الجمعة، 6 يوليو 2018

الجنون

منذ عدة أسابيع أٌأَجِّــل الكتابة .... أين أكتب؟ وكيف أخبرك؟


منذ عدة أسابيع ... منذ أسبوعين ... أمر .. كما يقول محمود درويش ... " أمر باسمك إذ أخلو إلى نفسي كما يمر دمشقي بأندلس "

كنت - ولأشهر كثيرة مضت - كما يقول الشاعر
أمر على الديار ديار ليلى .... أقبل ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغلن قلبي .... ولكن حب من ســكن الديــار

فأتنشق عطرك ... كأن أنفاسك تخالط الهواء والعبير ... وعند أقرب نقاط التقاء أنفاسك وصدري كان قلبي خافق
وروحي ملتفتة إلى حيث طيفك، أو أثر قدمك ... التفات لا أملكه، ولا أملك غيره، لا أصده ولا يسرني ... إذ أنه التفات للفضاء ولطيف لا يتورع يوما أن يظل طيفا أو سرابا، متى يكون الطيف حنونا ليأتي بك على حين غفلة؟


منذ عشرة أيام ... توقف التفات قلبي وخفقانه ... توقف العطر ... وسكن قلبي كطفل حزين ... تعجبت وبسمت له، قلت: يا صغيري لماذا توقفت عن عاداتك من إلقاء التحية خلسة عني مهما نهرتك؟
وكأنما قلبي لم يجد في الهواء ذات العطر فسكن .... ولم تلاحق روحي ذات الطيف فلملمت ثوبها وجلست ... ولم تعد تنافس الهواء في الوصول إلى رئتي ... فأصبح كل الهواء سواء

عبق بقي يا عزيزي بعد الرحيل ... عبق تشبثتُ به وتشبثَ بي ... عبق أصر أن يبقى في ملابسي وروحي وأغلقت أنفاسي عليه

لكنه لم يعد يتجدد ... جائني مستغيثا منذ أشهر ... قالي لي مذعورا سامحيني

وكنت .... كنت كعصفور أخذ الريح عشه ولم يتركه المطر!

كيف أدرك قلبي أن عطر أنفاسك ذهب فلم ينتبه للمكان ... ولم يلتفت ليراك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق