الخميس، 7 أكتوبر 2021

للذكريات السعيدة وفقط!

"تذكري دائما أنك جميلة، محبوبة، ومحبة، وقلبك من الذهب والعاج والياقوت! تذكري دائما أنك فراشة، توزعين الحب، تنشرين البسمات، تجعلين الدنيا ملونة وجميلة، وتكسبين الحياة طعمًا لم يكن لها من قبل! أثر الفراشة لا يزول، لا يُرى لإنه غارق في التفاصيل، أثر الفراشة يسري في كل التفاصيل!" 


اليوم عيد ميلادي، كل عام وأنا بخير، ومصر بخير، وكل من شاركني اليوم بخير، وكل من شاركني الشهر بخير!

بدأت يومي بالعمل باكرًا، أقول لنفسي سأرتدي ألوان علم مصر، القليل من التبرج لا يضر، الابتسامة مخفية، والصب تفضحه عيونه، والعيون هي باب القلب دائماً

صرخن فجأة ... ألتفت لأجدهن واقفات أمامي، يغنون لي بانسجام شديد كل عام وأنت بخير، عيد ميلاد سعيد!


متى يلتئم القلب ويفرح؟ ومتى ينسج الحب خيوطه في قلوب الآخرين؟ بالأمس كنت شريدة وحيدة، امرأة غريبة في بلد جديد، تسير مضطربة كالكتكوت! تتصنع القوة والحيلة، وبداخلها اضطراب البحر وهيجان المحيط!

بالأمس، كن أصغر قليلًا، يتطلعن لها بنصف عين، يختبرنها، ثم فجأة يحبونها، كلهم، بلا سبب، يعشقونها، يقدسون وقتها معهم، متى حدث وكيف؟ هي نفسها لا تعرف!

لا أعرف! حقًا متى تسلل كل هذا الحب إلى قلوبهم الصغيرة؟ ومتى تسرب لي من بين كل خيوط العنكبوت، وعظام السابقين، وجماجم الألم والأسى؟ متى؟


"مس ممكن حضن؟" ألا سامح الله الكوفيد! أقول لها أني أود، أرغب، أحب، أتمنى، ولكن!

"حسنًا، حضن افتراضي!"

"أحبكنّ"!

أقل من الساعة، ويأتي ولدي الصغير، صار أطول مني، صار شابًا مهذبًا وجميلًا، أسمر روحه تضفي عليه جمالًا آخر، قلبه متصل بعيونه، في كل مرة، في كل يوم في أول عام لي هنا، يأتيني بعد الحصة، يكلمني، في أي شيء، في كل شيء، حتى لو كلمة عابرة، مداعبة، مناغشة، يبتسم ويقول مع السلامة ، أراكِ غدًا، أراكِ الأسبوع القادم ... أراكِ!

من بينهم كان المحبب لقلبي، صار المحبب لقلبي، وأعتقد، هؤلاء التلاميذ سيظلون لوقت طويل جدا، محببون لقلبي!

"كل عام وأنت بخير!" ابتسامة ملء السماء "عيدميلاد سعيد"!

باقة زهور ملونة

علبة شيكولاتة

عيون طيبة

بسمة كلها محبة

أقول له، لولا الكوفيد لحضنتك! يقول لي: ولم لا؟ 

"سأخطفك" يومًا ما سأخطفك وتصير ابني أنا! يبتسم، يضحك، تشعل الغيرة قرينته التي تصرخ كلما رأتني، أحببببك، كيف حالك؟ كيف يومك؟ هل أنت بخير؟ تبدين جميلة!

في يوم من الأيام كان النقاش ما لون سترتي؟

في يوم من الأيام يكون التعليق "كيف تبدو جميلة كل يوم؟"

في أيام كثيرة متتالية " أريد أن أسرق خزانة ملابسك!"


ما لونك المفضل؟

هل لك حبيب؟

لم لا تخرجين مع أستاذ مايكل؟

أنت جميلة اليوم!

كل كلمات المحبة والمجاملات، يكون لها معنى وطعم، ولا شيء يشبه باقة ورد وصراخ بكلمات الحب، وأغنيات عيد الميلاد من تلاميذ لا تدينهم بشيء! ولا يطمعون منك بشيء!

تلاميذ لا تراهم كل يوم، ولا تدخل صفهم، ولم تعد أن معلمهم، لكنك الشخص المفضل!

متى أصبحت لتلك اللاليء الصغيرة شخص مفضل بكل هذا الخراب؟ لا أعرف، لكني أعرف أن وسط الخراب واحة آمنة وصغيرة وخضراء لهم، لهم وفقط، أحبهم بكل ذرة فيها، وأخلص لهم، وأبذل لهم كل ما في وسعي!


اليوم، في عيد ميلادي الثالث والثلاثين، أرى امرأة محظوظة تتبرج أمام المرآة، امرأة جميلة، لا يزيدها الدهر إلا بهاءًا، ولا يزيدها العمر إلا سحرًا! أرى شيئًا لا أعرف كلمات وصفه، لكنني أخبره جيدًا، هذا الذي يحول كل تعاسة الدنيا إلى بسمات متتالية!

تسأل صديقة: يوم صعب، كيف تحافظين على هذا المزاج الطيب!

أقول بثقة امرأة ثلاثية، إنه عيد ميلادي، أحب هذا اليوم، وأحتفل به، ولن يعكر صفوه أحد، كائنا من كان!


وقد كان!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق