الجمعة، 22 فبراير 2019

كاتبة مصابة باضطراب القلق المرضي! .... (١)

تتحول الدنيا فجأة إلى مصدر ضوضاء عظيم

أريد أن اختبيء

كل الكلام مزعج وكل الأصوات صاخبة

أنا لا أسمع رغم كل تلك الضوضاء

مريم .... هل تسمعين؟

أريد أن اذهب ..... من أنتِ؟ من أنا؟ ماذا أتى بي إلى هنا ...

مريم لم تجيبي؟ أي يومٍ تريدين؟ ومتى أتسلم منك هذا العمل؟

مريم: أعتذر ... أين حقيبتي .... أين الباب ...

في أي مكان ركنت سيارتي؟ هل معي سيارة؟ أجل ... هذا مفتاح السيارة ... تذكرتها ... أين ركنتها؟ متى أتيت إلى هذا المكان؟ لربما في الصباح؟ أعتقد .... عادة أضع سيارتي في الأمام .....

تتفقد البوابة الأمامية ..... تحاول إيجادها بجهاز التحكم ... ليست هنا ...

تبحث في الخلف .... تجدها، تبدأ بالهدوء ... المشي يسعدها إن كانت ساكتة، تتحاشى الأوجه ....

صباح الخير ؟
ابتسامات متفرقة

لا تجيب

تتوتر .... تتساءل ... يزداد خفقان قلبها ... من هؤلاء ... هل أعرفهم؟ أريد الذهاب ...

فقط لا تنظري إليهم ... عقلها يوجهها كأنه شخص مستقل، ينقذها كثيرًا، لهذا تحبه جدًا ... يقول لها هذا الطريق بلا ناس، تواجه بعضهم ... يقول لها استمري ... انظري في الهاتف أو الأرض أو أسرعي الخطى ...
تصل سيارتها
تديرها
لحسن الحظ أنها تنسى الوجهة لكن لا تنسى كيف تقود!
تخرج مسرعة

منظر الشارع يطمئنها
تقف لحظة .... ماذا بعد؟

تقود لا طريق

تصل إلى السوق التجاري .... الصباح هاديء .... تسير بين المحلات .... عندما ترى الواجهات التي اعتادتها تنزعج .... إنني أريد أن أزور هذا المحل ولكن لماذا؟ هل ينقصني ثوب محدد؟ نعم ينقصني؟ أيهم؟ لا أعرف ... أريد شيئا تجميليا ... صابون؟ زيوت؟ عطور؟ لا أذكر

لماذا لا تدخلين إلى محل التجميل؟ هناك تجدين دوما ضالتك؟
يا عقلي أنا الضالة هنا!!!!

لماذا لا يوقفني أحد فجأة ويقول لي ببسمة رقيقة صباح الخير، ثم يجلس على ركبتيه ويربط حذائي، قد يبتسم وينصرف، وقد أضمه وينصرف وقد نكمل الطريق إلى ذاك اللاشيء الذي أسير فيه طول الوقت!

طلاء أظافر!!!!
نعم هذا الصديق المفضل لنا وقت المرض والقلق ..... صديق نوبات الاكتئاب المحمومة .... وصديق الفرح

تسرح يدها لتلك الألوان الكحلية ..... يقول عقلها ألا تريدين بعض الألوان المبهجة؟

عقلي .... أنت رائع .... ألوان ..... أريد بعض الألوان

كالممسوسة التي زال عنها السحر، أو كالعادية التي سحرتها قبلة حياة تجري إلى المكتبة

تشعر بالبهجة .... تبتسم لكل تلك الصفوف المتأنقة المتراصة

فجأة، كأنما أخيرًا عرفت الوجهة، وكأنما عادت للحياة، وكأنما زال عنها المسّ .... تشتري الألوان

تمازح البائع بصفو كلام على غير عادتها ... هي تكره الغرباء وتتحاشاهم

في هذا المحل تصير كالفراشة

كالعصفورة

كسحابة صيف طيبة

وكدعابة من البحر إلى الشاطيء

تنفق الوقت هناك وكأنه لا يعنيها وكأنها لا تنتمي إلى هذا العالم

تخرج تتبختر في خطوتها كأنها أمسكت العالم كله وحبست عجائبه في ذاك الكيس!

ترى أول غريب أمامها

تنقبض

تعبس

قلب يرقص

وقلب حزين

وعينا طفلة تنتظر العودة للمنزل لتجرب لعبتها الجديدة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق