السبت، 13 يونيو 2015

عاداتي القديمة ...

لا أستطيع التوقف عن عاداتي القديمة التي شبت معي !

الكسل ... النوم ..... ركل الأحجار الصغيرة ... والضحك بصوت عال جدا !

لكن ، مالم أستطع التخلص منه كليا ولا جزئياً ولا يفهمه أحد حولي !

الطعام والكتب ! ، أصابعي تعمل وفمي يعمل ومعدتي تعمل وقولوني يعمل أيضا ونهكة الطعام الشهية لا توقف الأفكار المتصارعة في رأسي !!

أمنع نفسي عنوة أن أوقف الطعام وأفز هاربة إلى حيث القلم أو الجوال أو الحاسوب أنقر عليه تلك الأفكار التي تسبب لي صداعاً نصفيا أحيانا إن لم تخرج للورق
أتحرج من أمي التي تنظر لي في ذهول ! أو أبي الذي يتمتم أني مجنونة لربما يقصد ملبوسة ... أو صرخة من أمي مدوية " خلصي أكلك "

إنهم لا يعانون ذات الصداع الذي ينغص عليك شهية الطعام ...

عندما آكل وحدي ... يصبح الأمر أفضل ... لسنوات مضت اعتدت أن أضع حاسوبي أمامي على الطاولة ... أحضر فطوري بشيء خفيف ربما بعض الكعك وقهوتي الأصيلة .... أو لربما بعض الطعام الذي أعده ساخنا وأضع كل الأشياء في صحن واحد ... كسرة خبز ... قهوتي ... صينية تحمل كل شيء .. ويجلسان متجاورين بلا صراخ ولا صراع ... حاسوبي والفطور !

كثيرا ما جعلني القولون الذي يتفاعل بشراسة مع جنون الفِكَر أن أتوقف عن طعامي عنوة وفجأة ! .. يسري المغص في أمعائي ودمائي ورأسي ربما ... أهمس له ... ارتحت الآن ؟ لم أنه طعاماً لذيذاً ... أرجو أن تكون " اتبسطت"
أنقر وأنقر وأنقر .... أفرغ رأسي ... وأملأ معدتي بالقهوة ... قد تبرد القهوة بجواري لكنها على عكس الجميع .. تجلس في أدب وخشوع ... تتأملني بهدوء المحب العاشق ... أبتسم لها بين فينة وأخرى ... تحثني على الإكمال بصمت وجودها ... تداعب أنفي بروائحها الزكية .. كأم تربت على كتف عقلك الثائر ... تلفه بحب .... تدفئه ... تجعله يتسرب كالماء بعد اختلاجه كالموج العظيم !

أنته .... أبتسم لها ... أرشفها عن آخرها ... أثني عليها صبرها عليَّ ... تكتنفني ... تحضنني ... تحملني ... تسري بكل خلايا جسمي ... أنتشي ... وتسعد هي بمهمة كاملة وقلب راض !

في تلك الصباحات التي تكون لي .... يظل مكانها محفوظاً .. في الركن الأعلى من طاولتي ... تقبع بحكمة السنون التي عاشتها على الأرض .. تُرضي الشارب .. وترضى برضاه !


ويعود الأمر كلما تجاهلته بشراسة " الطعام والكتابة أو القراءة " نعم ! لا أعرف السبب غير أن تلك الأشياء أحب إلى من طعامي ! لربما الأمر كذلك !

عندما كنت صغيرة ... لا أحد كان يساعد أمي بتنظيف الطاولة ... كانت تفترش أوراق الجرائد القديمة فوقها ليسهل حملها بعد الانتهاء ... كنت ألتهي بقراءة موضوعات الصحف القديمة ... كانت تسألني أمي أن أضع زوج من الورق فوق السفرة ... أضعهما .. ثم ألتهي بقراءة مقال قديم جدا لجريدة قارب ورقها على الاصفرار !!!
تأتيني صرختها من المطبخ .. ماذا تفعلين ؟ قامة ... أسرعي ... أكمل المقال وأنا أخطيء مكان فمي بالطعام ... عيناي وفمي وقلبي وعقلي وكلي يقرأ ... أثير أمي ... تثور في وجهي ... تطلب مني وضعه جانباً .. تنزعه أحياناً إن وضعته على مقربةٍ .. تريد أن أكمل طعامي وأستمتع به ... عقلي الآن مشتت جداً ... مثل لدغات البراغيث ... أريد أن اكمل قرائتي ...

ألتهم طعامي بسرعة .. لا أمضغ كما يجب .. أبتلعه .. أقرأ الكلام معكوساً وأرتبه في رأسي ... أقفز بعد الانتهاء على الأريكة القريبة .. انتهيت ... أمسك الجريدة بشغف مجنون ... ألتهمها بشراهة ... ثم أطويها بلا اهتمام !!!!

وكأنني لم اوقف طعامي لأجل قرائتها !

كبرت


لم تنقطع عاداتي ... صرت فقط أحاول التحكم بها .. احاول مجرد محاولة بائسة !

مثلما فعلت الآن .... أفرغت رأسي .. قولوني يعمل معي ... أصابعي تنقر بسرعة ... قهوتي بردت ... وطعامي أيضاً ! :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق