الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

الاختباء !

ويعتمل بالقلب ما يعتمل

ليس هناك مفر من ألم الدنيا

ليس هناك مفر من الأحبة ... من مرضهم وألمهم ... من فقدهم على حين غفلة وسهواً !

فجأة .... نجد من تعودنا منهم الحياة بلا حياة

يتركوننا ويذهبون

إلى حيث لا رجعة ولا ميعاد !

كأسطر الدمى

واحد تلو الأخر يسقط

نتألم

لا سبيل لتقاسم أعمارنا معهم !

لا سبيل لتقاسم نبضات القلب فنحييهم من جديد

يبدو الأمر محزن جدا ومظلم

كم هذه الدنيا قاسية !

لكن

الرب رحيم :)

في لحظة جنون ، نقرر الاختباء .... نعم ... الاختباء !

نختبيء من كل ما يختلج في القلب

نختبيء من الأحبة والأصدقاء

نرفع القوقعة فوق رؤوسنا كالسلاحف وندخل فيها

لا ندري أن القلب هو مكان الحزن والألم !

نسير بداخل قواقعنا ، نظن أننا نتحرك لكن الزمن هو الذي يسرع بنا !

يشتد الألم ، لا نستطيع المواجهة ، ليس كل ما يعرض لنا مجسد ... لو كان الحزن والغدر والكذب رجلا لقتل كل رجل فيهم بسيف الآخر

لكن ليس هكذا تجري الأمور

كلما زادت أوجاعنا الداخلية ، كلما تشبثنا بالقواقع أكثر ..

كلما زاد غدر وكذب المحيطين كلما وجدنا الدفء في الوحدة

كلما كسر الأحباب جزءا فينا كلما أدركنا أن الحب وهمي وهش

هل الأمور كذلك حقا ؟

أم أنا نريد الاختباء من فشلنا وإخفاقنا المتكرر ؟

هل الغدر طبيعة البشر ؟ هل الكذب هو شيمتهم الأولى ؟

أم أنا وضعتنا جلّ ثقتنا في أناس كاذبين كانوا لنا العالم وشمسه وقمره ؟ فلم نعد نرى سوى ما فعلوه بنا ؟

أم أنا وضعنا جلّ محبتنا قبلا فيمن رحلوا عن عالمنا ؟

المريخ

يا عزيزي

تظل أملا بعيدا طالما كنت خاليا من خيالات البشر ... من روائحهم ... من نفوسنا الشهوانية ... من قذارتنا ... من العفن الذي نما كالطحالب الخضراء حول أرواحنا ...... من قطرات العرق الممزوجة بالخطية والاثم .... من عوادم نفوسنا المتقدة بنيران الإثم ... من مخالبنا التي تحمل بقايا دماء أحدهم أو جلده أو شعره ... من الذئب بداخلنا ... من الفاسق والعاهرة بين ضلوعنا ... ومن المستبد الديكتاتور ... ومن المغتر كالطاووس وهو أشعث الذيل ... ومن الأنياب ... ومن رائحة الدماء التي تتصاعد ... دماء العروق ودماء بكارة الجواهر التي ننتهكها يوما بعد آخر ... من دموعنا وملوحتها .... ومن بسماتنا الصفراء ومرارتها ... من كلمات الحب الزائفة ... ومن كلمات المجاملات المستهلكة .... من أصابعنا التي تنثر الورد وتقترف الآثام كلها .... تزرع الروح والصدقة وتسرق حياة آخرين ... تسيل منها دماء صارخة ... كما يفوح منها عطر باريسي فخم .... من لعابنا ... سال على جسد أو عرض من أعراض الدنيا الزائلة .... من عيوننا المطفية ...... من الشغف المستعار ........ من الحماسة المصطنعة ........ من الضحكة الميتة ......... طالما أنا يا عزيزي خاليا منَّا ..... أجدني أستحقك لأجل الاختباء .... وأجدني لا أستحق رائحتك لأني أحمل كل قاذورات العالم على كتفي وفي لساني وأنفي وأصابع كفي الواحدة وقدماي وروحي وشعيرات زندي ... أجدني ملوثة تماماً مثل أولئك الذين ضيقوا عليَ قلبي وحياتي وخنقوني بقبح فعلهم ...... أجد أني أقبح منهم وأقذر لأني لا أجد بداخلي تلك الروح الطاهرة السمحة التي كانت تعفو عن تلك الرذائل وتشرق من جديد ... أقبح لأن نفسي صارت ضيقة جدا لا تحويني حتى تحوي نقص أفعالهم ... ولا تتفهم نقصي حتى تغفر ترهات نقصهم .... ولا تشرق بوجهي حتى تبتسم لهم صباحاً فتشرق الروح من جديد .... ولا تطال الذي رحلوا فترحل ولا تتطهر مع الذين يتطهرون من آثام قلوبهم وأوجاعهم بنور الإله فتطهر ... ولا تلقي بنفسها في نور الصغار فتعود من جديد .... طفلة ذات شريطة حمراء أو خضراء أو بنية ... تعرف العصافير وتلاعب الفراشات وتخلد إلى نوم تكمل فيه قصة الأرنب والسلحفاة والحملان الصغيرة ... لا تذكر ضغينة لأحد .... ولا تبال بما فعله الآخرون ... لا تخطيء فتجلد نفسها ... ولا يُتَعَدّى عليها فتصبح جلادا للآخرين !

فيبقى لنا الاختباء

بالصور والذكرى والتراب والعزلة والضحك والموسيقى ........................... والكذب :) 

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

صباحات القهوة الرائعة :)

تلك الصباحات التي أقوم فيها مشتاقة لرائحة القهوة

رائحة البن والحبهان ( الهيل )

أفرغ اللبن في كوبي ... ثم أحضرها ... سيدة الفناجين على مهل

تشرق الصباحات وقتها من بكرج القهوة :) من بسمتها فوق النار تنضج وتتعاظم وتصبح شمساً أخرى في مطبخي وفنجاني ويومي :)

عشق :)

والصباحات الرائعة هي تلك التي تختار أن تتناغم بلحن رائع مع رائحة القهوة

أخبرني صديقي ( إبراهيم ) والذي ظهر فجأة كقوس قزح الذي يبدو في السماء بعد شتاء عاصف ، فيهيء قلبك لشروق الشمس من جديد ويبث تلك المبهجات الجميلة على سماءك وأيامك :)

أن هناك أغنية حلوة .... ثم هناك أغنية بعد الأغنية الحلوة ... ثم أحلاهن والتي تأتي فيما بعد :)

اليوم ... بدأت الأغنية الحلوة ... تلك الطريفة التي أرسلها لي يوما ( على ما يبدو - جوليا بطرس ) تدور الأغنية .... تأتي بعدها الأغنية الحلوة أيضا (  someone  like you - Adele  ) ومع تصاعد رائحة القهوة ، تتأمل كلتانا الأخرى .. أقلبها كأني أدغدغ طفلتي فتشرق أكثر وتضحك أكثر ويزداد رغم كل شيء وقارها وثقلها أكثر ... تلعب الأغنية الأحلى .... طل وسألني ... الناي ... الصوت الساحر .... ( بعدك على بالي - فيروز )

تذكرت حكمة صديقي الصباحية :) بعد الأغنية الحلوة فيه أغنية أحلى !

صارلي زمن يا ست فيروز مقاطعتك ..... عشمتيني بالورد .. بالزهر ... ضليت ناطرته هالمجنون وما إجا ... ما بقي معي إلا الشمسية .... ما بقي إلى كسور المزهرية ... قاطعتك .... عاقبته فيك وكأني أعاقب نفسي وأعاقبك ....

بدا اليوم جميلا منذ بداياته

بدا جميلا بكل ما يحمله

بدا رائعة كالقهوة :) ككقوس قزح ... كالربيع الذي هو شتاء داقي ... كربيع جديد كأنه لم يعرف قلبي الربيع قبلا !

صباحكم سكر .. رائحة القهوة ... أجنحة الفراشات الجميلة ... وزهور ترسل قبلاتها لموائدكم :) 

السبت، 27 ديسمبر 2014

علمتني

علمتني أركب  لمشاعري لجام


عمرك شفت فراشة بلجام ؟

 الله يسامحك !

علمتني أربط أحلامي بــ وتد

بقى فيه أحلام بتعيش في الأرض ؟؟

علمتني أحط من تاني أبواب وأسوار

عمرك شفت طير يدخل بكيانه قفص ؟

علمتني أفكر هي مشاعر ولا حالة ولا ايه

زي اللي بيسأل نجوم السما امتى بتنطفي

عمرك شفت نجوم بتموت ؟

علمتني أكتم أنفاسي

أنظمها

لا أفرح ولا أنفعل ولا أشهق بالحب !

عمرك شفت جماد بيحب

عمرك شفت قلب خايف مالنبض ؟

وكانه هيقف يقرا المعوذتين على دقاته

وكأن حياته بقت مسّ ! 

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

تراها ماذا تكون ؟

تلك التي ......... هي ؟

ماذا عساها أن تكون ؟

لهفة ؟

وكيف تكون اللهفة ، وما هو الاشتياق ؟

ما الشوق ؟

ما ارتعاد القلب من المخاطر المحيطة ؟

ما نبض الفؤاد ؟ ولماذا نبض ؟

وما الحلم الذي تلوح فيه أطياف جديدة ؟

إن لم تكن أطياف فماذا تكن ؟ 

إن لم تكن تلك التي ترتسم على وجهك بسمة فماذا تكن ؟

الساعة ؟

تراها ماذا تكون تلك المكنونات التي تتحرك من جديد ؟

تتحرك في أي اتجاه ؟

تتحرك إلى حيث دفءا تنشده ؟ أم إلى حيث قبس من نور تراه ؟

لا يهم

إنها تتحرك بعد ظن أنها ماتت للأبد

إنها تتحرك في اتجاه آخر غير ذاك النفق المظلم 

:)

إنها تتحرك نحوك

نحو الحلم

نحو الشمس

نحو واقع لم تعرف أنها ستراه العقل

أشياء بالداخل تتحرك

لا أعرف ماهيتها

رغم أني أعرفها جيدا

أخشاها

وأشتاقها

وأرتعب منها

وأتمنى صدقها

وكلما اقتربت

كلما أردت الهروب بعيدا عنها

لكنها دافئة ورصينة

تراها ماذا تكون ؟

السبت، 20 ديسمبر 2014

بعثرة صباحية :)

إن أولئك الذي يضحكون ....... تنظر وراء قلوبهم فتنظر الألم ممتقعا هناك

أشدهم تفاؤلا وحبا وصبرا أشدهم أملا !

يجعلون من حزني العظيم ذرة غبارة سارحة تحت أقدامهم لشدة صبرهم

ينظرون السماء فيرون بها الطيور

ينظرون الورد رغم أن الشوك أذاهم لكنهم ممبتهجون دائما بالفراشات الرحيمة

إن أولئك الذين يكتبون عن روعة الحب هم أكثر من ذاقوا مرارته وذله وعلقمه

هذا الذي أرفق الفنجان بقصائده

نظم عطور معشوقته أحرفا

شبهها بالوردة والريحانة والياقوتة

نعتها بآخر قصائده الزرافة

لهو من أشد معذبيه بفقدها

وإن ذاك الذي كتب عن ليال العشق الصيفية

تتوارى عيونه عن الخلق حينما يتحدث عن حياته الآن

ويكأنه يعشق امرأة من خيال

ويكأنه يهرب من عيون الشريكة التي تتفرسه عبر الكتب والأميال

إن الذين ينشرون الفرح

هم أفقرهم إليه

يعرفون قيمته

يشعرون كيف أن الفرح مثل أقواس قُــزَح

أولئك الذين يحضنون أبنائهم ليلا

كانوا ينامون عراة عن الحب بالأمس

ذاقوا لسعة البرد المسمومة

فعرفوا قيمة الأشياء الدافئة

إن أولئك المرضى هم خير من يتكلمون عن الصحة

إن أولئك الغرباء هم أشد من يتكلمون عن الوطن

إن المعذبون هم أصدق من يتكلم عن الرحمات

وإن البؤساء هم أقدر البشر على تقييم التبسم والفرح

وجوههم وعيونهم تسطع الآن أمامي من بين الحروف

عيون تلك المها البرية

تلك الفراشة الملونة

تلك النجمة من صدفات البحر ورماله

عندما أحزن ونتحادث .... عندما تبسط لي فرشها الوردية .... عندما أظن أنها لا تحزن

فيمرر الزمن لي تلك الصور الخلفية

أن الألم يجتنفها

طهر روحها حتى تسامت فوقه :)

عزيزتي .......... انعمي بصباح هاديء

انعمي بالحب :) 

ماذا عساها تفعل

 بلا أجنحة تسير 

تطير !

تهرول من زهرة لأخرى 

آهٍ من تلك القفار ! 

الأشواك تحيطها وتفترسها 

بعدما أنفقت زادها من النور 

بعدما صارت الظلمة أكبر منها

بعد أن نزعت نباتات القفر أجنحتها

بعد أن أصابتها شراك الأفاعي والعناكب

بعد أن فقدت قدرتها على نثر بذور الورد

بعد أن رأت بعيونها بوار الأرض التي كانت تلفظ كل شيء

بعد ان انتزعت منها جرة النور وأجنحة الأمل وعبق الصدق الكذوب

ماذا عساها أن تفعل سوى جر أذيال الحياة خارج تلك القفار البائرة الخربة ! 

لا تنبت للفراشات أجنحة جديدة ، لا تنبت الوردات قرب الأرض ليزحفن إليها .. لكنها تظل حتى آخر العمر ملونة بألوان قوس قزح !

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

أحيانا فقط !

نبتعد جدا عنهم لأنهم أكثر من فهم عنا !

نظن أنفسنا عرايا أمامهم

يزعجنا الأمر فنهرب

ما نلبث أن نعود ثانية .... لا نقوى على التعري أمام غيرهم .... هم صناديق قلوبنا السوداء ... مخبأ السر والحكايا ... هم السر

أحيانا ........ لأننا فهمنا جيدا ........ غصنا بداخل تلك الأعماق السحيقة ....... فهمنا الأغوار وفككنا طلاسم الطريق إلى العمق العميق هناك ..... نعرف جيدا ما يحتاج هذا المرء سماعه لا ما يريد !

يشعر الصديق بهذا بحساسية فائقة ......... نتأفف لدى سماعنا .... نهرب ....... ندعي كذبا عليه أنه لم يفهمنا .... لم يعرفنا ... رغم أننا أقسمنا عشرات المرات صدقا أن لا أحد قرأنا عرايا كالمواليد الجدد مثله !

في غمرة الألم ... لا نسمع سوى أصواتنا الداخلية العقيمة .... التي قد تصمّ آذاننا بحق ... نريد سماع كلاماً ناعما معسولا ، لا يثير التساؤلات المجنونة أكثر ولا يجيب شيئا .... يعجبنا التيه بشكل أو آخر .... ظلمة المحنة تجعلنا نخشى النور فقط لأن النور وقتها يصبح مجهولا جدا بالنسبة لنا

كأجنة أدمنت ظلمة الرحم ولا تعرف أن الحياة في الخروج من هنا ! نريد أي كلمة تظمئننا هنا .... لا تخرجنا من الظلمة بل تبرر لنا وجودنا فيها !

لأني أحبك !

أخبرك عن النور كثيراً

أخبرك أن خارج ظلمات الرحم ميلاد آخر

أخبرك ما أنت بحاجة لسماعه لا ما تريد سماعه

أخبرك ما يزعجك ... وأنا أعرف هذا تماماً ... ليس جهلا مني ولكن لأني فقط أصدقك ما تحتاج !

أخبرك ما يزيد تقلصات فكرك ليدفعك خارج كيسك الجنيني للحياة من جديد

تزعجك التقلصات ؟ الألم يزداد ؟ يتضح ؟ إذن فقد بدأ لتوه بالانتهاء !

من نحبهم ...... يسمعوننا ما نريد سماعه منهم فقط !

من يحبوننا ...... يخبروننا من نحتاج إلى سماعه كي نقف من جديد !

يصدموننا

يوجعوننا

ثم يفتحون أحضانهم كي نرتاح قليلا بعد هذا المخاض العَسِر !

#تَفَكّر !

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

بتلك البساطة !


تقابلا في مقهى هاديء على ناصية شارع بأحد تلك الأحياءالراقية

جلسا متقابلين

يغالب كل منهما لهفته واشتياقه

يرسمان على وجوههم ابتسامات مصطنعة وجمود زائف يخفي التهاب وجناتهم

ينتظر كل منهما تلك الكلمة التي تلوح في الأعين فكرة أن ترتسم على شفاه من أولا؟
 
من يمسك صوته فرشة الألوان وأوركسترا الحالة الرائعة

توتر يضطرم داخلا

وشفاه تبتسم بثقة زائدة

رسميون جدا
حتى في ارتشافهم قهوتهم
تأنقهم الزائد! هل هو تأنق؟ أم خوف مقنع؟

كلاهما ينتظر
كلاهما يأبى أن يأخذ شارة البدء فينطلق سباق من مشاعر متأججة تنتظر صافرة الانطلاق

يبتسمان بشيء يملؤه التكلف

يمتلآن بالأفكار والمعاني

يمتلآن بأشياء كثيرة حرصا أشد الحرص على دفنها في القاع

تدور في رأسه كل الكلمات دفعة واحدة وهو ينظر لها ببرود وثبات لا يدلان على النيران التي تكاد تشيب رأسه ، قوية ... ترى بم تفكر الآن ؟ تبدو غير مهتمة ... ذكية ... تلك النظرة القوية في عيونها لا تجعلني قادر على قراءة أي فكر يدور بداخلها ... تبدو كصخر صلد ... غير تلك التي شعرت منها بشيء من رقة الإناث ... متأنقة جدا ... رسمة عينيها توحي بأنها تريد أن تدير رحى المعركة تجاهها ... لن أترك الزمام أيتها الحلوة مهما حدث ! نظرتها للفنجان ساحرة ..... لو أني لست أنا لرجوتها أن تنظرني نصفها ... ولو أنها ليست هي ... لركعت أمام قوتها وسحرها وذكاؤها أطلب أن ترافقني الرقصة التالية ! لكنها ...... عنيدة ومكابرة ... يعجبني الأمر ... لكني لن أنحني له ! بالطبع ... أجيد ثقافات عدة لكنني شرقي حتى النخاع ... [ يتلفت حوله مقلبا شفتيه بجوله سريعة للمكان ] ولا هذا المكان الغربي يجعلني أتنازل لأقول لها كالأجانب رقصة ! لتطلب ... عيونها تكاد تطير إلى ساحة الرقص هناك ..... وأنا ... فلتتكلم ... أليست من رتب هذا اللقاء ؟ فلتكمل قوية وجريئة حتى النهاية .

يبادلها بسمة .. بدت حمقاء جداً لأنها لم تنتبه لها تقريباً ... برصانة وهدوء تهز رأسها عجباً بالموسيقي الهادئة التي تدور ... عازف الكمان يأسر سمعها ، لو ما استبدلوه بعد دقائق بالبيانو لما كانت اعطتهم أي اهتمام !

بطرف عينها نظرت له ... متحفز تماما كأسد جسور لمعركة قوية ! ... بسمة هادئة منها عادة تنهي كل شيء ... امرأة قوية ؟ نعم .. طالما نعتها زملاء العمل بالصلبة والجامدة والباردة أيضا لا بأس من كل تلك النعوتات .... تنظر بشغف لفنجان القهوة الذي شارف الانتهاء ... رشفة أخرى وستضعه جانبا .......... يا له من جذاب ! هذا الصمود الذي يبديه لم أره من رجلٍ قبل .... يعجبني أداؤه القوي ... أحب المعارك الساخنة ... التي يظل فيها الرجل بطلا للنهاية ثم يسقط كخاتم في إصبعي ! لكنه لا يبدو كذلك .. ولو ! سيكون ..... ثم ... لن أكسر صمتك ....... أشتاق لصوته حقاً لكني لا أدفع كل بطاقتي ... ولا أكشفها !

نظرت له ... ابتسمت لأول مرة بلا تصنع ... ابتسم ببلاهة ..

قال لها بصوت طفولي عالٍ قطع تلك البسمة والنظرة البسيطة عليهما ... تيجي ترقصي معايا هناك ؟

بصوت أشبه بالأزيز ... صغير وبريء ... اوك !

جذبها من يدها .... هرولا تجاه الساحة الصغيرة .... أفسح الكبار لهما مكاناً ..... رقصا !

بتلك البساطة .......

وقف ...... عدّل بزته........ خلع عنه كل الشرقية وكل الحماقة وكل الفكر المسبقة  .... همس ... تسمحيلي ؟

تنازلت عن غرورها العقيم .. وضعت ذاك الكبرياء تحت قدمها .. قالت بتسم أشبه للضحك كطفلة... فكت ضفائرها للتو .. طبعاً !

بتلك البساطة ! :)

لأن الأمر بسيط منذ البداية :)

لأنه طفولي جدا كالصبي والصبية ...

لأنه بريء وجميل وراق !

تلك السرابات

وسط ظلمات الروح المتتابعة

وسط تلك البؤر الأكثر ظلمة عن غيرها

تسير .... تحاول تفادي كل بؤرة ... تسقط بإحداهن ..... الأسود كاحل جدا ... المكان أكثر برودة ... الأشباح تترائى من كل اتجاه .

رائحة الرطوبة ممتزجة بعفن التربة هناك ... عفن بعض الذكريات ... وخزها .... ألمها هناك يتضاعف .. يعود كما كان لبواطن القلب لا للجدران الخارجية كما اعتاد في السبل المحيطة .

الألم

وحش آخر وسطهم .... يبدا في التحرش بنا .... بعقولنا ساعة .... وقلوبنا ألفا !

يلتمع شيء يسيرٌ هناك

تقترب ... بعد دوامة الألم المريرة ... تمد يدك ... تمدها أكثر وأكثر ... تسير بحذر ... ثم يبدأ الأمل العقيم المجنون بالتسرب إليك .... لربما هي نافذة نور ... تمد يدك بقوة ... بأقصى ما يحتمل أسير خرج لتوه من غرفة تعذيب محكمة ..... تطل برأسك ... ترتسم على وجهك بسمة بلهاء ... تسقط ... تجد نفسك في قعر بؤرة من تلك البؤر اللعينة ... كنت تظنها نور !

تلك السرابات التي تطل من كآبتنا ... تلك النفس المتعبة ... التي بدأت ترسم لنفسها النور بعد أن فقدته الروح ..... تسقط فيه من جديد .

هوة سحيقة .... تكسرنا أكثر ... تجلونا عن أنفسنا أكثر ... تجردنا أكثر ... فتصبح قلوبنا هشة جدا ... وأرواحنا شيئ من خيال !


تلك السرابات .... التي تلهمنا النور .... والتي تلهينا عن نتاج التجربة .... أن النور شيء من خيال ... أن النور هو أكذب تلك السرابات .... أن النور ليس هنا ... ليس على تلك الأرض !

نستسلم لها ........ نسلمها رقابنا ........ ماذا سنخسر أكثر من انكسار روح مشرقة ؟ لا شيء !

نستسلم لبؤر الحزن السحيقة ... ولطرقاته التي تصبح أكثر رفقا من بؤره ... نتعايش العفن .... نعتاده .... نحبه .... نجد أنفسنا أحق به من غيرنا .... العفن الذي كنا ننفر منه جدا ... لا نراه ... لأن النور كان ينسج أجنحتنا .... العفن الذي صار جزءا من الواقع بعدما سلم النور عدته للظلام واستسلم .

لماذا اقتربنا من تلك البساتين الخادعة ؟ لماذا بذلنا النور وظننا أنا سنحصد نورا ؟ لماذا لم نخف من الظلام واعتبرناه صديقا مالم نضره فكسرنا أكثر ؟ لماذا لا يمتد شيئا كثيرا مثل الألم وتبعاته وسراباته اللعينة ؟

الأحد، 14 ديسمبر 2014

وجدتها

من أعذب قصائد الغزل التي قرأتها

من أبلغها مطلقا في رأيي


من أصدقها حبا وشوقا ولوعة


منذ  أيام كان يمر برأسي بيت منها ... كنت درست بلاغته وعلى ما أذكر كان من أفضل ما فيه التضاد في اللفظ الذي جعل المعنى جليا واضحا جميلاً ....... فعلق برأسي هذا البيت جدا .... لكني لم أستطع تذكر مطلع القصيدة ... وكنت واثقة أن تلك القصية أعجبتني ، 

وقد كان البيت

بيضاءُ باكَرَهَا النَّعِيم فَصَاغَهَا ......... بِلَبَاقةٍ فأدقَّها وأجلَّها !

قد أنسى الكلمات ... لكني أبدا لا أنسى شعوري تجاه الأمر !


فرغت الآن من بعض العمل المهم


زنَّ البيت برأسي ... لمَ لمْ أبحث عنه ؟ .... وجدته :)


وجدتها تلك القصيدة جميلة ... أذكر أني كنت أحفظها لبعض الوقت من جمال عبارتها وصدق قائلها وجمال الصورة فيها


ليس دائما تجد في الشعر كلاما ثلاثيّ الأبعاد يحمل صوتها وصورة ورائحة وشعوراً صادقا بنفس الوقت ، غالبا ينشغل الشاعر بتجميل الصورة فيفقد الحب بريقه فيها ! أو ينشغل بالشعور ولا يهتم للفظة الشعر ، تلك الأبيات كانت عفوية وجميلة


ربما أكون مخطئة .. أكتب بناء على ذاكرة ضعيفة جدا أنعشتها رشاقة الأبيات وشذاها .. الشاعر الرائع عروة بن أذينة !


وأذكر أني وقتها قلت لصديقتي لعل في اسم عروة شيئاً :) فلا يخفى عروة بن حزام وغزلياته العذبة :)

وإن لم يكن صدق الوداد طبيعة .... فلا خير في ود يجيء تكلفا :)


إليكم الأبيات: 

 المصدر 



إنَّ التي زَعَمَتْ فُؤَادَكَ مَلَّهاخلقت هواكَ كما خلقتَ هوى ً لها
فِيكَ الذي زعمتْ بِها وكلاكُمايُبْدِي لصاحِبه الصَّبابَة َ كُلَّها
وَيَبِيتُ بينَ جَوانِحي حُبٌّ لهالو كانَ تحتَ فِراشِها لأَقَلَّها
ولعمرها لو كان حبّك فوقهايوماً وقد ضُحِيَت إذاً لأظلّها
وإِذا وَجَدْتَ لها وَساوِسَ سَلْوَة ٍشَفَعَ الضميرُ إلى الفؤادِ فَسَلَّها
بَيْضاءُ باكَرها النعيمُ فَصاغَهابلباقَة ٍ فأَدَقَّها وأَجَلَّها
لمَّا عَرَضْتُ مُسَلِّماً لِيَ حاجَة ٌأرجو معونتها وأخشى ذلّها
حجبت تحيَّتها فقلتُ لصاحبيما كان أكثرها لنا وأقلّها
فدنا فقال : لعلّها معذورة ٌمن أَجْلِ رِقْبَتِها فَقُلْتُ لَعَلَّها


ولا تعليق

روعة الكلمات تكفي ......... الصمت في حرم الجمال واجب :)

السبت، 13 ديسمبر 2014

الغريب

الغريب
وكيف لنا بغريب يقترب؟ بعد أن قتلت الفرقة أمانينا

سيكون غريبا في البداية

سنحذره كلما لمس أشيائنا
سنأخذ منه هذه، ونقول له أن تلك لا تخصه
سنسأم من كثرة التكرار

سيدهشنا حرصه

يوما فآخر.... سيوقعنا كلامه في براثن سرد الحكاية.. فنحكي ..... ونتيه وسط الحكي.... فنلمس معه الأشياء

ونجد أنفسنا نخرج له خوابئ النفس

ونضحك ونحزن ويربت على كتفنا فيعاودنا الابتسام

ويقترب

كالموج في ساعة المد يقترب

ويضرب شواطئنا في رفق

نهتز طربا

عشقا

بهاء وفرحة!

لا ندري

نشعر بشيء مختلط

شيء لا يشبه الأشياء التي أسعدتنا ولا التي أبكتنا بعدها

شيء في قمة جموحه..... وشدة تحفظه

شعور مليء بالراحة والاضطراب
بين السكينة والخوف
شعور مطارد بين نوازع النفس وبين اساور العقل
والقلب حائر بين الجميع كمحار يتازع رمل الشاطئ وجنون الجذر فيرتطم ويريد التخلص من قيد الرمال فيتخبط!
فلم يعد يدري أيهما أأمن! المكوث في جفاء الرمال؟
أم المغانرة في روعة الموج؟
ثم الشاطئ أكثر أمنا مقارنة بغدر الأمواج
ثم أنه اعتاد قفار الشطآن!
ثم الموج لذيذ حقا! ممتع حقا! يلف المحار بهمسه فينام هادئا في حضنه.... محار مسكين.... يفتقد الأحضان وترعبه الفرقة!
وفي هذا الخضم
الصخب
تلاطم الشعور
طلاسم الفكر في غيب مجهول
يقف غريب الأمس بجوارنا...... ممسك بجوهرة القلب وحده..... نأتمنه عليها! لا نصرح بهذا.. ولكن ما معنى أن نتركها بين يديه؟
ندور دورات كاملة
في نصف دائرة
في ربع
نروح ونجيء

ويقف هو مكانه مبتسما لا يتحرك

هو يدرك تماما مكانه من الزمن....... من إحداثيات الأرض...... لايدري أننا اخترنا كهفا مظلما لنا دون سوانا

انا سنجبره على الوقوف حسب إحداثياتنا نحن

سيرفض

سيظل مكانه

سندور

نروح ونجيء

سيدور دورة حولنا

سيعود لإحداثياته ثانية

سنغضب لصموده

لن نحتمل تسمره والأرض في أفكارنا تدور

لن يفهم

لن يغير موقفه

لن نتوقف عن الذهاب والإياب في توتر وهلع

لن يتحمل

لن تستمر بسمته

تتسمر مثله على شفتيه

تموت ببطء
تنتهي

ويتحرك باتجاه النور

سيذهب

ومعه بقايا الجوهر

ويتركنا بالكهف

نبدأ من جديد تقوقع المحار

صراع شواطئ المد والجذر

جنون القاع

وقفار الشاطئ

لم تعد لدينا أشياء متكسرة

أخذ الغرباء أشيائنا ورحلوا منذ الأزل

وكان آخرها

جوهرة بكف ذاك الغريب! 

من سنة :) أول يناير 2014 .... كيف يدور الزمن دورته ويتركنا كما نحن ؟ 

بحثت عنها صباحاً ..... لأنا لا ندرك في البداية كم يقترب منا هذا الغريب ... كم يصمد ؟ ..... وماذا يسرق في رحيله ! 

الغريب الذي ألهمني التدوينة لم يسرق شيئا .... ولم يرحل .... ولم يعد غريباً :) ..... وصار يلهمني تلك الحكايا عن كيف نصبح أصدقاء أو أحباب أو عشاق أو أرواح ممتزجة دون أن ندري ! 

صباحا ... أيقظتني رسالة صديقتي المغربية العزيزة ... تلك الفتاة التي تشبه رمال سواحل البحر وملوحة المحيط الرائعة .... نبهتني كيف بدونا غريبين في بدايتنا منذ سنوات .... كيف الآن تمتزج آلامنا سوية حتى كأنا قدر واحد وشخص واحد ! 

تلك الحدود والمسافات التي لا يدركها العقل .... ولا يفهم تتابع الإحداثيات المجنون .... تلك الأرواح المهاجرة حيث أتعبها الألم والوجع وجعها ... وصار الحزن يقويها أكثر ويقربها أكثر فتمتزج تلك الأرواح بأخرى وأخرى وتصبح روحاً جديدة جدا لها بريقها الخاص ! 

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

فراشاتي التي .........

صوتك الذي يأتيني في المساء

رسالتك التي تبهج صباحاتي

لقاء يعبر بمهجتي أمواج الحزن الكثيرة الهوجاء

تلك المحاولات التي تتابع لإخراج فراشاتي من بيات شتوي عميق .

تغيب الشمس

أنكمش بعيدا عن الكل

وأنت مازلت تصارع نسيج الشرنقة وتدخل

كل الغيوم التي أعتبرها كحلوى غزل البنات ....

تمر بهالاتٍ سوداء كثيفة ...

أبتعد ويبتعدون وتبقى أنت !

أحاول التقوقع حول ذاتي كثيراً

أرد على هاتفي بملل شديد

صوتك الذي تملؤه الحماسة وكأنه لا شيء يحدث خارجا على هذا الكوكب المحزن !

( ماما .......... إزيك يا ماما عاملة ايه .... )

الحمد لله كويسة انت كويس ؟

آه ... مالك يا ماما ايه مش هنتقابل ...

ثم إيه التي تتبعها أشياء عجيبة وغريبة وغير مترابطة تجبرني على الحديث كل مرة !

أحاول إغلاق النوافذ

مخنوقة شوية ... هقعد لوحدي شوية

احكيلي ... !

احكيلي ! ....... تلك الكلمة التي يتبعها موجات من الزن المتواصل للحديث :)


متى وكيف ........ يتتبع تعريجات النسيج ليدخل ... ليبدأ ... مرات أقاوم بشدة ... أغلق هاتفي ... يتابعني برسائله

كمن يفتح ستائراً سوداء لإجبار الشمس على الدخول من جديد !

غابت فراشاتي عن الصباحات

صارت صباحات الخريف غائمة جدا

في الساعات الأولى

هاتف يهتز

رسالة بها بعض الورد

كلمات أغنية لطيفة

أو شمس أخرى خلال الحروف !

بعد إهمال كبير للهاتف صرت أنتبه أنه لربما هذا الصوت يشير إلى صباحات محمد !

التي غالبا ما تجيء بوقتها تماما !

فراشة أنت من فراشات الأمل الجميل :)

وهي

تغيب عني أياما ... تنشغل لأمر ما

صوتها في الهاتف يكتشف حالة الفراغ والملل الروحي التي تجتاحني من فترة طويلة

لالا ! مالك ؟
مفيش
طب يللا ناكل شاورما !

عاوز\ة أشوفك

وحشتيني

متزعليش

أنا هنا

احكيلي

عيطي

متخافيش

الصمت الذي أحتاج تماماً عندما تتعثر الأفكار في رأسي وأحتاج للحكي وفقط .. أو للبكاء وفقط ....

كلمات متكسرة وغير مترابطة

أنفاس هادئة تبث بعض السكينة لروحي

حضن نهال وطبطبات الأم التي تتعملق فجأة لتحتويني !

كلمات محمد أغنيات محمد رسائل محمد وألش محمد :)

بهجة اللقاءات الجميلة

حالة الاحتراق التي تكتنفهم معي

السكون والصخب الغناء والبكاء النسائم والعواصف الفراشات التي نتبادلها جميعا تجعلهما أجمل تلك الفراشات !

وهذه الأيام !

كلتانا بحالة وهن ! أخاف أن يؤلمها عبثي وجنوني ... أنغلق

ويأتي هو ........ كإحدى وردات المريخ :D

لا شيء يجعله يغلق هاتفه مساء سوى سكوني من عواصف الألم ... واستلهامي لمنام هاديء

كأب يهدهد طفلته حتى يضعها في الفراش !

فراشاتي ...........

أحبكما ! هل تكفي ؟ :) 

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

متى .. ؟

عندما تمر الأيام متشابهة

لا فرق بين أول الأسبوع ونهايته

فجأة تجد نفسك أمام شهر جديد

أيام قلائل وتقف على أعتاب عام آخر !

منذ متى فقدنا الشعور بالتوقيت ؟

السفر العزيز

بدا مخيفاً جدا وشبحاً لا أفهمه

تلك المغامرة الرائعة التي طالما حلمت بها

أقف أمام الباب عاجزة عن الولوج !

منذ متى فقدت الشغف بالأشياء ؟

منذ متى فقدت الشعور بالأمل

لحظات التيه الجميلة

لحظات اليأس والسقوط

لحظات وفقط

أببكي فيها بشدة ... أصرخ وأقع ... أنام لساعات أطول ... أفقد شهيتي أو آكل بنهم شديد ... أنام أكثر ... أنعزل أكثر

ثم !

تشرق شمس صباحي مجدداً

أبتسم لها وترسل لي تحية الصباح

أنظر بالمرآة بعزيمة سوف نكمل الطريق

لن أنهزم بتلك السهولة

أحمل حقيبة الأحلام

معاول الأمل

وزاد اليقين

وأمضي !

فيبتسم الكون ... وأعبر تلك الحوائط الضخمة ... وأنتصر انتصاراً صغيرا يشبع مهجتي

وأرتطم من جديد ... أتعثر ... أصرّ ... ( أعافر ) ... أمرّ :)

ويبدو الأمر ضخماً .... ثم يهون ويهون ويهون

ماذا حدث !

لماذا لا أستطيع الوقوف ؟

ولماذا لم أعد أرى الشمس صباحاً ؟

ومتى نفذ زادي ؟

ومتى يجتاحني الأمل كما كان

يجتاحني بشدة

يهزني ويجعلني أتقافز

متى فقدت أجنحتي ؟

ومتى ذهب العبق بعيدا عن خاطري ؟

فلا ذكرى تَــســرُّ ولا مستقبل يبرق ؟

ومتى استسلمت لهذا الأمر ؟

وما هو هذا الأمر الذي يجعلني فريسة يأس مرير وقاتل ؟ 

سيدة الزنابق والياسمين !

تفوح منها رائحة فلسطين الحبيبة

رائحة البرتقال ، واخضرار عود اللوز كما كان يخضر في الطنطورة وينور عن حباته اللذيذة اللاذعة ،
تفوح منها رائحة البحر ، كبحر الطنطورة الذي لا مثيل له .

كالخزامى ... التي زينت بها نوافذ غرناطة ، وأصيلة كشجرة التين وسط الدار تبث الدفء حولها للكل .

ست الكل

رحلت الزنبقة الحلوة !

رحلت في صمت ، رحلت وسط صخب الكلاب والذئاب ، رحلت بعدما سطرت يداها كيف أن الظلم أسود .
بعد أن علمتنا من جديد ما هي فلسطين وكيف كانت ، بعد أن سطرت شكلا آخر وألواناً مختلفة جداً للتهجير القسري للفلسطينين .

بعد أن خطت بنعومة قلمها الصارم ألم اللجوء ومرارة المخيم ، كيف تجسد التاريخ يا سيدتي في امرأة !
كيف للقلم معك صوت وطعم ورائحة وألوان وتجسيم ؟

كيف تجعلينني ألمس معك زهرات مريم .......... تذكرين مريمة ؟ كيف تجعلين الحبر أسود في يد الوراق فيصبغ أنملي وأنا ألقب معك الصفحة ؟

حمامات الأندلس الفواحة برائحة الياسمين ، وحمامات الحنون في فلسطين .

موج البحر الذي يأسرنا سويةً ، فلا رائحة كبحر الطنطورة يا سيدتي .

تلك القرى الصغيرة

تلك التفاصيل الحيية

تلك التعبيرات التي طبعت على قلبي يا ست رقية ، فأرى الصغار أمامي يفوقونني طولا فأقول يلعب الزنبرك دوره في ركبهم !
ويعدلون علي تبرجي أو ملبسي فأذكر مناوشاتك في المطبخ مع فنجان القهوة وعبد ومريم يتبادلون السخرية من صرامتك معهم الموضة القديمة !

الزنابق !

لأجلك أبحث منذ مدة عن زنابق :)

سألت طالبا فلسطينيا لدي عنها ... قال سأسأل أبي ... سأل وعاد وقال سأحضرها لك من أمريكا قريبا !
ابتسمت وشكرته .... تذكرتك ... زنابق الإسكندرية ليست كزنابق الطنطورة ....... ولا بحرها .

اليوم

رحلت يا زنبقة فلسطين ووردة مصر

رحلت قبل أن نلتقي ........ وكلما فاتني لقاء قلت لعلنا نلتقي في فرصة أفضل !

قاتل الله التسويف !

رحلت ........ قبل أن أجلس تحت قدميك أستقي الحب والقوة والحرية والكرامة !

رحلت قبل أن أخبرك بشيء مهم !

أرسلت للعزيز تميم يوما رسالة لكِ ( يارب يكون وصلها )

كنت أتمنى لو أقول لكِ كم رأيت فيك حلماً ، امرأة مصرية تكتب بقوة وعمق وثقافة ، عشق فلسطيني ، ولد كمثل والديه لا يخشى في الحق شيء !

أتعرفين أن أول ما أردت كتابته كتجربة لتكون رواية كانت بهذا الشكل ! ... سمعت قصتك كنت مازلت صغيرة .. عرفت السيد مريد أولاً ... ثم أنت ... أخبرتني صديقة أن بداية الرواية التي أكتبها تشبه قصة امرأة هي رضوى عاشور زوجة مريد البرغوثي !

يا للبهجة ... ويا لجهلي بك كم تأخرت !
عرفتك ....... عرفت ولدك ......... قرأتكما وسمعتكما وتعلمت الكثير الكثير الكثير

عرفتك يا زنبقة الزنابق يا وردة ليلة .... حنون وقوية صارمة وتتفاوض وكأنك لست امرأة واحدة !

كنت أريد أن أجمع أجزاء قصتي الحزينة وأجيء بها إليك يوما ... أجلس كتلميذة ... في مهد الكتب أتعلم ... فوجدت هذا جل ما يعبر عنك وعن شعوري عندما أذكر رضوى عاشور !

لكني عارف بإني إبن رضوى عاشور
أمي اللي حَمْلَها ما ينحسب بشهور
الحب في قلبها والحرب خيط مضفور
تصبر على الشمس تبرد والنجوم تدفى
ولو تسابق زمنها تسبقه ويحفى
تكتب في كار الأمومة م الكتب ألفين
طفلة تحمّي الغزالة وتطعم العصفور
وتذنِّب الدهر لو يغلط بنظرة عين
وبنظرة أو طبطبة ترضى عليه فيدور

وأمي حافظة شوارع مصر بالسنتي
تقول لمصر يا حاجّة ترّد يا بنتي
تقولها احكي لي فتقول ابدأي إنتي

وأمي حافظة السِيَر أصل السِيَر كارها
تكتب بحبر الليالي تقوم تنوَّرْها
وتقول يا حاجة إذا ما فرحتي وحزنتي
وفين ما كنتي أسجل ما أرى للناس
تفضل رسايل غرام للي يقدّرها ............

وهذا ما سطر تميم :) وهذا ما قرأته في كلماتك في كل الشخوص ... وهذا أبلغ ما قيل ... وهذا أنت يا جميلة الجميلات ... يا سيدة السير والحكايا ....... 

مشتتة أنا جدا !يهرب الكلام ........ يتصارع بداخلي ............ ما بين حب وألم وندم أني لم أبذل مجهودا أكثر كي أصل لك سريعا فكان القدر !

سأكتبك كثيراً

وأتحدث عنك كثيرا ما حييت

سأخبر أبنائي عنك

سأخبر تلاميذي

سأخبر كل أصدقائي كلما تحدثنا عن فلسطين

سيرحل الظلم وتبقين أنت

ويرحل الألم وتبقين أنت

ويرحل الصهاينة وتبقين أنت

تحاورين وتجادلين القدس والقاهرة

وترحل الشموس لظلام عتيد ، وتبقين شمعة صدق في ذاك الظلام ، ويبقى كلامك ، ويبقى تأريخك لكل تلك الأشياء التي تربينا عليها مموهة جدا بسطوع ألوانك بتلك الكتب !

ويرحل الربيع وتبقين أنت .... لوحة ألوان بين سواد الكتب

ويرحل البحر وتبقين أنت كملح الأرض

ويتغير يا أمي وجه القاهرة كل يوم وتبقين وجهاً يحفظ تلك الملامح جيداً ، لا يزور ولا يخون !

ويبقى كلامي كثيراً

يذهب ويجيء

ويبقى كل الذي بداخلي وكأن خلاصة الأمر دمع !

ويبقى الكلام طفوليا جدا ، صغيرا جدا حائرا جدا ما دام عنك .

الاثنين، 1 ديسمبر 2014

لماذا .... الحب ... الوطن ... وأشياء أخر !

لماذا نكتب كثيراً عن الحب ؟

عن أشباهنا على هذه الأرض ؟

نبحث مطولا بين السطور عن حلم ضائع أو شغف خائن ؟

لماذا يشتد بنا الألم عندما يصبح التيه مسكنا ؟

لأنا ربما فقدنا الوطن ؟

فبتنا نبحث عن أوطاننا الأخرى في أرواح البشر ؟ لربما !

ولربما لأن أحلامنا كانت سكنا يعلو على السلطة والسلطان ... كانت ملكنا وحدنا ... كانت الشيء الوحيد الذي يملكنا بإرادتنا والشيء الوحيد الذي نملكه بإرادتنا أيضا وباختيارنا .... ربما لأنا مارسنا هذا الاختيار لأول مرة في الحب ... الهوى ... يختار .... لا يجبرنا أهل على تقبل إخوة  ... أو أصدقاء معينين ... لا يجبرنا أن نعشق تلك الروح لأننا ملزمون بإنهاء مشروعٍ ما معهم ! ... لا يحسرنا في مقاعد وعلب .... لا حدود لذاك الهوى الذي يجتاح تلك المدن .... ولا شيء يقيدنا عندما نعشق لأول مرة ونبوح ... لا الأرض تسعنا ولا السماء تحبسنا ... نطير وفقط ... ربما نحلق فوق كل الممكن ... نرى المستحيل ونلمسه ... يزداد شغفنا أكثر وجموحنا أكثر ... الأدرينالين يكون غذاؤنا الأكبر نحو ... نحو ماذا ؟ ... لا شيء محدد ربما نحو كل شيء بنفس الوقت ... تلك النشوة التي لا تنسى ولا تتكرر .... شعور ساحر ... يخلب الألباب .... ويخطف الروح بعيدا بعيدا ... حيث الدوران حول اللاشيء ... حيث المتعة المطلقة .... شيء لا يحد .... شيء لا تطاله رصاصات الشرطة ... ولا تقيده حواجز الجيش ... ما الذي يمنعني عن المبيت بحضن صوتك الليلة ؟ لا شيء ..... ما الذي يحبس حلمنا بالموسيقى والنغم الحنون ؟ .... أصوات العالم لا تصلنا هناك .... أحلامنا بالهرب من هنا ... أحلامنا بالزرع بالورد بالمحيط بكل شيء .... لا محاكم تفتيش في العشق ... ولا جلاد يقرأ بطاقات الهوية جيدا ويفتري عليك أنك لست من مدن الهوى ........... لأنا وجدنا في العشق وطننا المسلوب حقيقة وحقا ! ......... لأنا وجدنا أحضان الأحبة وطن رائع القسمات ..... يضمنا ونضمه ونمتزج حتى نصير روحاً واحدة !

في الحب ....... لا تداول للسلطة .......... لا حزب يعلو ولا حزب يخبو ..... كل شيء بدا مستحيلا يجعلنا الحلم به ضرب من تحدٍّ
لا ثورات سوى على أزقة الفشل .... ودروب العنكبوت ؟

لربما لأنه لا شرطة سوف تبحث ورائنا عن أحبتنا الذين هجروا والذين خانوا والذين عبثوا بأشيائنا ؟
ولن تهتم بأولئك الذين يزينون ثغرنا بقبلة في الصباح تنبيء عن ظهور شمس جديدة ، ترسل شذاها لباقة ورد يحملونها فوق مائدة الإفطار الشهية بالأمل والسكن والراحة العميقة حتى سواد الروح الداخلي ؟

لربما لأن الحب ...... متاح قليلا في تلك الأوطان البئيسة ؟

لكن ......... قبلة عاشقين في الصباح ستجرهم إلى زنزانة مظلمة !
ومسحة ورد على الشرفات قد تعكر صفو أحدهم الكاكي !

لكن ........ قيود المجتمع تكبل الأحباب بشدة ، فيتراجعون عن الحب أو المبدأ أو أنهم ... يهربون بالحب ويهجرون الوطن !

لماذا مازلنا ننكسر من ذاك الوطن ونثور نثور لأجل الوطن ؟

ولا شيء في الوطن يحيا لنا ؟ لماذا نردد يحيا الوطن ؟

ولا شيء في الوطن راقٍ لنا ؟ لماذا نبحث به عن سكن ؟

وهذا الوطن ....... فيه تكسر آخر حلم ......... كنا نربط بالحلم سحابة بيضاء تغيم بالسماء إذا اشتدت الشمس فوق رؤسنا ... وكنا نلوح لها كما الأطفال صباحاً وندعها مساء بمأمن عن كل عاصفة أو شر .. وكانت تحمل باقي الأشياء فيها ... كبالون أبيض رائق الوجه !

قال لي وطني يوما ....... دعيني أنظف بالونتك ....... دعيني أراها ......... هل تحبني ؟ ...... أحبك جداً ... أنت السكنى بأرضي المقدسة ........ كطفلة حملت بالونتي لذاك الوطن ...... ويا للعجب ... بنصل إبرة كان الوطن يمزق سحابتي !

وقال الوطن يوما لشاب صغير الملامح ........ جميل الطلعة ........ دعنى أحمل عنك شيئا من ذاك الثِقَل ........ فقال الشاب لماذا ؟ دعني أحفظ أحلامي بعيدة عن تلك الذئاب ..... أحفظها لك .... تعدني يا وطن ؟ ...... أعدك جداً ........ فرح البائس الصغير وهرع ...... بفرح الصغير مد بيده بطرف الخيط لذاك الوطن ........ أمسك طرف الخيط بيد وكانت الأخرى تلوح بإشارة مفهومة جدا لذئاب الوطن ..... فأرداه ذاك الحلم قتيلا !

لماذا يا ترى نهرب بالكتابة ؟ حتى جعلنا الكتابة حبا لذاته وطنا لذاته وطنا آخر لا يعرف سوى ملامحنا نحن وفقط ؟
أنانيون جدا صرنا .... وباتت الكتابة رفيقة أولئك البائسون ! وبات الورق وبات القلم وباتت تلك المدونات الصاخبة تحفظ كل سر أفشاه على ألسنتنا ذاك المسخ المسمى وطن !

وبات الورق يعرف كثيراً من تشوهاتنا !

لماذا لم نمت أجنة في رحم الأرض ؟

لماذا ولدنا أجنة شائهة برحم الحلم المريض ؟

لماذا زينوا لنا كل شيء وكل الذئاب ذئاب الأرض تمسك خيوط الماريونيت منذ القِــدَم ؟

وإما أن تصبح وطنا أنت الآخر وتموت بنهاية المطاف بئيسا لأن الثورة تموت دائما في مراحل العدم

وإما أن تصبح مسخا قميئا ... يقوم أحد الشائهون بعضه ... كذئب .. أو مستذئب ... ويسرق سحابة حلمه الجميلة ويذهب ... فيصير بعد مخاض عسير ..... ذئباً صغيرا !

أو

تظل تكتب

تكتب وفقط

تكتب ولا تنتظر من يقرأ ومن لا يقرأ

تكتب ولا تعرف ملامح وجه قارئيك

تكتب ولا تبالي بمن صار وطنا ومن سرق حلما ومن بات مثلك مكسور جريح ينتظر الموت ويقاوم الموت في آن واحد عسير

تكتب ولا تبالي بمن عرف ماذا ومن قال ماذا

تكتب ولا تتذكر ماذا كتبت !

السبت، 29 نوفمبر 2014

غــبــيـة !

لماذا لا أبدو براقة أمامك ؟ تحبس أنفاسك عندما تحادثها ؟

لماذا عودتك أن تجلس كما أنت في أي اتجاه وبأي طريقة تحكي وفقط ؟

لماذا نبدو أغبياء جدا عندما نكون بحضرة الأحباب ؟ لا نبدو لامعين أمامهم كما نحن في عيون الآخرين ؟

لأني أردت الوقوف أمامك عارية عن كل شيء إلا أنا .... أنا التي لا يراها أحد ... فتاة بلا خيوط تزينها شعثاء حافيةً ... تدور في المكان كغجرية تطأ قدماها مدن أحلامك الحضرية لأول مرة !

تعبث بالأشياء وكأنها في عيونك لا تبالي ... كانت تكتشف اختلاف المدن المهندمة عن غاباتها الغوغاء !

تأكل بكلتها يديها ... تضحك بصوت عالٍ مجنون ... تمص أصابعها وتتجشأ ! ماذا يضيرها إن فعلت ؟ ألست تحب طبيعة ربنا ؟

كلنا يعرف حدوده في التصنع ....

حتى اليوم لا تعرف كيف ترسم ذاك الخط المموج فوق جفنها الأعلى لتبدو عيونها أكثر جرأة وعمقا .

لا تقضي الوقت أمام المرآة ترعى تفاصيل زينتها .

ترعى كلماتها الصاخبة عندما تتحدث ولو كتابة !

تحدثك كثيرا بألفااظ رديئة .... تستخدم كلمات سوقية ... ألفاظ الشارع التي يعرفها كل شخص لكنه يحافظ جدا على تأنقه أمام الآخر

عندما لا تجعلك آخر .... تجعلك نفسها ... تبدو غبية جدا !

سترته الثمينة

حذاؤه اللامع الذي يعكر صفحة وجهه ذرة غبار عابثة .

سيارته

أناقة عطره الفواح

كلماته المتلاعبة الذكية التي ينتقيها بحذر شديد .

كنجوم السينما يبدو

أو

كعبقري صغير يلملم شعث أفكاره المبعثرة دائما !

يبدو كرجل أتباهى به أما صديقات عدة

أو يبدو كرجل يحقق لي مجدا سريعا .

لا وقت عندي لترهات حكاياه الصغيرة .

اليوم ... وقع في الحب ... تنازل عن بريقه المحفوف بالحذر ... يتثائب كالخلق .... يعلو شخيره ليلا !

تمويجات الدهون على جسمه تزيد ....... أو .... تلك النحافة الأنيقة ليست جميلة خارج البِــزَّة الأنيقة !

يبدو كئيبا جدا ... مجنونا وصاخبا ... خجولا ويتعثر بالكلمات عندما يعلوه التوتر ؟

يبدو .... شرقِـيَّــاً أكثر مما توهمت .... يبدو متملكا أكثر مما أحتمل ؟ لماذا لا يظن أنيقا طول الوقت ؟ هو بداخل البزات أفضل !



لماذا تبدو مجموعات من البشر غبية جدا عندما تعشق ؟

ببساطة لأن هؤلاء قرروا \ قررن التخلي عن المرآة اللامعة

التخلي عن الاتكيت المصطنع .

قرروا الجلوس أمام أجسادهم الأخرى عرايا بلا خيوط ولا ألوان أخرى غير تلك الطبيعية الرائعة .

قرروا أن يجعلوا تلك الطبائع تتحدث عن نفسها ، لأنها تلك الأشياء التي تدوم .

شعرها الأشعث وصوتها الصاخب وجنون فكرها ،

شخيره بالليل وطباعه الشرقية وتلعثم أفكاره عندما يتوتر .

لماذا يبدو الأمر للبعض أن الحب بحث عن شريك يناسب حجم حياتنا ؟ مستوانا الاجتماعي ، تأنقنا أمام الناس ؟ كفستان غالٍ وكبزة فريدة (سينييه ) نكمل بهما ذاك الزيف الذي نعيش !

لماذا لا نتحمل عفوية الآخر ؟ ونغمض عيوننا عن تلك التي خرجت منه بلا قصد تكشف جزءا فريدا منه ، لأنها أشياء لا تناسب ألوان تبرجنا اليوم !

أن تبدو غبياً أمام حبيبك لأنك كنت أنت بلا بريق كالذي يراه الغرباء طول الوقت فيك ، ليس عيباً .

أن تظل تحاول أن تكون مبهراً لهذا الحبيب فقط لتحافظ على وجوده هناك في مساحة القرب ، بالزيف والضغط على نفسك ، عيبا كبيراً .

هناك .... في النصف الآخر من الأرض ... ذاك النصف الذي أدرت له ظهرك وقررت عدم البحث فيه ... عدم النظر له حتى ... لأنه على الجهة الأخرى من حبيبك المزيف .... أزهار جذابة ... بعطور حقيقية جدا .... إن تركتها لأجل بريق اصطناعي ..... وقتها تصبح\ين غبي\ـة حقاً !

الحلم ليس أن تبقى مع تحبه بجنون ربما .... الحلم عندما تبقى مع من يصدُقك ... ومن يراك عاريا عن كل شيء ويظل مبتسما بوجهك ... ويراك بائساً وحزينا فيرسل وردات تفاؤله لـتـنـير صباحك .... ويراك ضعيفاً فيقف بحذر شديد في ظهرك ... يقيم عودك .... ويخشى أن يؤلمك الرفق ... ويراك كما أنت ... شعثاً ومتوتراً ... ويراك متردداً جداً ويبتسم .. كل شيء سيكون بخير ... يعرف اتجاهات الريح ... كي يبعث لك بعض الشذا ... ويرى أشيائك المتكسرة ... فيشاركك وجع مكتوم ... تعرفه عندما يجنّ عليك ويصرخ مكتوما في وجهك أن أفق ... لا تخسر كل الأشياء ... يدير وجهه عنك ويهم بالرحيل ... لكن لسبب ما لا تعرفه ... يبقى هنا !

إن وجدت الحلم لا تقف .... ألق أحلامك بالنهر ... وعش معه حلماً جديدا ...... تحرَّك ..... إنت مش شجرة ! 

الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

صراعات .....



القهوة وجبران الشتاء

أحيانا نصبح أضعف مما نبدو

نكون منكسرين بشدة

نحاول أن نقف كل مرة

نظن أن جهة الريح واحدة

لكنا نجد أن الريح تجيء من كل اتجاه

ليس له باب نقفله في وجه الرياح ونستريح

كريشة في مهب أعاصير متصارعة

كل منهم لا يعرف لنفسه اتجاه

كمحارب لطواحين الهواء تقف

لا تدري أي ثغر تسده أولا

كبحار على مركب بدأت الثقوب تتفتح واحد تلو الآخر 

كقطع دومينو بدأت في السقوط 

يسد ثغرا

يبدأ الآخر بالانفجار

يدور حول نفسه

يود لو يترك كل شيء

الماء الذي يلقيه خارج مركبه

والخرقات التي يسد بها أقرب الثغور إليه

والأهوال التي يضربها بعصاً من خيال

وتلك الأمواج المتلاطمة

ثم يجلس …….. ويبكي !

يبكي فقط

يصرخ أنه فشل هل استرحتم ؟

يبيع نفسه للشر

أو يظل يخرج المياه من القارب

لا شاطيء قريب

ولا استراحة ممكنة

ما إن يتوقف المطر والإعصار فيظن الأمر استقر له

حتى تهب عاصفة جديدة

المياه من الأسفل لا تستريح ولا تتوقف

القارب يميل

وهو متعب

ولا شيء يقف

ولا هو يستريح

ولا الموت خيار متاح !

الاثنين، 24 نوفمبر 2014

وتعرفين يا صفية ............. 3 ... !

أن الحب ناعم .... كالنسيم .... منعش كشذا الزهور .

أن الشمس ليست وحيدة في هذا الكون .... ترسل الدفء والود الخالص .

أنه إن طرق الحب بابك ... فافتحي له الباب باسمة ... تقفين بصحبة زهرات الزنابق في استقباله ... تقفين بنعومة الورد نقية

ترشدينه للطريق .

تعرفين يا ابنتي ....

أن الجوهر مهما استهلكه الناس وأضاعوه في قاذوراتهم لا يتلوث ولا يتغير ... يبقى جوهرا ... ويبقى الناس في حكم كل عقل وكل زمن وكل دين للحب سفهاء .

قد كنت عزمت يا ابنتي أن أخبرك بكلمات قاسية ... أن اهربي ... أن لا تفتحي له باباً ولا منفذاً .... ولكنني وجدت أني أخالف ضميري وقلبي !

وجدت أني سأضللك عن الصحيح لأجل قاذورات الخلق !

وجدت أنه .... لربما طرق بابك حبيب صادق .... لربما كان في زمنك النبلاء أكثر ... لربما في زمنك تحررت القدس

وللقدس يا صغيرتي سحر على الدنيا !

للقدس ما يعجز الكتاب عن وصفه ........ تراه عمك تميم أبدع حين قال في القدس

فالقدس نور الحب في العالم

إذا ما أطلت وجدت الصدق وجدت الحب يسكن في تلك الربوع المحيطة ... وتشرق وتشرق .. كشمس يتدرج نورها حتى يضيء الكون !

في القدس صدق ... القدس تعرف من يصدُقها ومن يكذب .... القدس تتطرد كل كذوب

القدس تنشر شذا عطرها الفواح بكل صباحات المحبة لمن قد زارها عشقا ، ومن قد جعلها قدَراً !

فإذا ما أرسلت إليك قبلات العصافير يوماً اقبليها

وإذا ما أتاك من يهيم بروح القدس عشقا

يحمل الحب كزهرات الزنابق

يحمل الحنون في كف والياسمين في الأخرى

عيون الزعتر تطل من وجهه

ورائحة البرتقال تكسوه

وبحر يافا ترك صفائه على الخدين

ووقف منتصبا كما الفرسان

فاستقبلي القدس في عينيه وابتهجي

وافتحي بالأكاليل دنياه :)

واتركي الحب يا صغيرتي يسري .... واتركي القدس تعيد خلق دنياكِ

واذكري

الجوهر يظل جوهرا .......... لا يتغير بقاذورات الآخرين ........ لا يتغير لكون المسوخ تحمله ........ لا يتغير لكون السفهاء لا يفهمون جيدا كيف تكون اللاليء والجواهر غالية ! 

الأحد، 23 نوفمبر 2014

تسمحيلي !

تعالى .... دوس هنا -----> تسمحيلي بتاني رقصة ؟

تسمحيلي ؟ 

أيتها الفراشة التي مازالت رغم بؤس أيام الأرض تدور فرحة في رقصة عشوائية حول الزهور ؟ 

أيتها الشمس ؟ 

التي تغيب بين الغيوم .... ثم تداعبنا باسمة بعدما يلفحنا البرد ؟

أيتها النجوم ؟

التي تشرق في سماء الليل تناجي كل الساهرين الناظرين إلى السماء في هيام أو ترحال أو تأمل مبهورين بنعومة ذاك النور ؟

تسمحيلي بتاني فرصة ؟

أيتها القطرات الندية من سماء الشتاء 

أن أرقص ثانية معك تحت المطر ؟

أن يصبح الأمر أولا كأول مرة ؟

أن أبدأ من جديد ؟

أن أولد بين يديك من جديد ؟

أن أصبح امرأة أخرى غير تلك العجوز الخرفة التي عايشت ؟ 

أن أخلع عن رأسي كل القناعات وكل الجنون

أن أصالح العقل مرة واحدة لعل مع العقل بعض المرح ؟ 

أن أمسك قلبي المسكين تحت شذاك أراقصه تماما كما كنا نفعل وحدنا في أيام الطفولة البعيدة !

كسيح .......... أعرف أنه كسيح ........ اسمحيلي بتاني فرصة ......... يمكن يدور ......... يمكن يلمع كما البنور تحت المطر 

يمكن يرقص 

يمكن يعرف تاني ينط يلف يميل ........ يمكن يقدر تاني يدوب مع الأوتار ....... يمكن يطلع مرة فقلبي تاني نهار ..... 

يمكن يعرف يعزف عزف بيرقص ....... غير اللي كان بيبكيه مع كل وتر عود أو كمان ....... !

اسمحيلي !

أيتها الأيام أن أشرق كما تشرقين في أنحاء الأرض عدا غرفتي !

أن أستطيع الحلم ...... بعد خيوط الكابوس الذي ألمَّ بي وكبلني ! 

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

تبا ! ......... أنت الكبرى !

عندما كنت أخاف .... لأي سبب .... أجري لغرفة أمي ... أختبيء بحضنها !

يوم قتل محمد الدرة بحضن أبيه ... أتاني فكر مرعب تلك الليلة ........ هرعت لغرفة أمي .... وقفت بالباب ! أبو محمد لم يحمه ! عودي لغرفتك ! استدرت باكية وعدت ... وضعت وجهي في وسادتي وانخرطت في البكاء ... القهر !

سنوات مرت

مات جدي

تجاهلت موته بشدته ....... رفضته .... ثلاث سنوات من الرفض الكامل لتلك الحقيقة .......... أغمض عيني عندما يفتحون باب الغرفة الفارغة ... نائم هو كعادته على السرير ... تعودت غيابه ... لكني لم أعترف أبدا بموته !

أدركت يوما تلك الحقيقة المرة ... توالت الموجعات وحضن جدي ليس هنا ولا صوته .... بكيت بقهر ... بكيت وحدي أيضا ... لأن أمي لن تفهم ولن تصدق أني أبكي الآن فراق جدي ... وأنا التي ملأت البيت دعابة كي أمسح ذاك الحزن !

سنة .... وربما زادها أشهر .... جارتي المسكينة تمسك بيدي على فراش الموت ... تنظر بعيني مباشرة نظرة المرتعب من النهاية ... تقول بصوت ضعيف ... هموت يا سارة ... هموت ... أنا عارفة مش هقوم منها المرة دي .... متبالغيش كل مرة بتقومي ... كغريق يتشبث بيد الحياة كانت تمسك يدي ... هموت ... متسيبونيش هنا ... عجزت عن فعل شيء ! ... عجزت عن الكلام وعن الفعل ... ساعات وربما يوم ... وماتت .... ماتت ولم أبك ... كنت أدور بين ابنها وابنتها في المستشفي ... أحضن تلك وأمسح دمع ذاك ! لا أعرف مالذي يمكنني فعله سوى حضن !

أيام العزاء ... بعدها تسافر أمي ليومين ... أعجز عن النوم ... أطيافها تقتلني .... أخاف ... أدس وجهي في الفراش ... ما عاد الأمر يجدي .... أبكي بقهر جديد ... أمي ... أتسلل لغرفة أبي ... أنام بجواره .. أحتاج منه أن يلفني بذراعه .. أحتاج إلى يد الحياة كي أتشبث بها لأفهم أنها وأني هنا على نفس القارب ... بابا ممكن أمسك ايدك ؟

أصبحت أخجل من عمري ..... كوني كالصغار أحتاج إلى حضن أحدهم كي أنام وأطمئن ... لكني لم أستطع التوقف !

عندما أصبحت مخاوفي وهمومي شخصية جدا ... شخصية لدرجة أنه لا يجب إزعاج أمي بها ... كنت أختبيء بفراشي وأبكي كالصغار كثيرا ...

كنت أفكر لو أن يوما يجيء بلا أمي لمن أهرب وأدس في حضنه وجهي ؟

بدأ الأطفال يدسون وجوههم في صدري في حضني عند ركبتي ويبكون !

بدأت أدرك فجأة أني تحولت - رغما عني وعلى غفلة - إلى صف الكبار !!!!

متى كنت من الكبار ؟

جلست بجوار أمي

يزعجني شيء يذهب ويجيء في صدري

خوف .... وتردد ...

أرحت رأسي على كتفها وهي تشاهد التلفاز

همست ... ماما ... نعم ؟

وجدت أن الذي يود الخروج فقط ........ أنا خايفة !

ترددتُّ ......... سكتُّ

صرت بصف الكبار ..... ذهب خيالي لأمي الجالسة بجواري ....... إإلى من تبثين شكواكِ يا أمي ؟

لمن تذهبين ؟ من الذي تدسين وجهك بصدره وتبكين ؟ ماذا إن أغضبك أبي دون أن نعرف ؟ ماذا تفعلين وجدتي بعيدة بعيده ؟

ماذا كنت تفعلين قبلا ؟

ماذا إن صرت مكانك ؟ كنت أظن أبي يحمل الكثير عنك لكن ماذا عندما يغضبك ؟ تلك الأشياء الصغيرة التي لا نلحظها نحن لانشغالنا أو لأننا لا نعرفها من حرص سترك ؟

هل تبكين مثلي ؟ ماذا عندما أغضبك ؟ هل تشعرين أن العالم سيء جدا ليمنحك ابنة مثلي ؟

كيف تحتملين يا أمي فقط بكاؤك في الصلاة ونحن نيام !

وكيف إذا صرت كبرى أكثر وأكثر وأكثر ورحلتُ عنك بعيداً ؟

تبا !

ما عاد لنا مكان بين الصغار لكي نختبيء !

تبا !

صرت أنت الكبار !! 

الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

القلب .... !

والقلب لا يعرف النصف ... لا يفهمه

لا ينبض نصف نبض ولا يرتعش نصف رعشة ، لا يعشق نصف عشق ولا يحب نصف حب .
ةإن أراد الحياة فإنه لا يتنفس بأذين واحد فقط !

القلب لا يعرف نصف الأشياء ، إما أنه ينبض أو لا ، يرتعش أو لا ، يحب أو لا !

إما أنه يصدق أو يكذب ، لا يصدُقُ نصف صدق ، ولا يكذب نصف كذبة !

لا يختلج بصراعات متضاربة الأنصاف كالعقل ، لا يعرف نصف الشك ولا نصف الحقيقة .

كل شيء لديه واضح تماما ، إما حقيقة كاملة أو شك محض مرير !
إما يقين كامل أو فرية مكتملة الأركان .

لا يؤمن نصف إيمان ، ولا يصدِّق نصف المعتقد .

لا يعرف عشرات الألوان بين الأبيض أو الأسود !

هو إما رحيم صادق ، أو كاذب محترف .

إما أبيض ناصع ، أو أسود مكتحل .

القلب متسق جداً مع ذاته ، يميل كاملاً ، أو لا يميل مطلقا !

هو لا يعرف نصف الميل ولا نصف التصديق ولا يعترف بنصف الشعور !

لا يقبل أنصاف الحلو ولا يفهم الوسط ، قد يتعايش مع تلك الأنصاف .... محبوساً ومختنقاً ، لكنه أبدا لا يطرح النصف كحل وسيط !

الاثنين، 10 نوفمبر 2014

وتعرفين يا صفية ..2 ...... !

وأنت تعرفين يا ابنتي أن العمر قصير قصير .

كم من بائس يا عزيزة يطلب الموت في أتعس لحظات الوهن ثم ما إن تتراخى قواه بفعل الأدرينالين يتمسك بتراب الأرض أملا في البقاء ولو لساعة أخرى ولو ليوم آخر .

قد يكون العمر أقصر من ضمة لكِ تتحرق شوقاً ... وقد يكون أطول مما نظن فنتلاعب بالوقت كأنه أوراق الخريف !

وكيف يا ابنتي تمر سنوات الحب والفرح كنسمات عبير صافية .... استنشقيها عن آخرها ... املأي صدرك بها كلها ،
املأي صدرك بعليل الزهر الذي يفتح أوراقه بالصباح كعيون طفل يتعرف الكون ببراءة العمر .

وتعرفين يا ابنتي .... قد أموت ... وليبق لكِ مكتوبي .... للدنيا وللغيب ... وليبق الحب سبيلك وليبق الصدق وان امتلأت الدنيا حولك كذبا وزيفاً ... وليبق الحب وليبق التسامح والعفو نسمات وردتك الفواحة .. وليبق الحب يا صغيرتي .. الحب هو ورد الدنيا من بذور الجنة .. تظنين نَــفَــسُ الصبح يأتي من البحر وحده ؟ إنما هي تنهيدات الزهر وسط قذارات العالم ! ... وليبق الحب يا صغيرتي هو غيمتك ترسلين معها بسمة صباحك فتمطر الدنيا جمالا وخيرا وحقيقة :) وليبق الحب يا صغيرتي ... لأعداءك قبل صديقاتك ... فهذا العدو لم يقرأ الحب في عينيك ولا قلبك ... أرسلي له باقة ورد بالصباح .. أمطريه بدعوة حرَّة في جوف ليل بارد ... وليبق الحب يا صغيرتي ... إن التحف عمرك ثوب اليأس .. موقدا يرسل الدفء إليك رغم الخوف .... ونوراً يحمل الأمل من جحر الشتاء الكئيب .. وغيمة تمطر الدنيا بماء طيب القطرات فكأنما غسل الصباح تكلف بسمتك العفوية ... وليبق الحب يا صغيرتي .. أول رضعاتك بالمهد وآخر زوادة في الطريق .... وليبق الحب يا صغيرتي هو شمعات الطريق ونسمات الطريق وأشجار الطريق وظلك يا صغيرة على ذاك الطريق ... نهاية الأمر ... إله جعل الحب ديناً يتبع ... وجعل الود اسما من أسماءه العليا به يرجى ...  ويبق الحب يا صغيرتي .. هو ما يرفع الصديقين درجات .. وهو ما يدخل المجرمين تلك الجنات بلا صالح عمل ! 

السبت، 8 نوفمبر 2014

وتعرفين يا صفية .... !



وأن تعرفين يا صفية القلب والعمر أن فلسطين لنا وطن نحياه ونحيا له

وسط انكسار العالم كنا نتعلم من رجالهم الصمود والكفاح والأمل !

وأن تعرفين أن زهور القدس تيجان الأميرات .. وأن القدس أميرة الأميرات وزهرة المدائن

وأن تعرفين أن كل عروس بالقدس تسير فوق الزعتر والحناء ... ويفرشون لها عناقيد العنب تخطوها

وأن أجمل لحظات عمرنا لم تأت بعد  لأننا ما زلنا يا صغيرتي خارج حدود الوطن نرسل الكلمات للقمر يبلغها عنا !

الخميس، 6 نوفمبر 2014

آمْــــنِـــه :)

تلك التي تخطف روحي وعيناي كل مرة أراها .

أحاول التذكر كيف صار الحب نهجاً بيننا ؟ ولم ؟ وكيف ؟
لكل شيء بالحياة نقطة بدء إلا الحب ! يتسلل ويتسلل وفقط تجد نفسك بالمنتصف ! متى وكيف لا تدري .... تجد نفسك تحب وفقط لا تريد شيئاً وقد لا تعطي شيئاً آخر سوى شعور خفي دفين عميق جداً بهذا الحب .

آمنة ...... منذ اللقاء ... في عينيها شيء يسحر .. يجذب من يكلمها ... حروفها المتكسرة .... الإنجليزية اللمزوجة بأصوات عجيبة ... وأشد ما يقتلني ضحكا ثقتها الشديدة بنفسها عندما تسألها شيئا وترد بقوة Yes !

تفرض رأيها ورغبتها بجنون ، بشيء يجعلك تستجيب ، لا تعرف هل تستجيب لأنها صغيرة أم لأنها آمنة أم لأنها حقا قوية !

الحضن الأول ....... تتعلق بساقي .... عندما التقينا ثانية ... تصرخ ببهجة عجيبة ... تضرب الأرض بقدميها الصغيرين كقطع الملبن .... ثم تجري نحوي وتقفز وجل ما تطاله هي ساقاي !

أحملها

تتعلق برقبتي ... تتشبث بها ... تضحك كثيرا ..... وأضحك جدا لهذا المرح .


يدها الصغيرة ... كقطعة ملبن آخرى ... ضغطت عليها قليلا فنبتت لها أصابع دقيقة ... فقط تراني ... وتؤدي طقوسها المجنونة ... صراخ مبهج .. تنادي باسمي ... تسرع نحوي ثم أقرب الأماكن ...... ساقاي وتلتصق هناك :)
ترفض وقتها السير مع أي من إخوتها ... تمسك يدي بقوة ثم تبدأ بدفعهم بعيدا معلنة أنها ستسير معي إلى وجهتها الصباحية :)

أصابعها التي لا تشغل سنتيمترات قليلة من راحة يدي ... تضغط على يدي بقوة ورفق ... دافئة هي كشمس صغيرة هربت من بين شموس الكون وصارت بجواري .

تسير بعدها بثقة وتباهٍ غير مسبوق ..... من الذي لا يقع في حب آمنه ؟

أول قبلة ....... كنت أقف بجوارها ... أعمل ومنشغلة جدا بعملي ... أتابعها وأبتسم لها ... منشغلة أنا بالحديث مع أحدهم ... تقف بجواري وكعادتها تمسك يدي ... أحاول لمس أصابعها بأنامي وأنا أقبض كفي عليها ممتنة لوجودها .... ثم وعلى حين غفلة مني تماما ........... ترفع يدي تجاه شفتيها وتطبع قبلة ليسقط قلبي !
كَــسارة ! لدي مشكلة عظيمة من تقبيل الأيدي ! مشكلة لا أفهمها أنا شخصياً .... لكنها بكل بساطة قبلت يدي ! أقرب جزء مني لقامتها المسحورة الصغيرة ... شهقت .. فاجئتني ... نظرت لها وعينيها اللتان تبتسمان دوما ... رفعت يديها وقبلتها .
Amneh Don't do this again ! ok ? و ككل الكلمات التي تتلقاها فهي تنفذ فقط ما يروقها :) لتفعلها مراراً .. لتجعلني حذرة إذ تمسك يدي !


أن يحبك بالغ ... شيء جميل ... أن يحبك طفل ... هنا يكمن سحر الدنيا ... أن يتقافز حولك ... أن يرتمي بحضنك ... أن يمسك رأسي براحتيه كما تفعل آمنه لتضع قبلتها تلك المرة على رأسي أو خدي أو جبيني أو أقرب مكان يقابلها حتى لو عيني لا يهم المهم أنها ترجّ رأسي في المقابل وهي تضحك جداً كأني لعبتها ودميتها لا العكس :) .... تلك الأشياء التي تبدو سخيفة جدا من غير الصغار .
ذاك الحب الذي لم يتبعه لوح شيكولاتة ولم تسببه عصا الحلوى ولا تجذبه لعبة صغيرة ولا شيء
ذاك الحب الذي ينشأ فجأة ويستمر ويكبر ويتنامى ويكون بريئا كالأطفال وطاهرا كقلوبهم ، ويجعلك تحاسب نفسك ألف مرة كم أهدرت من تلك البراءة !

عندما يكون يومي مبعثرا ... أتمنى لو أني أرى آمنه ... لتضحك ضحكتها المجنونة ... لتقبض على يدي بقوة ... لأشعر معها كم أن الدنيا صغيرة مقابل بسمة عيونها الصافية !

بسمارها شيء جذاب ... قبلة كفيها الصغيرة لها مذاق خاص ... آمنه كلها لها مذاق خاص ... كقطعة شيكولاتة بدأت تنطق بحروف البشر ! 

الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

خلقت القوانين لتكون مجتمعاً .......... وعندما يكون التزامها يحوِّلنا إلى آلات ! هناك وجب كسرها لتبقى إنسانيتنا التي خلقت القوانين لتحميها من الأساس ! 

بشرياً أم إنــساناً ؟

بين أن تكون بشريا ... مخلوقات من تلك المخلوقات التي تنتصب واقفة على قدمين ... تأكل وتشرب وتتناسل وتعيث فسادا في أرض الله الواسعة ، يميزها كما قالوا العقل لكنها كثيرا ما تفقد حيوانيتها في التعامل مع مثيلاتها من البشر فتقتل وتسرق وتغدر وتفعل ما كانت تعيبه على وحوش الغابة ، وما لا يفعله وحوش الغابة أيضا من انحطاط !

وأن تكون إنساناً ، ذاك الذي ( من المفترض ) كرمه الله بعقله ، أرسى له الشرائع لتهذب روحه وتروض نفسه ، وهبه الخير والشر في آن واحد ، وزاد في قلبه محبة الخير ، وجعل الجزاء في كل هذه الدنيا على قدر ترويضه لنفسه ولشرور أهواءه . وعليه يكون العمل والجزاء والمساءلة .

بين ان تكون ماكينة تسمع وتنفذ ولا تعي ، وبين أن تكون إنساناً له قيمه الخاصة وتصوراته الخاصة عن تلك الدنيا قدرية أو عبثية !

بين أن تعامل أترابك كمخلوقات لها نفس الأعضاء وتشتركون أنكم بلا ذيل ، يميز الواحد فيكم عن الآخر لونه وعرقه وسلالته وثروته وقوته ونفوذه .
وأن تعاملهم أنكم جميعاً هنا لإحداث التغيير المنتظر ، وترى التفاوت شيء طبيعي لا يميز أحدا بحسن ولا بقبح ! وإنما تظهر الأشياء بأضادها ، وإنما هي اختلافات البشر التي تجعل الحياة مليئة ببهجة التعدد !

شعرة رفيعة جدا ، شعره صغيرة ،

تجعل امرأة ترفض قرينة من نفس الدين ونفس القارة ، لأنها امرأة سوداء !!!! ........ لم تنظر لمكانة تلك السيدة اجتماعياً ، لم تنظر لكون زوجها ذو منصب لا يؤخذ إلا بسمات رفيعة ، لم تنظر لشيء إلا إلى كون البشر السود يفعلون أشياء سيئة ، ولا تريد لابنتها أن تصادق طفلة سوداء ... فقط .... لأنها سوداء !

تجعل رجلا يصرخ بوجه امرأة تطالب بحقها ، حقها في جسدها ، حقها في عدم المساس بها ، لأنها محجبة ! لا ترتدي مثلما توقع سيادته من أمثالها ! فقط لأن حجابها يدخلها فئة نبذها المجتمع !

تجعل آخر ، يقف بوجه أحدهم ليمنعه صعود الحافلة ، ويقف بوجه فتاة يمنعها شراء حاجياتها من السوق بعنف ، لأن مظهرهم يوحي أنهم من غير ذات الدين الذي ينتمي إليه سيادته !

تجعل الكثيرين ينظرون لشعوب كاملة أنهم عبيد ! لا يفقهون شيئا ، لا يحيون سوى بوجودنا ، وجودنا المتخم بالكسل والعفن والتخلف !

أن تكون بشرياً شيئا ولدت به ، كونك بلا ذيل وبرأس كبير فوقه شعر أملس أو مجعد ، بعينين في واجهة الرأس أنف أسفلهما تتبعها شفتان صغيرتان أو غليظتان ، لحية أو بدون ، لا ذنب أسفل الظهر ، تسير مستويا على قدمين ـ تعرج أو لا ليست قضية ، لك شيء أحمر في العروق ، لونك ما بين حالك السواد وشديد البياض بدرجاتهم ، يجعل من يراك أسودا يظن ان دماءك سوداء أيضا ، ومن يراك شديد البياض يعتقد أن ما يسير في عروقك لبناً ، وعلى أفضل تقدير عصير فراولة ، أشياء تجعلك في فئة البشر !

أن تعرف أن كل تلك الاختلافات لا تشكل فرقا سوى إن كنت باحثا في علم الاجتماع تدرك أن البيئة هي من يشكل الإنسان لا لون بشرته ولا طول قامته ولا ثقل وزنه وامتداد كرشه أمامه من عدمه ، أشياء تجعلك تتقدم خطوة لتصبح إنسانا .

ملحوظة :

إن كان هناك من يظن أن الذي يسري في الأبيض لبنا ، فأنا أعتقد بشدة أن ما يجب أن يسري في دماء السود ....... أطيب سوائل الشيكولاتة ........... لقبلة البشرة السوداء طعم مختلف ...... طعم لذيذ :) 

الأحد، 2 نوفمبر 2014

عيونها الخضراء الرملية ..... !

بعيون أهل الصحراء صفاء عجيب .... صفاء رائع ووضوح يسحرك ....... عيونهم كفيروزية المياة التي يغتسلون منها في سيناء ... لون الزتون يترك أثره كثيرا مشبعا بلون الصحراء في تداخل دخاني مموج رائع تتوسطه نقطة ارتكاز كَــحِـــيْـلَة :)

ينظر لها أترابها من أهالي البلاد أنها هامشية الوجود ! إما جاسوسة ، أو امرأة مقهورة ، لا تفهم مصطلحاتهم لأن أباها ينحني أمام الجدة مقبلا يدها ورأسها وربما كعب القدم ، ولأن أخاها ينحني على رأسها يقبلها ويحملها على الكتف ، ولأن مفهوم الرجولة أن لا يعلوا صوته أمام امرأة ، ولا يعلو كفه بوجه امرأة ، لا تفهم معنى المحكمة ، لأن جلسات العائلة يكون فيها قولا فصلا ، لا تخشى الرجال ، بل تحترمهم ، لأنها تعرف أن حقها مصون أكثر وأكثر لأنها امرأة !

عيونها الخضراء الرملية الرائعة ، بشرتها البيضاء المشربة بحمرة الرمان والتعريجات الخوخ ، تجعل من ملامحها شخصا أجنبياً عن تلك الدولة التي يغلب على ملامحها السواد !
ألوان الربيع بوجهها وشعرها الذهبي ، تجعل من ينظر لها سبح بحمد ربه مرتين ، لكنتها السيناوية الأصيلة تجعلها تبدو كشخص غريب بداخل عمق الوطن في العاصمة !
يفتخر جدها بالحرب ، بأنهم لقنوا الصهاينة درساً لن ينسوه ، وتتعجب لما تقصه أختها التي تدرس بالقاهرة أن الناس يظنون أهل سيناء جواسيس ! يثور الجد ، وربما في خضم ثورته طعن في شرفهم أيضا ، " يكفينا شرفا أنا كنا نقتل الخائن بيننا بأيدينا يا ابنتي قبل أن تفطن له السلطة ، كنا نطهر انفسنا بأنفسنا ، لا أحد يعرف من بالمدن " يذهب بعيداً حيث كانت الذكرى .

غير مدركة لتلك الأحاديث ، تأخذ ألعابها وتخرج لتلاقي إحداهن ، يلعبن طوال النهار بحقل الزيتون ، يتواعدن للقاء مع الآباء يوم العصير ... يقفن مسرورات بلقاء رائع آخر حيث العيد !

منذ أسابيع بدأت قذائف ترج البيت كل يوم وربما كل بضعة أيام ، تهديء الأم روع الصغار ، يقول الجد متى ننتهي ! لماذا لا يتحدث إلينا أحد ! الأب يعود مسرعا ملهوفا ... يطمأن لحال الجميع ، يصلون كي ينتهي هذا الكابوس !

شهر مر ، الأمر لا ينتهي ,,,, والصغار اعتادوا القصف .... وبات مفهوما جدا لديها حظر التجوال !

شهور .......... سنة وأكثر ........ تلك الحركات الغير اعتيادية تكون في القرى المجاورة .. تقترب كل يوم ... لكن بيت الجد حصين .

في صباح باكر ......... كان عليها أن تحمل حقيبة ظهر ....... بها كل اللعب ........ ليس هناك مكان للعب يا صغيرتي ضعي أواعيك أولا ...... أمامنا ساعات قليلة ........

هرج ومرج

الجميع في البيت يجرون ميجئة وذهابا ، بعيون قطة صغيرة تحاول جمع المشهد ، لا تفهم الأم تصرخ من هنا والأب يهرع من هناك ، كل أثاث البيت يتحول إلى سيارة نقل الأثاث ! " عبي أواعيكي عبيهن "

تجلس تبكي بين اللعب ! ............ تبكي بشدة .......... تقول لماذا يا أبي ؟ لماذا سنترك بيتنا ؟
لأن الجيش سيضربهم لأن الإرهاب كما قالوا يحتمي بأرضنا !
ولكن يا أبي لا احد في الحقل سوى أشجار الزيتون ... هل سنأخذ الأشجار معنا يا أبي ؟
الأشجار ؟ كلا يا ابنتي الجيش قام بتجريف الشجر بكيرة اليوم !
وشجرتي ؟ تلك التي أعلق بها شريطا برتقاليا لآخذ كل زيتونها ! لن اجمع زيتونها هادي السنة ؟
يغالب دمعاته : لن نجمع شيء ، عبي أواعيكي .. وخذي معك أهم شيء .. سنترك الباقي .. لا وقت لدينا ولا سيارات تحمل كل الأشياء .
هي : لكني أريد غرفتي ......... أريد الغرفة والشرفة ..... أريد كل لعباتي ...... أريد أشجارالزيتون ... الكلب ... هل سنأخذ الكلب ؟ لن نتركه أليس كذلك ؟
بنفاذ صبر وهو يجمع بعض الأغراض : لا وقت ... لاأريد أن يقصفوا البيت ونحن فيه .

تفشل في جمع كل الأشياء ... الحقيبة ضيقة ... رسماتها المعلقة على الجدران ، ألوانها المبعثرة تحت السرير وفي الأركان ، عقد الصدف الذي اشترته لها الصديقة من الإسكندرية الصيف الماضي ... ترى ما شكل الإسكندرية ؟ طوق الكلب ... هل سنأخذ الكلب ؟ الكلب صديق طفولتها ..تبكي ... تصرخ ... لاأريد الذهاب من هنا ...
مش ناقصنا غير هاي !
يتضجر الجد ......... ما يلبس أن يتضامن معها .......... يسعل كثيرا ...... يصمت .,... يغالب دمعاته ... هذا البيت بيناه في عز شبابه ، كانت زوجته حبلى بالطفل الأول ، قرر أن يوسع الدار لكل صبي دور ، سنوات ويمتليء بالأحفاد الذين يصرخون طوال اليوم ، عرس ابنه البكر ، الوحيد الذي بقي معه من أصل خمسة أبناء ، ثلاث إناث تزوجن ورحلن إلى بيوت أزواجهن ، وشاب قرر السفر لإكمال دراسته ، لا يستهويه الزيتون ولا بأس لدي أن يدرس ، ضجيج الزفاف ، الوليمة التي أقامها في صحن البيت ، بكاء أول حفيدة ، ثم حبوها ومشيها ، ثم قدماها تحملانها إلى المدرسة  ،ثم يصرّ أبوها أن تصبح هي ابنه البكر وتدخل الجامعة القريبة في المحافظة ، ثم تأتي كل يوم من الجامعة بأخبار عجيبة ، ثم تسافر إلى القاهرة وتعود بانطباعات لم تكن تصدق أنها حقيقة بين البشر مكذوبة عنهم!
ثم الحفيد الثاني ، ثم نوارة البيت الثالثة الصغير ذات العيون المختلطة ، ثم يعود لخطبة ابنته من رجل فلسطيني الأصل من رفح من الجانب الآخر ، منذ متى كانت رفح مدينتين ؟ ثم أخيه الذي يقبع على الجانب الآخر من الشريط لأن امرأته وحيدة أهلها هناك بعد استشهاد باقي أفراد العائلة !
ثم الاحتلال
ثم المخابرات التي تجثو على بيته منتصف الليل لتستجوبه إن كان مجندا لدى الجيش المصري
ثم حبسه في مكان أشبه بالقبر كي يعترف إن كان ينقل أخبارهم !

يومان في بيته يستريح
ثم الفجر يكون بسيارة رملية ، يقاد إلى التحقيق من جديد ... اللكنة قاهرية إذن مصريون هم ... يتسائلون إن كان يعمل لحساب الصهاينة ! تضييق وتضييق وتضييق ......... ثم يفرجون عنه ويعتذرون بشيء لا يشبه الاعتذار ولا يشبه العجرفة !
لذا لم يعارض سفر ابنه للخارج !
دموعه تفر ........... لا يستطيع أن يقف أمام جيش الدولة ....... ليس من الحكمة إراقة الدماء على أرض طاهر .... ليس من الحكمة ترك الأرض لمزاعم وفقط لم يتسنى لهم الفرصة حتى أن يناقشوها مع المسئولين ..... وليس من المعقول ترك دياره !

أبي ........ شهل !

يمسح دموعه ......... لا يصح أن يروه هكذا ...... بدت الدموع كأنها سيل وانجرف !

بعيونها الخضراء الرملية ....... تدور في الغرفة وتبكي .......... تجر حقيبة ملابسها ...... تجرها أمها بسرعة ....... نداءات الجيش تتعالى خارجا ....... يركبون السيارة والطفلة تصيح

تعانق كل أعمدة البيت وتصرخ ........ تعانق أشجار الزيتون بالبستان المجاور ....... ترى من بعيد الكلب يجري خلفهم يلهث ......  لا مكان للكلب ولا نملك رفاهية حمله معنا ........

بعيونها الرقراقة تترقرق الدموع وتنفجر ........ تنتحب ....... تنظر لأبيها على أمل أن يغير كلامه هذا الصباح ..... متى سنعود يا أبي ؟
لن نعود !
تنظر للوراء من جديد تجاه البيت وتبكي بحرقة
أزيز طائرة في الفضاء القريب ........  قذيفة مجنونة ....... تتهدم مقدمة البيت وساحته والبستان ...... قذيفة أخرى ... الجانب الآخر يصير ركاما ........ تصرخ البنت ........ بيتنا ......... أبي شوف بيتنا كيف صار ...... تصرخ ولا إجابة سوى دموع تقاوم الحبس وتقاوم الحرية !

وهناك تدرك الطفلة أولى معاني الوطن ! 

الجمعة، 31 أكتوبر 2014

إذا ما التقينا .........


إذا ما التقينا عزيزي القادم يتحسس الخطوات إلى مملكتي ، خلسة يحاول الدخول ، يتقدم خطوة ويعود إلى الوراء خطوتين ،تتشكك في أمر امرأة لا تعرفها ، لا تعرف عنها سوى ما تريد هي أن تبثه ، تبدو لك كثيرا ككتاب مفتوح سهل القراءة ، وأحيانا أخرى كشرك نصب لك في نصف الطريق .
ما عدت تدري هل تخوض الجنون الذي تفعله ، وتلتقيها وتتأرجح معها على شباك أفخاخ الدنيا !!! أم تهرب بما تبقى لديك من بقايا العقل المتعب الأثيم ! وتبدو كأنها زهرة فواحة وكلما اقتربت وجدت بها أشواك الصبار وعلقمه وصبره ، وجدت نزيف الدماء الذي يبدو في بقعته الكبيرة جدا كسراب عميق ، تخاف السؤال ، وتخشى أكثر ما تخشى الإجابة ، نظرتها التي تخترق حصونك عبر كلمات الكتب ، وارتجافك الذي يهز بيدها صفحات الكتاب ، ما أعجب أن نعشق شيئا ولا نلتقيه سوى بالخيال ، صعقات اللقاء لا تناسبنا ونخشى جلَّ ما نخشى روعة اللقاءات !
لأنا فقط قررنا الخوف واتخذناه طريقا صحيحا آمناً ،

ضمني إليك ...... لأنسى بتجويف صدرك كيف كان الخريف مريرا ، وكيف تساقطت أوراق عمري رغماً عني ودون الوعي ، لتمطر السماء غيثاً سعيدا لأن الجفاء صار غراب البين بأرضي الحزينة ، ليصبح الصبار أوراق ورد !
فشمس الشتاء رائعة الظهور .... كأميرة تطل بنظرة عطف بين حراس الغيوم ، كامرأة عطوف تلمس وجه المساكين بنور الحب ، فتضفي على وجهوههم البئيسة لمسة حب ، وعلى تلك القلوب الكسيرة بطيب الدواء !

وخذ بجنون خيالي إلى العقل ، ودعني أراود وحش المخاوف الذي يأكلنا بسوط جمالك ، فأنت عزيزي كغيمة صيف وردية ، وأنا أجلس وسط صحراء بثغر الهجير !

إذا ما التقينا ..... فلتكن أنت الحقيقة وسط الكذب ، وأنت النور بقلب الظلام ، وكن كبتلات زهر بين أشواك الحياة التي مزقتني ، وكن أنت عقلا وسط جنوني الذي لا ينتهي ، وكنت أنت صوتا ، صوتا يخاطب قلبي الوحيد بصوت نقي ... بصوت عذب الملامح صادق القول ، كنت أنت ذاك الجنون الذي ذهبت للبحث عنه وسط تلاطم أمواج القدر !

إذا ما التقينا ..... خذني مني قبل الغرق .... قبل أن أتيه بتلك العواصف ... قبل أن يحملني الإعصار لأشلاء ذكرى امتصت دمائي عن آخرها ...

إذا ما التقينا ............ كن لي حياة ! 

رقصات الموت ......

تتقافز

تدور

تذهب عشوائيةً في كل اتجاه ....

تقفز ثانية كأنما تعانق شيئاً هناك بالسماء

صرخات لا تميزها

لا تشبه البكاء

لا تشبه الضحك

تسكن وتتحرك

تنطفيء وتشتعل

تبرق وتخفت

كل في آن واحد

دوران بلوري كرقصات البالية

كفراشة نور تؤدي طقوس الاحتراق الأخيرة .

تفسر الأمر أنه بالنهاية رقص !

رقص لا يشبه شيئا إلا الرقص وفقط

لا شيء واضح به

لا حزن ولا سرور يثير تأكيد الأمر

تقافز

نغمات أغنية

صريخ

نشوة مجنونة

تهاوي

ثم إيماء نحو القمة

ثم تحليق غريب

هدوء

تسكن

ثم تدور

كبجعات بحيرة تعاند تعريجات الماء المستديرة

في وجه الجميع ... ترتسم ابتسامة انبهار

بوادر الثغر تفصح عن ما يشبه التبسم

التقافز يشي بالحياة

الدوران ينشر النشوة

كم هو مفعم هذا القلب

بالجنون

والتعب

كم هو مفعم بالموت في آخر الرقصات !

لتحترق الفراشة في هدوء

بجانب إحدى شجيرات الضفة الأخرى

حيث بجعات النهار السوداء في البحيرة

حيث كان يتألم كثيرا

حيث لم يعد الوجع يطاق

حيث أن صدره بات سجنا

حيث أن الجلد يضيق بنا أحيانا

يتلوى

بدا كأنه خصلة شعره تائهة في مهب رياح على رأس أشعث

تعلو وتهبط

تنطوي

وتفرد جناحيها للريح

كاد يخرج قلبه من بين الضلوع ليقذفه

كان يجري بين الشجر يصرخ من شدة الألم

يبكي لا شيء يخرج بالدموع

يجري بلا اتجاه كالممسوس

يقف

يلتقط أنفاسه

يركع

يضرب بقبضتيه على صدره

متى يتوقف هذا الوجع

كل تلك الأصنام تسمع ألمه ولا تعيه

كل تلك الرؤس تتربص مقتله وهي الأحق بالقطع

كالثور الهائج

ينطح جذوع الأشجار ويزأر

يصرخ

ثم ينتهي بالعواء

يفرد ذراعيه

يتخبط بها في الأشجار

عاريا يجري المجنون

ينطوي

ويمتد للسماء

يجلس كالمحار في القوقع

ويتمدد كالحلزون خارجه

لا شيء يسعه

لا أرض ولا سماء

يدور حول نفسه

الأصنام كأنه نقطة ارتكاز بلا وعي منه

يهرب منها فتواجهه في كل ناحية

يزداد ضعفه وعجزه

وتزداد بهما نوبات جنونه أكثر

من بعيد

قفزات بهلوانية تسبق تداخله من حالة لأخرى

يشتعل وينطفيء

يبرق ويخفت

يمتد وينطوي

يمتشق وينكسر

يرقد ويقفز

يجري ويرقد كالسيف

يصرخ في السماء ويغني وسط الدمع

كراقص محترف

كأمير البجعات

من بعيد

هكذا بدا

من بعيد

في دوائر كثيرة

يدور كل حول مركزها

يزأرون ويصمتون

يضحكون بجنون ويبكون بقهر

يتقافزون كالفراشات وكالبهلوان

يدورون

يرقصون

يزأرون

ينشدون بأصوات يخالطها البكاء ويغلب

يتمايلون

وفجأة يقفون كأعمدة مشدودة كالسيف

الأرض كما السماء مسرحهم

يدورون عليها ويتدحرجون

يتقافزون ويصرخون

يجرون

يقطع الأمر نوبة من صراخ أو نشيد بشجن

ينامون كالمحار

يقفزون

لكنهم دائما في حدود دوائرهم

يدورون كقوم أصابهم المس

من بعيد

بَـــدَو كرقصة استثنائية

بَـــــدَو كحلقات ذكر

بدت كلوحة سيريالية مجردة

بدت كالخيال

بدوا كأنهم أشياء كثيرة

وكأنهم معنى واحد

بدت كل الأشياء حولهم تشاركهم رقصهم المجنون

حتى تلك الأصنام التي يزأرون فيها

بدت تبادلهم

رقصات الموت !

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

وكلانا خسر ...... !


هل يمكن ان يكون صوت أنفاسك التي أعرفها هو ما وصل إلي من بعيد ؟

لأول مرة يختلج قلبي هكذا !

يصدق أنه أنت !

لا فرضا

لا أملا

لا شيء !

على وشك أن يهمس ........... أنت ؟

راهنتَ أن أنسى ( بهروبك ... بالجرح .... بالوقت )

وراهنتُ أنك عشقت ! ( كل حيلتي أني صدقت قلبك )

والآن ......... كلانا يا عزيزي خسر !

لم أنسَ !

ولم تعشق !

كلانا يا عزيزي خسر ..........

الأيام لا تأتي بالسكون

أصبحت أحب المشي كثيرا

ربما لأني أخرجك في المشي

في قطرات العرق تتسرب من دمي من جلدي من كامل جسدي الضعيف !

لربما في تتابع أنفاسي وتلاحقها ( في النهجان )

لربما أن سـرَّ الأمر في التعب ........ أنك تخرج مني بالتعب !

الموت والميلاد

الروح تسحب حتى آخر شوكاتها

تعود بروح أخرى

أو تذهب تماما !

أو تظل تعذبنا جيئة وذهاباً ...

كم قال من قال ....... احذر من امرأة عاشقة !

و المرأة إن أدرات قلبها لا تستدير مهما بدا غير ذلك ......

والقلب إن لم يسلم نفسه ........ لا يستكين وإن قيده ألف قيد !

وكلمة الحب قيدي الأعظم

ولقد ظننت بأنك منحتي مفتاحه وانه استكان !

أي قيد كنت تظن نفسك تلبسه !

لا شيء يقيد القلوب كاستسلامها للحب !

عزيزي البعيد بما أراد

كلانا يا عزيزي خسر !

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

هذا العالم لا يحبنا يا أمي .... !

وهذا الجمال الذي علمته إياي يقتل يا أمي !
وهذا الخلق الحسن قاتل يا أمي !
وإيمان المتفائل بعدالة القضاة قاتل يا أمي !
ونعومة بشرتي في عالم خشن صارت تقتل يا أمي !


إليكم ما قالته الحسناء : " عزيزتي شوليح، علمت اليوم أنه قد جاء دوري الآن لمواجهة القصاص. أنا متألمة أنك لم تعلميني بنفسك أنني قد وصلت إلى الصفحة الأخيرة من كتاب حياتي. ألا تظنين بأنني كان يجب أن أعرف؟ تعرفين كم خجولة أنا من حزنك. لماذا لم تعطيني الفرصة لتقبيل يدك ويد أبي؟


سمح العالم لي أن أعيش لمدة 19 عاماً. وكانت تلك الليلة المشؤومة هي الليلة التي كان يجب أن أقتل فيها. كان سيتم إلقاء جسدي في ركن من أركان المدينة، وبعد بضعة أيام، كانت الشرطة سوف تستدعيك لمكتب الطبيب الشرعي للتعرف على جثتي، وهناك كنت ستعلمين أيضاً أنني تعرضت للاغتصاب. القاتل لم يكن ليتم العثورعليه لأننا لا نمتلك ثرواتهم وقوتهم. ومن ثم كنت ستقضين حياتك في معاناة وعار، وبعد سنوات قليلة كنت ستتوفين نتيجة هذه المعاناة، وكان كل شيء سينتهي هناك.

رغم ذلك، ومع تلك الضربة اللعينة، تغيرت القصة. جسدي لم يلق جانباً، ولكن في قبر سجن إيفين وعنابره الانفرادية، والآن في السجن الذي يشبه القبر في شهرراي. ولكن تعرفين جيداً أن الموت ليس نهاية الحياة.

لقد علمتني أن أحدنا يأتي إلى هذا العالم لاكتساب الخبرات وتعلم درس، وأنه مع كل ولادة توضع مسؤولية على كتف شخص ما. لقد تعلمت أنه على الشخص أحياناً القتال. أتذكرين عندما قلت لي انه لخلق قيمة ينبغي على المرء أن يثابر حتى لو كان عليه أن يموت.

أنت علمتني أنه عندما أذهب إلى المدرسة ينبغي علي أن أكون سيدة في وجه النزاعات والشكاوى. هل تذكرين كم كنت شديدةً بشأن الطريقة التي نتصرف بها؟ وكانت تجربتك صحيحة. ولكن عندما وقع هذا الحادث، تعاليمي لم تساعدني. تقديمي إلى المحكمة جعلني أبدو وكأنني قاتلة بدم بارد ومجرمة بلا رحمة. لم أذرف الدموع، لم أتسول، لم أبك في داخلي منذ أنني كنت واثقة بالقانون.

ولكنني واجهت تهمة أنني غير مبالية في مواجهة الجريمة. معاملتي للحيوانات فسرت على أنني أميل إلى أن أكون صبيا، والقاضي حتى لم يكلف نفسه عناء النظر إلى حقيقة أنه في وقت الحادث كان لي أظافر طويلة ومصقولة.

كم متفائل هو من كان ينتظر العدالة من القضاة! لم يشكك حتى في حقيقة أن يدي ليست خشنة مثل يد ملاكم. وهذا البلد الذي أنت من زرعت حبه في داخلي، لم يكن يريدني أبداً، ولا أحد دعمني عندما كنت تحت ضربات المحقق أبكي وأسمع أكثر المصطلحات إهانةً. وعندما نزعت عن نفسي علامة الجمال الأخيرة وحلقت شعري، كوفئت بـ 11 يوماً في الحبس الانفرادي.

عزيزتي شوليح، لا تبكي على ما تسمعينه الآن. في اليوم الأول الذي قام به وكيل الشرطة بإذائي من أجل أظافري فهمت أن الجمال ليس أمراً مرغوباً في هذا العصر. لا جمال المنظر، جمال الأفكار والرغبات، الكتابة اليدوية الجميلة، جمال العيون والرؤية، ولا حتى جمال صوتٍ جميل.

أمي العزيزة، لقد تغيرت أيديولوجيتي، أنت لست مسؤولة عن ذلك. كلماتي لا تنتهي، وأعطيتها كلها لشخص ما حتى عندما أعدم من دون وجودك ومعرفتك، يعطيها لك. ولقد تركت لك الكثير من المواد المكتوبة بخط اليد كتراث لي.

ومع ذلك، أريد شيئا منك قبل موتي، وعليك أن تقدمي لي هذا الشيء بكل قوتك وبأي شكل من الأشكال. في الواقع هذا هو الشيء الوحيد الذي أريده من هذا العالم، هذا البلد ومنكم.

أمي الطيبة، أكثر شيء عزيز علي في حياتي، أنا لا أريد أن أتعفن تحت التراب. لا أريد لعينيّ أو قلبي الشاب أن يتحولوا إلى غبار. توسلي بحيث أنه بمجرد أن يتم شنقي، سوف يتم أخذ قلبي والكلى والعيون والعظام وأي شيء يمكن زرعه بعيداً عن جسدي ويعطى لشخص يحتاج إليه كهدية. لا أريد أن يعرف المتلقي اسمي، أن يشتري لي باقة ورد، أو حتى يقوم بالدعاء لي.

أنا أقول لك من أعماق قلبي إنني لا أريد أن يكون لي قبر لتأتي إليه وتحزني وتعاني. أنا لا أريدك أن تقومي بارتداء الملابس السوداء علي. وابذلي قصارى جهدك لنسيان أيامي الصعبة. وامنحيني للريح لتأخذني بعيداً.

العالم لم يحبنا. والآن أنا استسلم لذلك وأحتضن الموت. لأنه في محكمة الله سوف أقوم باتهام المفتشين، وسوف اتهم القاضي، وقضاة المحكمة العليا في البلاد الذين ضربوني عندما كنت مستيقظة، ولم يمتنعوا عن مضايقتي.

في العالم الآخر، إنه أنا وأنت من سيوجه التهم وغيرنا هم المتهمين. دعينا نرى ما يريده الله. أنا أحبك.

"

البعض انشغل أنها سنية !
البعض انشغل أنها مسلمة !
البعض انشغل أنها امرأة !

لم يقتل هذا العالم فينا كل مظاهر الجمال ؟

فتاة شابة قوية ، أتمت تعليمها وصارت بمنزل محترم في المجتمع ، تحمي جمالها من تآكل الأيام ، تحمي شرفها من نهش الذئاب .
ما العيب أن تحمي فتاة جسمها ؟

ماللقبح أن تصقل أظافرها وتطيل شعرها ؟ لاموها لأنها امرأة ، حلقت شعرها ، ألقوا بها في حبس انفرادي ! #اللعنة !

ماذا يريد الظلم منا ؟

معتقل بالسجون المصرية

يؤخذ على ظلم من بيته

يزأر في القفص كأسد جريح

يضعونه في زنزانه باردة

يضرب عن الطعام احتجاجا !

يخبرونه في إحدى العيادات ... سنتركك تموت جوجا كالكلب الضال !

لماذا يا أمي لا يحبنا العالم هكذا ؟

لماذا أخبرتنا في الصغر أن الإنسان يحقق في العالم الحق والخير والجمال ... تلك الجواهر الثلاثة التي نظل طوال العمر نبحث عنها ونصقلها ونشيعها بين الأمم ؟

لماذا أيها العالم ان كنت تكرهني جعلتني امرأة !

ولكنك تكره الرجال أيضا ؟ ولكنك تعذب الرجال أيضا ؟

لماذا إن كنت تعشق السلطة جعلت منا السادة والعبيد ؟

لماذا توجد القوانين إن كان لا أحد ينفذها ولا أحد يهتم ؟

هذا العالم يا أمي لا يحبنا ............ ورغم أنك أخبرتني عن الحق ( الذي دافعت به عن نفسي ) وعن الخير ( الذي دفعني لأتخلص من أيقونة شر كانت ستحرق عشرات الزهرات خلفي ) وعن الجمال ( الذي بدافعه هذبت شعري وجسمي وأظفاري ... هذبت أخلاقي وكبريائي وجمالي ... هذبت قوتي وحريتي وشعوري بالاعتماد على نفسي والاستقلال عن القبح والضعف والشرور ) إلا أن أحدهم يا أمي لم يمنع حبل المشانق عن رقبتي الدقيقة ، أحدهم يا أمي لم يمنع الجلاد عن ظهري البريء من الآثام ، أحدهم يا أمي لم ينظر لقلة ثروتي وقلة قوتي وقلة نفوذي ... أحدهم يا أمي انتظر مني أن أواجه القدر بنفس القذارة التي تحلى بها القاضي والجلاد والمقتول حقا في شرفي ! 

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

أدراج الرياح ...


سؤال مجنون يعتصر عقلي وروحي ، يخنقني كرقة بالية ملفوفة بإحكام حول عنقي وصدري بنفس الوقت ، فإن مر شهيق تسللا إلى صدري لم يجد مكانا يسعه فيعود أدراجه أو يحتبس ................. كيف أطوي ما كان بيننا ؟ وكيف ينسى المرء اشتعال روحه واشتغالها بروح أخرى ؟ 
هل يمكن أن يذهب كل هذا الحب سدى ؟ هل يمكن أن ينطق أحدهم ما ليس يحويه فؤاده ويصدقه ؟ هل يكذب الإنسان في مقولة الحب والإخلاص ؟ كيف ينسى ما ترك طابعه ورحقيه عالقا بجنبات روحه ؟ الجسد يشتهي ويصوم يرغب وينفر ويتغير تبعا لحاجاته المادية ، أما الروح .. تلك الجوهر المكنون بالدواخل ، يصيبها الغبار وتلونها الأبخرة ، ألوانا عابرة جدا ، تأثيراتها في عمر الأرواح لحظية ، ويبقى المعدن وأصالة الجوهر مهما مر بتلك الروح من خطوب ، وتعلق بالروح أشياء رقراقة أصدق ما نقرأ وأنقى ما نجرِّب وأكثر الأشياء حقيقة وصدقا هو ما يعلق بأرواحنا ويطبع قبلته الوردية على جوهرنا فيصير منها ، فكيف يُمحى ويُنسى ما تعلق بالروح ويذهب أرداج الرياح ؟

كان هذا التساؤل يعتصرني ، يقتلني ، يجعلني أختنق ، أشهق ، أحاول سحب أية أنفاس للداخل ، وكأني أسحب روحا جديدة للحياة ، أفشل ، أزفر طويلا ، أنشج وأبدأ في بكاء مرير ، بكاء العالق بين الحياة التي لا تشبه أية معاني الحياة إطلاقا ، وبين موت صار كأمنية عزيزة التحقق ، حتى التقيت اليوم مقولة الروائي " باتريك موديانو - الأفق"

هل يُمكن فعلا أن تذهب الكلمات التي تبادلها عاشقان خلال لقائهما الأول أدراج الرياح، كما لو أنها لم تلفظ قط؟! هذه الهمسات، هذه الأحاديث الهاتفية عبر الزمن، آلاف الكلمات، هل تضيع كل هذه العبارات اللامعة التافهة ويكون مصيرها النسيان؟!"



أرتعب أن يكون هذا هو ما حدث بيننا ! أثور بداخل رأسي ، أدور ، أذهب مجيئة ورواحا ، أكاد أجن ، كيف بك تنسى وتتجاوز كل الأمر ؟ بلا رمشة جفن لك ؟


ثم ! إن كانت الأشياء تعلق بالروح ولا تمحى من الذاكرة ، كيف كنت تقول أنك نسيتهن ثم أني كنت أصدقك ! ثم أنك اليوم تنساني !


ثم إن كنت تكذب ... كيف لأعشق رجلا يحمل من بقايا النساء شيئا بداخله ؟ وقد استوطن قلبي وعاث فيه فسادا كيفما حلا له !


ثم ....... لربما ......... لربما كان ما كان بعيدا عن روحه خاصتي ! وهل كنتِ أنتِ الروح خاصته ؟ فكيف إذن يترك المرء روحه ويهرب ؟ وكيف تصبح كلمة الحب مشاعا لا تتخطى الألسنة ؟ وكيف تتخطاها وتترك في الوراء كي تذهب أدراج ريح عابثة ؟ ثم كيف لا يرتبك القلب كلما سمع تكرار العبارة على شفاه عاشقين آخرين ؟ كيف لا يضطرب قلبه وتعود إليه كل تلك الروائح والملامس والأصوات والصور ؟ كيف لا تعود ألوان الذكرى ساطعة في عمق روحه ؟ إن كان تعمق ؟


ثم ! كيف يكون الحب حبا إن لم يقترن بين روح واخرى ؟ إن لم يكن وسيط تعرف توائم الأروح ببعضها ؟ إن لم يكن تلك المرآة التي يلتقي كل واحد منهما فيها نفسه الأخرى ؟ وكيف أراك نفسي ولا تراني ولا تكون ؟


أصابني العمى كل تلك السنون ؟ أم أن كل ما خبرته في الحياة لم يخلص منه في وجداني وواقعي إلا العبث المحض ؟


أشياء تصطرع ، وما عدت أملك إلا محاولة الهروب منها ،إجاباتها قياسا على الأمر الحادث سوف تفقدني آخر أسباب الحياة ...... كلمات تدور ... لا أجد ثوبا من الألفاظ يحملها إلى الخارج ويظهرها كما هي .... لا شيء أصعب من صراعات الروح .






يكتبون ويكتبون ... يفتح كل سطر جرح آخر ... ينهش في ذاكرة مؤلمة .... لماذا تختار البشرية أصعب طرق الألم ؟ وأسهل طرق التخلي والهرب ؟ لماذا لا يصبرون قليلا ؟ لماذا لا يختارون الأصعب ؟ قمة الجبل دائما ما تحمل رؤية التفاصيل الرائعة ... ما الممتع في قاع مخزٍ ومؤلم ؟ .... أتسائل كطفلة صغيرة ...... أين ذهب الفرسان يا أمي ؟ لماذا لا يحارب أحدهم قليلا ؟ قليلا فقط ؟ لماذا لا يصمد أمام تلك الرياح التي لم تهز شعره ؟ لماذا لا يقرر خوض المعركة ؟ لماذا يا أمي يكتبون الحب .... يزينون عباراته ... ثم يتركون رسائلهم في مهب الريح ؟






قد كنت لمتني أني لا أقول الحب في كلمة ....... هذا لأن ما كنت أشعر به ما كانت لتحويه أصوات متقطعة !

السبت، 18 أكتوبر 2014

طبيب نفسي !


جلست أمامه صامتة ...... تنتظر إشارة البدء كي تتكلم !

نظر إليها من خلف نظارته الطبية 

وجهه البشوش مريح جدا 

هي تعرفه ذاك الطبيب المشهور الذي له كهفه الخاص وعالمه ولهذا أخذتها الجرأة أن تذهب بإراتها إلى حيث صومعته .

بابتسامة خفيفة تعلو محياه الودود .... تريدين الذهاب أليس كذلك ؟

نعم ! 

إذن تفضلي :)

تنظر للأرض في توتر بالغ .... أريد ... لكني لن أفعل !

لماذا ؟

لأني جئت إلى هنا في أمر مهم ... كابوس ... مرض يجب أن أضع له نهاية ... أو أكتب له نهايتي كوسام انتصار !

همممم ..... حسنا تكلمي !

تنظر للأرض ثانية 

لعينيه مباشرة 

تدور عينيها ألف دورة 

تتحرك شفتاها ولكن لا تنطق بكلمة تدور على الكرسي كأنما تهم بالخروج من هنا 

أي جنون أتى بك إلى هنا هيا اهربي !

يهمهم الطبيب .... حسنا ... أ...

تقاطعه بصرامة .... أحبه ... تتلعثم .. تصدر أصواتا غير مفهومة لثوان ... تعود لرشدها 

جئت هنا كي أكرهه !

يتراجع على كرسيه ... يضع قلمه في فمه ... يواري ابتسامة حانية ... يقول بهدوء بالغ مستفز ... لو أنك ترين عينيك الآن !

إلتماعة عين عاشقة لم تأت للكره أبداً .... لربما تقصدين ... وقبل أن يكمل النسيان ... قاطعته بقسوة ..

انظر .......... لا أحب تلك النبرة ... عينياي لا تلتمعان عندما أتحدث عنه ... عيناي لا تخجلان بسببه ... وجهي لن يحمر مطلقا .. لا شيء من تلك الأمور السخيفة يحدث سوى في خيالاتكم أنتم ...... أي لمعان تقصده لذكر رجل لم يقرأ شيئا في عيني وما إن يظهر حتى يرحل ! ... لا أحبه ... لا شيء يلمع .... لا شيء يبدو مختلفا بعيني عندما أذكره ... عادي ... شخص عادي مثل أي شخص

لا تبدأ معي هكذا ......... كلكم تعرفون كل شيء ... فقيهون ... لا أحد يفهم شيئا 

تثور

تلتهب

يبتسم أكثر

بعيون أب حان يميل إليها كي تهدأ بعد أن تركت الكرسي وبدأت تدور حوله 

لدقائق طوال كانت تجلس كجرو تائه وخائف على الكرسي أمامه حتى أنهى بعض الأوراق خاصتها ليتابع فيها حالتها !

ثم هي الآن كثور هائج !

ملامحها الهادئة تنم عن أدب جمّ ! لكن ثورتها تظهر شيئا آخر !

لربما الألم حقا يفعل كل شيء بنا !

بصوت يملؤه الحب وربما الشفقة ... شفقة حكيم خابر جنون الشباب ... همس ... اجلسي يا بنتي ! :) 

تهدأ قليلا

تنتبه أنها قامت ودارت حول الكرسي ! 

تجلس كأنها كانت أخرى وعادت لنفسها

آسفة !

لا عليكِ .... أكملي

لا شيء

ابدأي من أي جزء أردتِّ 

لا أعرف .........

تفر الدموع رغما عنها ... تعود جروا تائها في طلاسم الصخور والجبال .... تبكي كقطة صغيرة ... ترتعش كعصفور ... تتلعثم بالكلمات كطفل يتعلم صوت الحرف فيقلده ولا ينطق !

اهدأي ... بابتسامة ودود ... يتحرك ... يجلس أمامها مباشرة ... يربت على يدها بخفة وسرعة ... يعرف بخبرته هذا النوع من معدومي الثقة بالدنيا ... يتراجع بالكرسي قليلا ... مجالها النفسي واسع ولا تحب القرب الزائد ..... 

ها ؟ .... يبتسم 

تشهق كطفلة ... تعاود الكلام 

لا أعرف من أين يأتي هذا الشعور بداخلي .... كيف يتوهج وكيف ينطفيء ... كيف أشعر بنصل السكين يجتاحني يمنة ويسرة ، وكيف أشعر بنيران الثورة والحرب والغضب ؟ كيف يجتمع الحنو والقسوة ؟ كيف يأتي الشوق ويستعر الغضب ؟ كيف تأتيك كل الأضداد بلحظة واحدة !

تحبينه ؟

نعم 

لماذا يا ترى ؟

لا أعرف !

كأني خلقت هكذا ! كأني استيقظت يوما فوجدت نفسي أعرفه وأحبه ! وما أعرفه الآن أني أريد أن أكرهه !

أي شيء يميزه عن الرجال ! لعل في الآخرين شيئا لم تلحظيه ؟ ثم ... لم تحاولين الكراهية مادام هناك سبيل للنسيان !!

النسيان أفضل يا بنيتي ... النسيان أسهل كثيرا وأفضل لروحك من نيران الكراهية ! 

إنه نفس الممر الضيق الذي يتردد حولها منذ سنوات 

هل يأخذها إلى ذاك الممر الضيق كي يوصلها بالنهاية إلى ما يريد من أساليب العلاج ؟ 

أم هي التي تأخذه هناك لتصل به إلى العمق السحيق الذي تريد ....... وترى إن ينجو بها أو يغرق وحده ؟
 حيث تعرف سراديب القاع وأصدافه ! 

السبت، 11 أكتوبر 2014

شخبطة شعر :)

دعوة حب 

وبَدعيلهم 

يدوقوا الحب ويَّـا هناه 

يقولوا آمين !

وأقول جوايا ... أكيد سامع

مَلَك واتنين

يقولوا آمين 

وليكـِ بمَـثْـل أو مِـثْـلين

يسرَّع دعوتي لله

كلام مَـلَكين

بإني ألقاه 

بشوق واقف كما الخنجر

ما بين ضلعين

بقيت بدعي لطوب الأرض 

لو يعشق !

لكل اتنين ليتقابلوا 

لكل حبيب لو يرتاح

في حضن اللي بات عاشْـقُـه 

وتصبح

طيور الأرض متصالحة 

مع الأشجار

مع الورد ومع الياسمين

وبدعي حتى للمطرة

تعانق على الزهرة

قطر الندى .... وتتباهى 

بحب يعرفه العاشِقين 

ويحلفوا بيه !

وتفضل دعوتي في قلبي

بإني يارب لو عاشقاه

تنوِّل قلبي وصْل هواه

بإني يارب لو شاردة

في علم سيد الأكوان

وسالكه طريقي من غيره

مع السالكين

تقَدَّرني يارب أنساه !

وأنسى لوعتي وجواه

وأنسى شوق ضلوع صدري

لنبضة قلبه من جُـوَّاه

وإمتى أصحى متصالحة ؟

على نجوم ليل كانت ويَّاه

بتحكي وتتحاكى باسمي

وهو يقول حكاويها

لقمر الليل

وسهر الليل

لنسمة جاية تتسحب

وشايله من عبير ريحته

وتحكيلي

وأنا .... بنساه !

بإن الشوق واكل عقله

وإني في الحكاوي معاه

وإني ودمعتي المرّة 

عيال خايبة

ما تعرف إن ليل العشق 

فيه سِـرُّه

وفيه شوقه مع أمله

أكون وياه ! 

دي دعوة حب محتارة 

لرب كريم حكيم في سماه

يزيل حيرتي يزيل تعبي

ينور بالهدى بصيرتي

ويديني أمل يمكن

أعيش معنى جديد وحياة 

وأهي دعوة 

بكل الحب يا سامعين

ينول كل مشتاق حب

ينولكم حلاه ... آمين