الأحد، 21 فبراير 2016

لا شيء يضمك مثل الورق :)

أحب الورق

أحبه جداً بجنون:) ، كل عبثياتي السوداء والوردية فوق الورق، أو همسات في آذان الأحبة :)

فوق الورق أبعثر جنوني وترهاتي، أفكاري المجنونة والأمل المنبثق من بين ضلوع الألم العتيد، الحب وال... ما أظنه كراهية!

الورق يحوي فكرنا وعبثنا وروحنا، لهذا أنا من المجانين الذين يملأون خزائنهم بقصاصات الورق :) لهذا أحب الرسائل الورقية جداً، أخرجها من الدرج، أقرأها، أشمها، أحضنها، أطبع قبلتي فوق كلماتها الرقراقة، وأخبئها ثانية ^_^

عندما يضيق بي الحال دوماً أهرع نحو مدونتي، صفحتي على فيس بوك، أو دفتري :)

عندما كنت أحب أحدهم، كتبت له دفتراً كاملاً ، كتبت له كل الألم الذي شعرت به، معظم صفحات هذا الدفتر الفيروزي مموجة من أثر الدمعات أثناء الكتابة، أكتب عادة من اليسار إلى اليمين :D

لا أعرف السبب لهذا الأمر لكني أكتب الأشياء خاصتي من اليسار إلى اليمين، قليل جداً عندما يأخذني الأمر من اليمين إلى اليسار! مجنونة أعرف، لا بأس لقد تعايشت الأمر، لكني أجد صعوبة عندما أفتح أي شيء يخصني أمام أحد الأصدقاء أو الغرباء، لعل أحداً لا يعرف هذا الأمر عني سوى صديقتي الصدوقة حسنة :) منذ كنا في الجامعة كانت تلاحظ، كانت تصرخ في وجهي متعجبة، ثم تضرب كفّاً بكفّ، ثم لا تجد تفسيراً لدي فتسكت، أو تتعهدني بالسخرية طوال اليوم حتى تملّ، ظلَّت هكذا لفترة ثم اعتادت هي الأخرى الأمر، حتى باتت تراقب هي نظرات المتعجبين من حالي :) #العشرة

بعدما أتممت دفتري الفيروزي، كان هناك هاتف في قلبي يخبرني بأن صاحب الألم بداخله سوف يعود، لكني كنت قد حسمت أمري، الحب يمنح مرة وأخرى، لكن إن طار طائره لا يعود أبداً مهما اكتوينا من الألم، وهكذا قررتُ، أني لن أعود أبداً، إن امرأة عشقت إن أدارت قلبها لا تعود...!

كنت أتمنى أن ألقى صاحبه وأعطه له، كنت أتمنى في بدايات كتابتي في الدفتر أن نلتقي ثانية وأن يقرأه برفقتي، لكن شهور تمرّ وجنونه يستعر، ويستذئب الألم، ينهشني في كل ليلة، حتى قررت أني سوف ألقيه بوجهه، ثم بعض العقل، كلا ليس من حقه أن يراه،

في خضم هذا الجنون، وبعد شهور عدة، فتحت الدفتر منذ شهور طويلة، قرأت منه بضع مقاطع، أذهلتني قدرتي الرائعة في الوصف والسرد، وجدت أن الألم قد يكون مبدعاً حقاً بعض الوقت :)

ويومها اتخذتُ قراراً جنونياً آخر، أني سوف أنشر هذا الدفتر، سوف أنشر بعض مقاطعه ولربما كله يوماً ما، هنا أو على ورق حقيقي، ورق يحوي نفس التموّجات التي أحدثتها الدموع!

لا يشيء يسمعك بهدوء وتعقل مثل الورق، لا شيء يمنحك ذاكرة أخرى مثله، ولربما حبيبٌ مخلصٌ عزّ بينكما اللقاء، فيصبح الورق خِـلٌّ وفيٌّ حتَّى نلتقي :)

لهذا، إن أصابك أي شيء، اكتب، ارسم، خطّط، اصنع لعبة من ورق، طائرة أو مركباً، وأرسل معه أمنيةً، أمنيةً لنفسك، لذاتك، للحرية، للعالم، للحلم، لأحلامك، لا لأحدٍ آخر.


ولهذا، هناك دفتر فارغ :) سوف أملأه تلك المرة بالأشياء السعيدة، بالبسمات والهمسات والكلمات الحلوة، بالورد والسحاب وغزل البنات، بالشيكولاتة، والمخمل الأحمر، بكعكات السكر والقرفة، بالقهوة، بالنسيم، بالمطر والشتاء، لربما الربيع يصدق تلك المرة ويأتيني بأمنية سعيدة فأكتب عن فراشات الربيع :)

حيث أن الشتاء يأتيني دائما بالحب، والربيع رغم حبي له كان دوماً ذكرى فراق!

صحيح لم أكتب في هذا الدفتر حتى اليوم، صحيح أنه لا حب ولا ورد يلوح في الأفق، لكني لن أفقد الأمل أبدأ أن أكتب فيه للورد يوما وعن الورد والحب والفراشات الجميلة ^_^

هناك تعليقان (2):

  1. وحشني كلامك سارة .. بقالي فترة طويلة انشغلت فيها عن المدونات والمدونين ورسائلهم العذبة .. فعلا الورق أجمل اختراع عرفه الانسان
    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. يا سيدة الردهات الواسعة والحدائق الجميلة أين كنتِ :)

      انت كمان وحشتينا يا فاطمة :)

      حذف