السبت، 6 يونيو 2015

جذوة الحب !


إن أكثر ما سمعت عن اتقاد الجذوة أو برودتها وانطفاءها !

لكنني لا أعلم من أين يعلمون الأمر ؟ من قال أن الحب جذوة ؟ أو للحب جذوة ؟ لا أعرف ... لربما شبه أحدهم النيران المشتعلة بداخله يوما بالجذوة .. فصارت مثلا ؟ .. وصار السامعين يظنون أن الحب هكذا في ذاته ؟ ربما ..

لكن ... ما عملته عن الحب كان غير كل ذلك .. غير كل هذه الحكايا والأحاديث ... علمت الحب كالبحر .. تملأ ماؤه السحاب ثم تفيض غيثا في البحر ... فلا ينفد ولا يعذب ! ولا يتحول

الحب

الحب لا يشتعل ولا ينطفيء ... يثور ربما ... ويهدأ قليلا ربما .. لا يتولد ولا يفني من العدم ... الحب طاقة كبرى نولد بها .. نولد هكذا .. يدور بقلوبنا مثل البرق في السماء .. فنشتعل ... ويمر بضلوعنا مثل نسيم الصيف فنهدأ ونركن ونغط في حلم رائع ...

ليس للحب جذوة ، يغيرها الفراق والمسافات ، وليس للحب جذوة يشعلها القرب والوصل !

" كم من بعيد عن العين في القلب مسكنه ! "

يختلط بالحب لربما أشياء كثيرة مثل الغضب والحزن والألم والوحشة والقلق .. يختلط به مشاعر أخرى كثيرة لا نتحكم بها ولا نعرفها .. لكنه لا يهرب من بين الضلوع ، ولا يتحول .

الحب الصادق لا يتحول ... لا يصبح كراهية بيوم من الأيام .. لا يصبح سوى ثورة عنادا وغضباً عارماً لكنه لا يصبح كراهية أبدأً .

الحب .. مثلما عرفنا الحب .. لا يخطيء .. :)

يتعرف روحه المثلى ويركن لها ويسكن بها ... لا تخدعه الوجوه ، ولا تخونه العيون مهما كان سحرها ، يتعرف الروح من عميق روحه .. ويقول هي هي .. ثم لا يهدأ إلا معها ، ولا يسعد إلا بها ، ولا يشعر بالحياة إلا وقد سكنت بروحه روحه الأخرى .

ويظل إيماني بأنه ، الحب لا ينطفيء ولا يموت ولا يخفت ، الحب لا يتغير .. فإن حدث فلم يكن حباً من البداية .

ثم إنا لا نعرف الحب بالوصل ، كما لا يقاس الشوق بالفرقة !!

من قال أن الشوق حصري على الابتعاد ؟
لربما نلتصق بمن نحب قربا ، ويكون القلب لهيب ، كبركان من شدة اللوعة والشوق !
من قال أن الشوق لا يأتي سوى بالبعد ؟ الشوق كالنيران والقرب كالحطب والبعد كالخشب ، لا شيء يتغير ، لا الوصل يكفي ولا البعد يشفي ... من قال إن الحب يتغير ؟

الحب لا يفنى ، لا يتلاشي إلى اللاشيء

ولهذا لم أكن مؤمنة أبداً بالنسيان ، أنصح به من خابر علاقة عابرة ، أنصح به من طرأ الأمر في حياته ولم يكن قد ثبت ، أنصح به من ظن نفسه عاشقاً ، لكن ... من رأيت الحب في عينيه وأنفاسه وصوته ... لا أقول له شيئاً .. أبكيه في صمت .. وأدعو له من بعيد أن يطيب الله خاطره !

الحب لا يبلى !

ثم أني على ذات الفكر .. حتى رأيت جملة لابن عربي "وكلُّ حبٍّ يزولُ ليس بحبّ .. وكلُّ حبٍّ يتغيّرُ فليسَ بحبّ .. إنّما الحُّب ما ثَبَت "


إنما الحب ما ثبت !

لا الشوق يهدأ ، ولا الوصل يجدي ، ولا الحب يزول !






هناك تعليق واحد:

  1. ثم أني، كنت أشعر الشيء في قلبي، أتجسس وأتقصى من صاحب الأمر؟
    عرفت من عرفت، وعايشت من عايشت، واشتقت، وأحببت

    وبم تشفى روحي العليلة بالحب بعد!

    ثم تغير، حتى زال!!!! وقتها رأيت جملة بن عربي، وكل حب يتغير فليس بحب!

    والذي يتغير؟ سألتني غادة الكاميليا، فقلت: لم يكن حباً من الأساس!

    هناك قطع السكر التي تغزونا، تذوب في دماءنا ولا ترحل، تتربع على القلوب، وتتظاهر بالفاقة والحاجة، يصبح من أصحاب العرش وذوي الحكم على القلب، ويتظاهرون بقلة الحيلة والحيرة والتبعية!
    هناك الزهر الذي ينبت في قلوبنا، فلا نعلم كيف كانت الحياة قبله؟ أو بدونه!
    امرأة في ليلة عشق ذكرى ميلاد! #فاروق_جويدة

    الآن، أومن أن الحب يولد في الإنسان في الغيب، وقتما قدر الله له أن يكون مخلوقاً أصلا، وقتها يكن الحب في دمه، لكنه لا يتنعم به في الدنيا إلا بعد المشقة، تلك المشقة التي تجعله يصطدم بكثير من البشر الخاطئين، حتى يتعرف شكل الحب إن صادفه!
    يرى أشباهه كل يوم، يتعلق بهم ويتشبث، يتمسك بقصص عديدة، ويرسم لنفسه خيالات شتى! وكلها كسراب بقيعة!
    حتى يقتله اليأس، وتنبت في بساتينه الأشواك، ويتقلب قلبه على جمر السهد، وتتقد روحه بنيران الوحشة، والفقد، ويتجرع كل ألم ومرّ، فينزل الحب على قلبه وصدره كالماء البارد في هذا الحرور!

    فيتعرفه بشدة، ويثق به حق الثقة، لأنه رأى قبله كل طيب وخبيث وزائف ومخادع!
    ليس بالضرورة أن يقابل الأشرار، لكنهم ليسوا أخلاء روحه المتعبة!

    فإذا ما التقى كل خلٍّ خله، حتى يعرفه، ويلقي بنفسه في أحضان قلبه كالغريب الضالّ العائد إلى الديار منهك من الشتات والوحشة والسفر!

    فيلقى الجنة، ويتنعم بها!

    لا شيء يشبه الجنة، لا بساتين الطريق، ولا أنهار السبل الموحشة، لا شيء يروي عطشك مثل الذي أرواه يوم رأته روحك!

    إن لقيته، فأنت الآن تعرفه، وإن لم تلقه فأنت تؤمن به بداخل روحك، انتظره، ابحث عنه

    ما تسعى إليه يسعى إليك #الرومي

    ردحذف