنا أريد أن أبقى وحدي ... لقد اختاروا أنفسهم واخترت على إثرهم نفسي! فهل تغضب؟
ولكنك ... لماذا فقط لا تمهليني؟ لماذا تغلقين الأبواب هكذا؟ لم أكن أريد أن أقول ولكن ... أنا لا أحب أن أقول أشياء حتى أكون قادراً على الوفاء بها ... فقط أأجل الأشياء إلى الوقت المناسب ... ولكنك ... هل أسألك سؤالاً؟ هل تتزوجين برجل متزوجٍ؟ ولديه أطفال .. أسرة!
لا ! بالطبع لا ...
أرأيت ... كنت أعرف ... ولهذا
لا أكون خرّابة بيوت ...
نعم ... قلت أني فقط أريد الاقتراب منك!
لكني لا أريد!
تعاملينني بجفاء لا أعرف لماذا!
لا أقصد إهانتك...
حسناً عرفت رأيك ! ... كوني بخير
شكراً وأنت أيضاً
فليبق الود بيننا ... سأنتظر مجيئك يوماً
حسناً ... وداعاً!!

كل الجنون يأتي دفعة واحدة ويتركني مبعثرة ... أين أنت ؟ أين صوتك؟ أين ضحكتك؟ أين عقلك الذي يرشدني؟ أين همهماتك دعائك التي تطفيء قلبي؟ أين همساتك أن كل شيء سيكون بخير؟ لماذا تركتني وحدي وسط الطريق وهربت؟ لماذا هربت ؟ لماذا اقتربت إن كنت سوف تهرب؟
لماذا يكررون الفعل؟ يتحايلون على القرب، يفعلون أي شيء لأثق بهم، يقتربون ويتوغلون في أعماق قلبي، ثم ماذا؟ يتركونني دوماُ في أكثر الأماكن ظلمة ويرحلون! ويظهر في هذا الوقت البائس، رجل فاسد يبتعد تدريجياً، ورجل صالح أرى في عينيه نظرة الإحباط والسخط الحميم، يدرك انطوائي كاليرقة حول نفسي، يؤمن بالفراشة، لكن كرامة الرجل تمنعه من الاقتراب حينما أشرق من جديد لأني رفضت أو تجاهلت عرضه اأول، فنصير أصدقاء، ثم تأخذ الأيام كلا منا بعيد عن الآخر، ويبقى الوصل والمسافات والاحترام!

ثم بنهاية الأمر ..... تبقى وحيداً !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق