الأحد، 23 فبراير 2025

هل يختار النرجسي السقطة واللقطة؟

 هذه المقالة تحديدًا موجهة لكل امرأة (أو رجل) نجت مثل العنقاء من نيران النرجسي ...


عادة ما تواجه ضحايا النرجسيين اضطرابًا واضحًا في الشخصية، ينسون أنفسهم، ماذا يحبون؟ من هم؟ ماذا يحدث؟ ينفصلون عن جلودهم، ويشعرون بالخوف من أشياء عادة لا تخيف، لكن أكثر كوابيسهم سوداوية هو شعور حاد بالدونية وعدم الاستحقاق زرعهم النرجسي بداخلهم ورعاهم بعناية شديدة، فتخرج كل امرأة من تلك العلاقة وهي تشعر بأنها كانت محظوظة بحب النرجسي، أو بأنه لن يرغب بها أحد، لا تقول تلك الكلمات البسيطة لنفسها، لا تواجه نفسها بهذا الشعور أبدًا، تعرفه، تعيشه، لكنها لا تفهمه، ولا تصيبه، لأنها لو فعلت لانحلت المشكلة.

النرجسي هو شخص أناني جدًا، يشعر بال "أنا" شعورًا لا يضاهيه شعور من كِبر واستحقاق، يشعر أنه كثير على هذا العالم، أن كل شيء يجب أن يعمل لصالحه، الدراسة، العمل، العلاقات، الجيران، الكون! وبالتالي هو منظم ودقيق فيما يريد، فهو لا يترك مجالا للحظ أو الصدفة، هو يخطط بذكاء شديد وصبر عميق، يعرف متى ينقض ومتى يهدأ.

هل تظنون أن شخصًا بالشعور العالي جدا للأنا والاستحقاق قد يختار لنفسه امرأة لا تشكل علامة فارقه في سجل حياته؟ طيبون!

هذا شخص تنافسي، ينافس العالم، ينافس نواميس الدنيا، إن كان فقيرًا سوف يبحث عن امرأة أشد ثراءً منه، وإن كان مقيدًا سيبحث عن امرأة ترفرف بأجنحة الحرية، وفي كل الأحوال، سيبحث عن امرأة مثيرة، امرأة تستفز استحقاقه، امرأة تشعل الرغبة في الامتلاك داخل أوصاره، امرأة تحرك شهوة الانتصار، فريسة صعبة، فريسة بعيدة المنال، فريسة يتباهى بها أمام مرآته أنها اختارته، أو أحبته، أو أنه بالنهاية يتحكم بكل خيوط حياتها و.....يذلّــها!

ضحايا النرجسيون عادة أناس مميزون، فوق المتوسطين بأكثر من درجة، ليس رجلا عاديا وليست امرأة عادية، يختارون شركاء يحسدون أنفسهم عليهم! تخيل!

سيختار امرأة رائعة الجمال، رائعة الفكر، ذكية، حنونة، قوية، مبدعة، مستقلة، حرة، مؤثرة، فنانة، تسير عكس التيار، وتطير في مساحات شاسعة من الإبداع والحرية، لها جمهور عريض من الأهل والأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء، وربما لها جمهور أوسع من متابعي السوشيال ميديا....

سيختار امرأة صعبة، يعرف أنه لن يدركها من أول مرة، ولا من ثان مرة، وربما .. ولا من عاشر .. ولكنه سيفعل كل شيء حتى يحصل عليها، سيبهرها، سيغزل حولها خيوطه كالعنكبوت، سيدرسها أفضل مما درس مقرر المدرسة أو الجامعة، سيعرف عنها كل صغيرة وكبيرة ممكنة، ويتقرب إلى دوائرها، ثم إليها، سيطرق بابها، سيحاول ويحاول ويحاول، لن يمل، لن يتراجع، سوف تطرده من عند الباب، سوف تغلق كل فتحة أمام نفوذه، سوف يحاول كل شيء من أجل أن يدخل عالمها، عالمها المبهر الجميل الحقيقي البراق الثري المليء بالكنوز والذهب والياقوت والمرجان، المليء بكل شيء يفتقده، لأجل أن يهدمه .. أحيانًا على رأسها!

سيتقرب منك مثل الماء المتسرب، بلا صوت، بلا طعم، بلا رائحة، الثعبان يصدر فحيحًا ينذرك، لكن النرجسي إن أصدر صوتًا سيكون موسيقاك المفضلة، وإن تكلم ستكون قصيدة شعر أبهرتك، وإن رأيت له لونًا سيكون لون بهجتك، وإن كانت الرائحة تتشكل سترينه أمامك، سيقول لك بصوت عميق وديع وطيب أنك يا حبيبتي تستحقين كل جميل بالحياة!

ولأن التوقيت هام جدا، سوف يختار اللحظة التي تشعرين فيها أنه لا شيء يعمل لصالحك، أو أن الحياة تعاندك بشكل ما!

سيقول لك ما تؤمنين به، ولكنه ذكي جدا، سيضيف عليه نكهة أخرى وكأنه هو الذي يرى هذا، ومع الوقت، سترسخ لديك حقيقة زائفة، أنه هو الذي منحك هذا، وأنك بدونه لا تستحقين!

سيتمكن من حياتك بهدوء الافعى، وسيلتف حولك، حول أصدقاءك، حول أهلك، لا أحد يحبك مثله، لا أحد يفهمك مثله، لا أحد يمنحك ما تستحقين مثله، مبروك، أنت الآن له وحده، ملكه وحده

** يتركك النرجسي محطمة، مثل رفات بارد، يتأكد من موتك قبل رحيله، ولأنه زائف جدا، لن يدرك أن حقيقتك ستسطع مرة أخرى من تحت الرماد، لذا، من الأفضل أن يقتلك.. (يتبع)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق