السبت، 13 فبراير 2016

تائهة بالطرقات ....

هل كنت تنتظر تلك اللحظة بفروغ الصبر؟

أن أرحل؟

أن ترحل؟

أن يُهيَّأ لنا الرحيل دون أن ندري؟

هل كنت تنتظر أن ألوح لك من بعيد؟ أخبرك أني أريد الخلاص؟ أني أريد الذهاب بعيداً؟

ألم أخبرك أني سأطلب الرحيل كثيراً عن دون قصد فلا تتركني لجذب الرياح الشديدة؟ أعدني إلى الكهف، واتل عليّ الأماني الجميلة التي سطرناها في يومٍ صافِ الوداد؟

ألم أخبرك، أني أحتار فيك احتياراً قاتلاً؟ أني أريدك وأخشى جلَّ ما أخشى ألّا أكون مثلما تريدني؟

ألم أخبرك، أني لا أعرف كيف أحبّك، وأني أحبّك وأنّ ما يعتمل بقلبي كان كـوَأْدٍ نجا من قضاه؟

الآن يا "أنا" أسير بالطريق تائهة

كأني ضللتُ طريق السكن ... وأنت السكن !

الآن يا "أنا" أهيم بالطرقات باحثة عن ظل شجرة أستريح فيه من الدوران حول كل شيء يصبح بالنهاية ليس أنت، فيختفي الظل بعد ساعة واحدة، وتلفحني شمس ملتهبة بصحراء الطرق المعجوجة بالسائرين فغصَّت بهم ، وضاقوا بها، أفيق لنفسي أن الظلال يا "أنا" لا تدوم! وأني ضللتُ الطريق إليك!

الطرقات باردة جدا، وحارة جداً، ضاجَّةٌ جداً، وموحشة جداً !

أتكلم مع كل المشاة هناك، أضحك لهم وأسمع كل النكات الجميلة والساذجة، وأضحك جداً بصوت عالٍ، وقلب حزين!
وكلما انتهيت إلى درب جديد، أسير به، لعله الموصل إلى البيت، لعلي هناك ألتقط أنفاسي من راحتيك، لعلي هناك أضع رأسي المتخم بكل الصراع وكل الخوف، هناك فقط على ساعديك، فأتيه من جديد، كأني أسير في متاحة من طريق!

كإني فقدت كل رفقتي فجأة، كل أصدقائي، كل الضحك، كل المرح، كل الحب، كل السكن، كأني تائهة ضللت طريق الرجوع للوطن، ألم يجدر بهذا الوطن أن يبحث عن رعيته الضليلة؟

أم أن الوطن لم يعد وطناً بما يكفي ليفعل؟ أو أن الوطن بحث في المدافن القديمة عن بقايا بشر؟


وأنت يا "أنا" كظلي كروحي كشمسي وقمري، كشيء أبصر منه البشر، كبؤبؤ عيني، لا أشتاقك ولا أشعر بأني أسير في الوطن!!!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق