الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

بين التصديق والإلحاد

بداية 
أنا ........... ما أنا متأكدة تماما منه أني حتى الآن لستُ ملحدة ! أو أني أتمنى ذلك ! لربما أزعم ذلك ! لا يهم التوصيف ولكني غير معترفة تماما أني وصلت إلى درجة من البعد تمنحني لقب الإلحاد بعد !

كما أني لست مسلمة تماما ..... كنت أتمنى أن أكون مسلمة كما قرأت في الكتب عن الإسلام وكما عهدت من أزمنة الصحابة والتابعين قياسا عليهم أنا لست مؤمنة أو صالحة أو محسنة أو مخلصة في ظاهري .... وكل إنسان يعلم خطاياه .... وإن الله حليم ستير ! هو أعلم ..... لكني والله أحاول التشبث بهذا اللقب .... فأنا قد سعيت لنيله ... نعم اخترت إسلامي عن اقتناع .... نعم وصلت لدرجات من الكفر والإلحاد بيني وبين نفسي كم أنكرت وجود الله مرات عديدة في داخلي كم كذبت المدعي محمد كم تشككت في القرآن كم فكرت بمصداقي الغيب والجنة والنار والعقاب والثواب وجدواها .... نعم ... فكرت في كل ذلك .... قرأت كلام المتصوفين والعاشقين لذات الله ونور الهدى ، كما قرأت نوازع المستشرقين وتشكيكاتهم .... قرأت أيضا تناقضات النصوص على المواقع التبشيرية ... قرأت عن تضارب الأحاديث وتعارض الآيات القرآنية ..... وبعد كل هذا الشك والتكذيب والبحث والتدقيق والتشكك في كل ما أقرأ من كل جانب ... وجدت الإسلام في قلبي ! فركنت لاختيار قلبي ... خاصة بعدما أزعن العقل بعد نفاذ الحجج ! ووجدت الله في كل شيء .... ورأيته .... حقا رأيته ..... رأيته في المرآة بأم عيني ! رأيته كثير كثيرا !

لكن ............ رغم أني أحفظ شيئا من القرآن ... نعم ختمت القرآن مرتين من قبل بحكم دراستي في الأزهر مرة وبحكم حبي لمعلمتي والتجويد مرة أخرى ... لكني لم أعد أحفظ منه إلا القليل ... لأني مثل البشر ضعاف النفوس والذاكرة ..... نعم أنا مقصرة قصرت مع شيخي العزيز وتكالبت علي الدنيا بحذافيرها عملي ودراستي والجري كالوحوش في البرية خلف لقمة العيش وملذات الحياة .. أعترف أنا مثل أي مخلوق من طين أحمل الكثير الكثير من الشهوات وألهث في الكون لتلبيتها " بالحلال والله أو أحاول تكون بالحلال ! "
رغم ذلك مازلت محتفظة بقراءة جيدة مرتلة ومجودة الحمد لله .... أعرف بعض الاحكام الفقهية خاصة ما يخص المرأة بحكم حاجتي لها ... أعرف بعض أحكام العلاقة الأسرية بحكم ما سيكون ان شاء الله ... أعرف بعض أحكام الأخلاق بحكم ما أحتاج كل يوم في تعاملي مع البشر ... أعرف بعض أحكام المواريث لأن أمي وأبي كانا يسألاني أثناء دراستي للمواريث في مسائل ساعدتني على حفظ أحكامها .

ولكن ...........

أنا لست مسلمة 

أنا لست مسلمة لأني في بعض الأيام ألبس البنطال وأتقافز في الشوارع بين المواصلات بحثا عن علم جديد أو صداقة أو عمل !
لأني أضحك بصوت عال لأني أتحدث مع الرجال لأن لي صداقات عديدة مع غير المسلمين ومع بعض الزملاء الشباب !
لأني أحاول دائما التفكير في الأنسب والأصلح مادام الأمر يتسع لذلك !
لأني لم ألبس النقاب بعد رغم أني والله أحب شكل النقاب ! وأحب المنتقبات جدا ... لأن أكثر النساء مساعدة لي في حفظ القرآن كانت سيدة فاضلة منتقبة سيدة رائعة جميل الخلق متفتحة مهذب راقية .......... سيدتي الجليلة !

لازلت أذكر زميلة في الجامعة كانت تقول لي يوما ملابسك ضيقة .... سارة ما الداعي للبنطلون ! ..... تعنفني مرة وتتراجع عندما أزمجر أخرى !

سيدتي أنا على علم ووعي كامل أني لست محجبة ! أنا في الإسلام وبمقاييس الحجاب الحق أنا لست محجبة أتمنى يوما أن أسيطر على شهواتي وأتحجب حجابا يرضي ربنا !
أعترف

أنا سيئة الخلق .... أعترف فأنا أسب وألعن طوال النهار ....... لكني لا أسب باسم الدين ولا أسب الدين ! 
لماذا يصر البعض على مخاطبة أمثالي بأنهم عاجزين عن فهم الدين ؟

إليكم ما أفهمه عن الإلحاد

أنا كافرة تماما بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسب أو يشتم لغرض ديني 
أنا كافرة تماما بأن الله جل في علاه يطرد العصاة من جنة رحمته
أنا كافرة تماما بأن الله خلقنا عبثا وأن الله خلقنا كي يعذبنا وكي يختبرنا ليعذبنا وأنه كان لا يعمل فخلقنا "عشان يضيع وقت وبالتالي هو مش فارق معاه "
أنا كافرة تماما بختم القرآن عشرات المرات في رمضان .... أنا كافرة بأن الله أنزل القرآن لتحفظه ذاكرة البشر ... أنا كافرة بأن القرآن أنزل لغرض غير التدبر وأخذ العظة والتعلم
أنا كافرة بأن القرآن مزامير تتلى آناء الليل وأطراف النهار ويتغنى بها دون أن تمر بالقلب والعقل معا 
أنا كافرة بأن الله قوي فقط بأن الله منتقم فقط بأن الله عزيز فقط بأن الله ذو القوة فقط بأن الله يملك النار فقط 
أنا كافرة بأن الله خلقني لأسجد فقط
أنا كافرة بأن الله لا يحترمني ولم يكرمني رغم معصيتي وخطأي
أنا كافرة بأن هناك معصوم غير النبي المصطفى والملائكة المقربين
أنا كافرة بكل أمر مطلق لقتال غير المسلمين 

إذا كان إسلام هذا الزمان يا من تدعون أنه الإسلام وأنكم رعاته يدعوا لما كفرت به فقط فعفوا أنا كافرة بكلامكم !

قد صدقت من قبل
بأن الله يا الله ! رحيم مثل أم رفيقة بولدها بل أكثر ... رؤوف مثل حبيب ... ودود مثل صديق وفي رفيق ... غفور مثل مَلِكٍ كريم
بأن الله ......... يا الله .........  وكيف يوصف الله وليس كمثله شيء ! يلمس قلبي حين يكسره البشر يطبب جرحي حينما يحتار الأطباء يواسي روحي حينما تنعزل
بأن الله .... يا الله ... الله كلمة بهار روح تنطق في الفؤاد إذا استشعرت قيمة هذا الإله !
بأن الحبيب الرحيم المصطفى من روح الله ......... من رحمته وعطفه وحنوه ...... كان رحيما بكل البشر مؤمنهم وكافرهم وكان يحب المؤمنين لحب الله لهم
ولم يكره الكفار لذواتهم ولكن لإنكارهم الله وصفاته التي تغمرهم لإنكارهم نعم الله التي يتمرغون بها ليل نهار !

قل من يرزقكم من السماوات والأرض؟ قل الله قليلا ما تذكرون !
بأن الإسلام ليس دين عبادة فالعبادة في القرآن الثلث ... والإيمان والغيب ثلث ....... والمعاملة مع باقي البشر ثلث
احترامي لكرامة الإنسان ثلث يوازي ثلث العبادة 
اه والله يوازي ثلث العبادة !
وما يثقل كفة المسلم هو التصديق بالغيب !

هناك فرق يا سادة بين عبادة الله في صومعة وعباد الله في البيع والشراء 
فعبادة الله في البيع والشراء تطبيق  لما يتعلمه الإنسان في الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر 
هناك فرق بين أن ألبس جلباب طاعة لله .... حبا لله ..... استجابة قلبية لأمر الله .... أو هولا من عذاب وبطش الإله !
الله ........ أول ما عرفناه عرفناه بالرحمة ... يوم نفخ برحمته الروح فينا ... يوم لمسنا بأرحام أمهاتنا ... يوم رعانا ووهبا حنان أم وعطف أب يوم علمنا وحمانا وأطعمنا
عرفنا الله بالرحمة لماذا تصدرون لنا الغضب؟

والله نخشى بطشة الكريم إذا غضب ! والله نخشى الوقوف بين يدي الملك ! ماذا نقول وقد غمرنا بالحب والعطايا والرأفة والسكينة وقد عصينا !
نخشى أن يسألنا عن طفل فقير في شوارع المدينة
عن امرأة عجوز تتسول لقمة العيش
عن فتاة سقطت في أيدي ذئاب فانتهشوها
عن شاب وجدنا مكفهري الوجوه عابسين فابتعد عن طريق الله
عن وطن ذاب جهلا وأمية وفقرا وتلوثا وعهر وفجرا وجنونا باسم الدين !
والله نخشى أن يسألنا عن الدواب تتعثر في الطرقات
عن الأطفال يموتون على القضبان كل يوم
عن المدارس تورث الجهل
عن الفقر يورث الذل
عن الذل والقهر يورثان الكفر بكل الرحمة 
الفقر باعث للكفر
الذل باعث للكفر
القهر باعث للكفر
الظلم باعث للكفر

لا تحدثوني عن دين عقيم
لا تسبوا ديني بتسمية دينكم إسلام !
لا تحدثوني عن عهر الكافرين ونحن أكثر عهرا حينما نختصر الدين في علاقة جنسية نبيحها بزواج ثاني وثالث ورابع " ونقول بدل ما ينحرف " ونسيتم قواعد غض البصر
لا تحدثوني عن كذب الكافرين وهم يحترمون القوانين ويطعمون فقرائنا
لا تحدثوني عن فجر الغربيين وهم يحترمون حرمة المساجد ويبكون أمة مسلمة تباد في الجوار

بالله بالله انضجوا

فقد جعلني كلام البعض 

لا أنا مسلمة مصدقة بالله

ولا أنا من داخلي أعترف بإلحاد !

التدوينة الأصلية بتاريخ 24 ديسمبر 2012 هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق