الثلاثاء، 22 يونيو 2021

صراعات تبدأ، وحروب تنتهي!

 عجيب يا أمر الدنيا، لا شيء فيك على حالٍ أبدًا، تلك المرأة التي تتوارى بين البسمات، لا تقترب من معاني الشوق وغيرها، الآن الآن يأخذها شوق إلى مجهول!


عجيب!

كيف يبدأ كل أمر وكيف ينتهي؟ وكيف نعيش في المنتصف؟ وكيف يعتصر أمعائي كل ليلة قلق المناطق الرمادية، وكيف يدور السؤال في رأس متخم بالأفكار .. هل يعي ما بكِ حقًا؟ وهل يقصد تلك الفوضى التي يحدثها؟ تقريبًا كل ليلة!

لا أعرف، حقًا لا أعرف، لا أشعر أني بتلك القوة التي تمكنني من مواجهة الأمر، أكره الرماديات، أحب الأمور الواضحة، سحقني الرمادي فيما قبل، قد أبدو صعبة، لكني فقط منزعجة، قلقة، غاضبة في معظم الوقت!

من في الدنيا يواجه كل الغضب بنوبة نكات وضحك؟ في كل مرة أضحك، أنا لا أحب الشجار ولا أكتم الغضب، مبدأي في الحياة أني سأفرغ كل غضبي على رأسك، اعتذر، صحح لي الخطأ، اكشف لي ما خفي، واعتذر، وسينتهي كل شيء، الغضب والحنق وكل شيء، سوف لن يبقى في صدري غير ابتسامتك الهادئة، وغير كلماتك الغير مرتبة تحاول انتشالي من نوبات الغضب العارمة، وسوف أضحك، وقد أعتذر منك لتسرعي الذي ألام عليه، وقد أتريث في المرة القادمة قبل أن افجر المرفأ وأحرق المراكب! لكنك بالنهاية تجعلني أضحك! في كل مرة أتساءل: كيف أبدأ شجارًا وأنهيه بلا ضحك وسخرية في المنتصف، تأخذنا عن لب العراك؟ وتجعلني أتمنى لو أنك أمامي الآن الآن فأبتسم لك...

كيف يبدأ وراء السلك الشائك فصل جديد للربيع؟ الأرض مرتعبة، كيف تخرج الزهرات منها على كل حال؟ وكيف يرسل الورد رحيقه في الهواء وجذوره تصارع الزلزال؟ بركان قادم وجارف، كيف رغم هذا الهول أبتسم وأشتاق وأهنأ بأغنية هنا ومحادثة هناك؟

أقول أني مجنونة، أعرف أني مجنونة، ألا يحق للمجنونة رؤية خطوط واضحة تطمئن قلبها، أن الأرض بخير، وأن الزلازل ستهدأ، وأنه لا داعي للبركان أن يثور؟ وأنك ستكون هنا كل الوقت، وأنك لن تهرب، ولن تختار نفسك فوق نفسي، ولن تختار امرأة أخرى فوقي، وأنك لن تدير ظهرك لي إذا عصفت الريح، وأنك ب ودًّ شديد وكرم وحب ستتقاسم معي كل شيء الرغيف والمحبة والعواصف والخوف والثقة والحلم والأمل والبكاء، وأنك ستلقي في حجري ما في بطنك، وتتنازل عن غرورك في حضرتي، وتتخلى عن حرصك، وتأخذ لفافة القسوة بعيدًا عن المائدة إلى الخزانة خارج المنزل عند المدخل الخلفي كي لا أراها منك أبدًا ولا أصطدم بها؟ وأتساءل إن كان بإمكان أحدهم أن يعدني بأنه سيلقي النكات دومًا، ويحتمل ذوقي الموسيقي الغريب، الذي قد يبدأ بموتسارت وأم كلثوم وينتهي بأغنية لحسن الأسمر، وينضح بشيء عجيب مثل صوت حسن شاكوش؟ وصراخ ريكو؟ هل سيصمت عندما يغلبني النعاس على الكرسي وأنا أحاول إتمام قراءة رواية طويلة، الموسيقى في الخلفية تحملك إلى سرير مريح، وهل سيغطيني بهدوء ويبتسم دون أن يظن أني عشوائية كوني لم أمارس روتينًا قبل النوم، ولن يتعبرني في الصباح متعجرفة إذ أريد إعداد فطور كما يقول الكتاب، وأصر على تناوله على المائدة بالترتيب الصحيح؟ ثم يتفاجأ أن الغداء عبارة عن شرائح البيتزا أو شطائر اللحم فوق الأريكة نتابع عرضا تليفيزونيا عن الجريمة؟


للحظات في الصباح، لا أعرف لماذا، صديقتي تخبرني أني بالقطع أحبك، تخيلت لو أنك كنت رفقتي في المتحف، سأريك لوحتي المفضلة، سأقول لك أني أريد أن أسرقها، وستخبرني أنه يجب أن أضعها في الصالون، في مقابلة أرفف الكتب، سأرد بأنه يجب أن يكون لهذه الغرفة نافذة تطل على الحديقة، ستقول لي يجب أن تكون النافذة واسعة وزجاجية بإطار بني يشبه كثيرًا اللون الطبيعي للخشب!


هل هذه استراحة محارب يفر فرارًا من نوبات الهلع والخوف؟

هل هذه قصة لتبدأ؟ أو حرب لتنتهي؟

لا شيء يسعف خيالاتي مثل الورق!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق