السبت، 15 أكتوبر 2016

ترقص ...

كانت هناك ..... تقف بعيدا لكن في المنتصف تماما .... ترقص ....بشغف ترقص بأمل بجنون .... ترقص بكل كيانها وجوارحها

كانت ترقص كأن كل الكون تلاشى من أمامها .... كأن الذي يغني هناك يستهدفها وحدها .... لا شيء هناك سوى الموسيقي .... كالبجعة ترقص .... كالغزالة .... كالفراشة ... ما بين الرقص والقفز والدوران ... حالة من اللاشعور والهيام لا تفصلها عن شيء ولا تنفصل بها إلا عن كل شيء ... سوى ضربات الدفوف!



هناك .... من قريب وعلى بعد يقف يرصدها .... تزعجه عيناها المغمضتان في بحر من العشق التام ..... حالات التوحد تلك لا تتولد بين ليلة وضحاها وليست وليدة لحظة أبدًا .... هي حالة تسترعي اهتمام من نوع خاص جدا!

مثل البعجة ترقص! هل قلت ذلك .... كان يراها مثل النعجة ....... كيف لنعجة صغيرة أن تخالف القطيع أو تسير معه دون اهتمام خاص به!!!!

تقدم لخطبتها منذ أسبوع ..... لم يكن يتوقع رؤيتها هناك حيث الأكتاف العارية ..... تتراقص وتميل مع الريح .... وحدها .... ويا للعجب وحدها كانت تمتلك تلك القدرة على التمايل برهف .....

الهواء هناك .... النسيم ..... الحب .... كإن ميلاد جديد للحب ينمو في أحشائها العذراء .....

التقت عيناهما ..... لكنها في عالمها ..... تدور وتنتشي .... مثل السكارى ..... هؤلاء المنعمون بعالم الغيب .... يطيرون مع الريح ويستقرون في السماء .... فردوسهم هنا على الأرض ... في قلوبهم ... دائما السكارى يحملون الفردوس في أضلعهم .... سكارى الخمر ... والأمل ... والحب ... وكل يسكر بقهوته الخاصة!

لم يغضب .... لم تر ملامح وجهه حين عاد مستديرا منكسا رأسه خائب الرجاء ... هل هذه التي أريد خطبتها والزواج منها؟ تجوب أرجاء السماء سكرانة بالرقص؟

لم يبد وجهه بعد ذلك غاضبا .... بل بدا حزينا ..... حزينا جدا .... كأنما طعنهم أحدهم في قلبه !!!

أما هي؟

هي لم تكن هناك بالأصل ..... هي كانت تكمل معزوفات السماء عن الحب والحرية ...... هي كانت بلا قيد تقف .... بلا خسارة ..... بلا هزيمة ...... بلا طوق يجوب رقبتها وسط رقاب النعاج .... تحررت من كل شيء ..... رغم أنها كانت قد وضعت كل حريتها وحياتها وقلبها ..... نظير الحب .... الحب وفقط! 

هناك تعليق واحد: